الصحافة الإلكترونية. مواقع.# غير مرخصة# تصنع الشائعات…والمهنة أو # الصنعة # تشتكي الدخلاء!

2015-11-06T10:50:58+00:00
منوعات
6 نوفمبر 2015آخر تحديث : الجمعة 6 نوفمبر 2015 - 10:50 صباحًا
الصحافة الإلكترونية. مواقع.# غير مرخصة# تصنع الشائعات…والمهنة أو # الصنعة # تشتكي الدخلاء!

ازمور انفو 24.المهدي النهري

يعاني المجتمع والوسط الإعلامي بل وحتى الصحف الإلكترونية الرسمية من فوضى الصحافة الإلكترونية “غير المرخصة” التي دخلت عليها على الخط ووصلت أعدادها لرقم خيالي تعج بالكثير من السلبيات وتفتقر لأبسط معايير المهنية والمصداقية وأخلاقيات العمل الإعلامي التي يفترض أن يلتزم بها كل من يعمل في هذا الحقل الهام بل الأدهى من ذلك دخول الكثير ممن لا علاقة لهم بالمهنة على هذا الخط لممارسة العبث والفوضى التي يتلقفها المتابع البسيط ويصدقها على أنها صدرت من صحف موثوقة مما يخلق الكثير من البلبلة داخل المجتمع كما حدث في كثير من القضايا اليومية، الأمر الذي يستلزم وقفة جادة وصارمة تجاه هذه الفوضى قبل أن تتسع دائرتها ونفقد السيطرة عليها.

وأصبحت كثير من الصحف الإلكترونية “غير المرخصة” مصدراً للشائعات، إذ يتابع القارئ وينقل تلك الشائعات في مختلف الاتجاهات دون أن يشعر في غالب الأحيان أنه يتابع ويثق في صحيفة غير مرخصة تتجه لترويج شائعات لا تدخل العقل أو المنطق، بل وتخل بمعايير المهنة الصحافية.

وأكد عدد من مسؤولي الصحف الإلكترونية المرخصة على أن عملهم المهني يشدد على نقل الحقائق بعيداً عن الشائعات التي يتم تداولها، مشيرين إلى أن كل تلك الشائعات ونشرها يربك الساحة الإعلامية، حيث تسعى تلك الصحف إلى إحداث تميز عبر بث خبر غريب ليكون لها سبق صحفي فيه، الأمر الذي يجعل صحفاً غير مرخصة أخرى تهرول لابتكار طريقة لأخذ نفس الخبر بطرق أخرى ليعاد إنتاج الشائعة من جديد.

غياب المصداقية

إن تصدير الشائعات عادةً ما يكون من قبل صحف إلكترونية غير مرخصة قد تنشئ الشائعة أو قد تتأثر بها بعد أن تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي،  و الصحف الإلكترونية عامة لها إيجابيات وسلبيات مثلها مثل الصحف الورقية، وذلك حسب المهنية في تعاطيها للمادة الخبرية أو التحقيق الصحفي، فالصحف الإلكترونية الغير المرخصة في مجملها تفتقد المهنية والمصداقية في كثير مما تنشره نظراً لعدم حصولها على المعلومة الصحيحة والموثقة التي تدعم صحة ما تنشره، نظراً لعدم وجود قنوات اتصال رسمي لها مع الجهات المعنية، والحذر الكبير الذي تجده من قبل القنوات الرسمية في التعاطي معها بالمعلومة المطلوبة، بعض الصحف لديها طواقم صحفية تمتلك مهنية عالية في تتبع وصياغة الخبر بشكل فيه الكثير من الاحترافية قد تتفوق فيه في بعض الحالات على صحف مرخصة ذات إمكانات عالية مادية، فرعم السلبيات التي ذكرناها إلاّ أنها تظل أحد المصادر الخبرية التي تعتمد عليها كثير من وسائل الإعلام المعروفة في بعض موادها وتحقيقاتها، ومن الملاحظ على كثير من تلك الصحف تجاهلها للحقوق الأدبية للمواد التي تنقلها من مصادر لا تذكرها كمصدر لمادتها.

مطب صحفي

الكثير من وسائل الإعلام المختلفة قد تقع فريسة لنشر الشائعات، ربما بسبب عدم التوثق والتأني في النشر، أو بسبب الرغبة في الحصرية والتميز والسبق الصحفي، والصحف الإلكترونية غير المرخصة تحديداً هي أكثر الجهات الإعلامية التي تقع في هذا المطب الصحفي خاصةً من ضعف قدرتها على التواصل مع المسؤول، كما أن تلك الصحف لا تستوثق كثيراً من مصادر أخبارها، ما قد يجعلها في كثير من الأحيان ضحية للخداع، أو تستغل لتصفية الحسابات بين جهات متنافسة أو بينها خلافات معينة.

