الطريقة الحمدوشية

2015-10-04T11:40:31+01:00
اقلام حرةشؤون دينية
4 أكتوبر 2015آخر تحديث : الأحد 4 أكتوبر 2015 - 11:40 صباحًا
الطريقة الحمدوشية

أخبار أزمور الجهوية  بقلم: د أحمد الصديق

لم يترك “سيدي علي بن حمدوش” طريقة بعينها أو سلوكا معينا أو كتابا أو وصية لمريديه تشكل مرجعا لتعاليمه ومرشدا لأتباعه ،غير أن سيرته كانت بالنسبة إليهم قدوة ومسلكا في الحياة..

قام ” الحمادشة”، بعد وفاة شيخهم “سيدي علي بن حمدوش” بإنشاء مجموعة من الزوايا أو الحجرات ) الزاوية أو الحجرة هي مكان يجتمع فيه المريدون من أجل ممارسة شعائر طريقتهم( في مختلف أنحاء المملكة المغربية ،حتى أنهم شيدوا بعضها في كل من تونس والجزائر ..وتشكلت معالم الطريقة الحمدوشية بمرور الوقت،حيث أضيفت إليها ممارسات جديدة ،واختفت منها أخرى،وذلك بشهادة مريديها أنفسهم والغيورين عليها الذين يريدون الحفاظ على طريقتهم دون تشويه و لا تحريف.

ويصنف”فانسان كرابانزانو” الطريقة الحمدوشية قائلا:”بالرغم من انتماء الحمادشة تاريخيا إلى التقليد ) العرف( الصوفي للإسلام ،فهم في الغالب ،لا يرون بأن الهدف من ممارستهم هو “التوحيد” مع الله، وإنما على الخصوص ، هو وسيلة لشفاء المملوكين ) المصابين بالمس،أو “المسكونين”( ، أو “المضروبين ” من طرف الجن ،فهم أولا وقبل كل شيء معالجون …”) الحمادشة،فانسان كرابانزانو،ص:31( .

وينتمي “الحمادشة ” في الغالب إلى طبقات شعبية،يغلب على ممارساتها الغلو وتعنيف الذات ) يتعلق الأمر بطائفة “الدغوغيين”( .لكن بالرغم من ذلك فإن هناك من يشهد لها بدورها في علاج كثير من الحالات النفسية والاجتماعية المستعصية ،واستيعابها لفئات عريضة من المجتمع التي وجدت في الحمدوشية ضالتها وطريقها .

وللطرقة موسم سنوي يقام بسيدي علي بنحمدوش بضواحي مدينة مكناس،حيث أصبح في وقتنا الحالي مزارا ذائع الصيت ،تأتي إليه الوفود من كل مكان،وتشارك فيه تقريبا مختلف الفعاليات الثقافية والاجتماعية والسياسية من داخل المغرب وخارجه.

لكن تزايد هذا الاهتمام بالطريقة الحمدوشية لا يمنع من القول بتراجع ملحوظ للحمادشة أنفسهم، الذين أصبح عددهم اليوم لا يتجاوز بعض المئات من الإفراد .ويسمى مريدو الطريقة ب”الفقراء”،وأما مجموعة المنتسبين إليها ،فهم يسمون ب” الطائفة”.

من هو شيخ الطريقة الحمدوشية؟

هو سيدي علي بن محمد المدعو حمدوش بن عمران الشريف العلمي العروسي ،أحد كبار مشايخ أهل الجذب بالمغرب،أخذ عن الوالي الصالح سيدي محمد الملقب بالحفيان ،عن والده الشهير سيدي محمد فتحا المدعو بأبي عبيد الشرقي دفين أبي الجعد.

توجد زاويته ومدفنه ببني راشد بين جبال زرهون على بعد عشرين كيلومتر من مدينة مكناس ،عاش في القرن السابع عشر من الميلاد وبالضبط في عهد السلطان مولاي إسماعيل المعاصر للويس الرابع عشر.

له تلامذة كثيرون من أشهرهم البركة سيدي محمد بن يوسف الحمدوشي ،والوالي الصالح مولاي أحمد الدغوغي الذي يبعد عن ضريحه بحوالي خمس إلى سنة كيلومترات ،وأبو علي الحسن بن مبارك،وسيدي قاسم أوقار،وغيرهم وتوفي رحمه الله بجبل زرهون عام1135 ه .

وقد حدد بعض الأتباع طريقة وطقوس زيارة هذا الوالي الصالح ) رغم ما في ذلك من وجهات نظر مختلفة ،قد تصل أحيانا إلى الرفض( خاصة وأن عصرنا هذا شهد فتنا وبدعا لا تمت إلى الإسلام في شيء،ويندى لها الجبين. عفا الله عنا جميعا.

وقد قيل إن الزيارة لهذا الوالي الصالح لن تكتمل إلا عبر أربعة مراحل أولاها أخذ الطبق إلى ضريح سيدي أحمد الدغوغي،ثم مرحلة النزول إلى الحفرةحيث تتواجد هناك لالاعيشة الحمدوشية الجنية طبعا ليتقدم لها بالقرابين وإشعال الشموع،ومنها إلى زيارة قبة سيدي علي بن حمدوش حيث توجد بداخلها محكمة للجن ،وتأتي أخيرا مرحلة العوم داخل بيوت تنبع منها سبع عيون تسمى عين لالاعيشة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!