محنة الجيش

2013-11-26T22:04:41+00:00
رياضية
26 نوفمبر 2013آخر تحديث : الثلاثاء 26 نوفمبر 2013 - 10:04 مساءً
محنة الجيش

المتابعة: جمال الصطيفي

تضاعفت متاعب فريق الجيش الملكي، عقب خسارته السبت الماضي بملعبه أمام وداد فاس، بهدف لصفر، ضمن منافسات الجولة العاشرة من البطولة “الاحترافية”، لتتعقد بذلك وضعية الفريق، ووضعية مدربه الطوسي.
هناك اليوم من يرمي بالمسؤولية على المدرب الطوسي، ويعتبره المسؤول عن أزمة النتائج التي يعاني منها الفريق، وهناك من يرمي باللائمة على المكتب المسير، ويرى أنه المسؤول عن ما يجري في الفريق العسكري، الذي تحول من وصيف للبطل في الموسم الماضي، إلى فريق عادي، مازال لم يحقق أي فوز منذ أن التحق به الطوسي قادما إليه من المنتخب الوطني.
ما يحدث للجيش ليس مفاجئا، إنه تحصيل حاصل، ونتيجة طبيعية للارتباك والتخبط الذي يتم به تدبير شؤون الفريق.
في الموسم الماضي، كان على الفريق العسكري أن يعيش مرحلة من الاضطراب، بعد تعاقد الجامعة مع رشيد الطوسي، ليقود المنتخب الوطني، ونجح الفريق في عبور هذا المطب، وهو يسند المهمة لعبد الرزاق خيري، الذي وضع بصمته على الجيش، وقاده للتنافس على لقب البطولة إلى غاية الرمق الأخير من منافساتها.
بدل أن يجدد الفريق العسكري تعاقده مع خيري، فإنه “تخلص” منه بطريقة تفتقد للحد الأدنى من الاحترام، لقد شرع الفريق في التعاقد مع اللاعبين دون أن يحصل على الموافقة من المدرب، أما خيري فإنه غادر الجيش دون أن يحصل حتى على كلمة شكر.
بعد رحيل خيري، جاء الفريق بالحسين أوشلا ليعمل مساعدا للمدرب الذي سيتم التعاقد معه، والذي لم يكن إلا جواد الميلاني مدرب الدفاع الجديدي، دخل أوشلا في صدام مع الميلاني، فالأول كان يعتقد أنه سيكون مدربا للفريق، على أن يلعب الميلاني دور حمادي حميدوش في شباب الحسيمة، وهو ما لم يتقبله الميلاني، ليبدأ الضرب تحت الحزام، ويتم الاستغناء عن أوشلا، الذي سبق له أن قال إنه دركي في خدمة الجيش، فإذا بالدركي قد أصبحت له رغبة ملحة في أن يرتقي بسرعة إلى رتبة جنرال.
لم يضع الميلاني الفريق على السكة الصحيحة، وفي الوقت نفسه كان هناك مسؤولون في الجيش يربطون الاتصال بالطوسي ليتولى قيادة الفريق، وهو ما تسبب في تشويش على عمل الميلاني، الذي غادر الفريق، قبل أن يعوضه الطوسي القادم من تجربة صعبة خاضها مع المنتخب الوطني، كانت تفرض عليه أن يخلد للراحة لبعض الوقت، بدل أن يحرق آخر أوراقه مع الفريق العسكري، وبدل أن يعلق النتائج السلبية على مشجب “نقابة” اللاعبين وتهاونهم، وبدل أن يقول إنه “مريض” وأن هذه ليست هي الجيش التي يعرف.
إن المكتب المسير للجيش يتحمل النصيب الأوفر من المسؤولية، فهو لم يدبر الفريق بطريقة جيدة، وفي كل مرة كان يحول بوصلته نحو الطوسي، وكأنه المدرب الوحيد الموجود في المغرب، بدل أن يضع ثقته في مدرب متفرغ يحمل هم الفريق.
المكتب المسير مسؤول كذلك، لأن منتسبين له افتقدوا للوضوح، وظلوا يلعبون بالنار، ويقومون بانتدابات تطرح أكثر من علامة استفهام، أما الطوسي فإنه قبل أن يضع الجيش في ورطة، فإنه وضع نفسه في مأزق، فليس هناك مدرب في العالم يخرج من تجربة ليدخل في أخرى بسرعة قاتلة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!