الالتزام المهني

إن الالتزام المهني مصطلح يصعب تحديد مفهومه ومعناه بدقة، لذا لا يمكن الجزم مطلقاً أن هناك جهة إعلامية معينة تلتزم به، يمكن القول أن الصحف المرخصة تهتم بسمعتها ومصداقيتها في نقل الأخبار أكثر من الصحف غير المرخصة؛ كونها أيضاً تحسب حساباً لما قد يترتب عليها من التزامات قانونية قد تطالها من بعض الجهات أو الشخصيات التي قد تكون محوراً لموادها الإخبارية، خاصةً أنها مسجلة ومعروفة الصاحب ومجلس إدارتها بعكس الصحف غير المرخصة”.

تجربة وليدة

إن تجربة الصحف الإلكترونية وليدة وحظيت باهتمام ومتابعة من قبل الجمهور فاقت الصحف الورقية؛ كونها أُبعدت قليلاً عن الرقابة، وأصبحت أقرب لمتناول اليد مع ثورة الاتصالات التي شهدها العالم وظهور الشبكة العنكبوتية، الأمر الذي جعل بعضها يستغل غياب الرقيب لبث الشائعات أو تصفية الحسابات دون مهنية، إلاّ أن الوزارة التفتت أخيراً لذلك وقررت تنظيم هذه العملية، إن خطوة وزارة الاتصال تبدو متأخرة في تنظيم الصحف الإلكترونية لظهور ثورة أخرى في وسائل الاتصال وصناعة الخبر عبر تطبيقات أجهزة الهاتف الذكية، إلاّ أن الوزارة يجب أن تأخذ على عاتقها أيضاً جانب الدعم للصحف الإلكترونية وليس التنظيم فقط، مع التفكير في كيفية الاستفادة منها، لأن محاولة السيطرة على فضاء الإنترنت في ظل تسارع ثورة الاتصالات تبدو كملاحقة السلحفاة للأرنب، لذلك لا سبيل سوى دعم وتنظيم هذه العملية واحتوائها وتصحيح مسار غير الجاد منها حتى لا ينعكس الأمر سلباً وتزداد الفوضى الحاصلة لدرجة لا يمكن معرفة الاتجاه الذي تسير فيه.

غير متزنة

إن الصحافة الإلكترونية غير المرخصة في كل العالم غير متزنة بالشكل المثالي، وهذا أمر طبيعي بسبب الثورة المعلوماتية في العالم، لذلك حينما ننظر إلى الصحف الإلكترونية غير المرخصة ماذا تصنع حالياً يمكن اعتبارها جزءاً من الحشو الذهني المواكب لتلك الثورة المعلوماتية، وذلك الأمر ليس بتلك السهولة تقنينه وضبطه مهما كانت الأنظمة والقوانين صارمة وحادة، فلو تحدثنا حول الجانب السلبي لتلك الصحف غير المرخصة، فإن أداءها يعتبر مبعثراً وغير مركز، والسبب هو من يقوم بإدارة تلك الصحف، هل لهم كامل الأهلية لممارسة تلك الأعمال أم لا؟، و أيظا من يقوم بالإدارة وتسيير عمل الصحيفة هو العامل الأساسي في المشكلة، فالبعثرة وعدم الانضباط في الأداء الإعلامي من حيث المتطلبات للمادة الإعلامية قبل نشرها يعتبر عاملا رئيسيا في الفوضى الإعلامية التي نعيشها في بعض الحالات، لذا فإن ذلك يساعد كثيراً في نشر الشائعات والأخبار الكاذبة، وهذا ليس محصوراً على الصحف غير المرخصة فقط،

الحل

إن الحل يحتاج الى جهد جبار في توعية العموم في طريقة التعاطي مع الإعلام بشكل عام، والسبب أن الإعلام حالياً ليس مرتبط بالصحفي المتمرس أو الإعلامي المعروف في الصحيفة الفلانية، أو القناة الفضائية المعينة، فهو المتناول لدى الرجل والمرأة والشاب والكبير وجميع فئات المجتمع،  فما تم وضعه مؤخراً من الشروط الجديدة للصحف الإلكترونية، يُعتبر من الصعب تطبيقه، لذا من المهم تهيئة الجيل الجديد في كيفية ممارسة الإعلام، ومن أهمها كيف يتعامل مع الجهاز الذكي الذي في يده أو الحاسوب المحمول الذي يتعامل معه على مدار اليوم، حينئذ يمكن أن تكون لتلك الصحف قواعد تأسيسية جيدة من قبل الأفراد وعموم الناس، وتكون حينها متقدمة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!