المقومات الطبيعية و دورها في التنمية السياحية بساحل الجديدة الكبرى

2015-11-08T17:02:29+00:00
أزمورجهوية
8 نوفمبر 2015آخر تحديث : الأحد 8 نوفمبر 2015 - 5:02 مساءً
المقومات الطبيعية و دورها في التنمية السياحية بساحل الجديدة الكبرى

أخبار أزمور الجهوية ادريس ديباجي

في إطار المخططات التنموية منحت السلطات المغربية مند منتصف الستينات  أهمية خاصة خاصة للقطاع السياحي، وذلك اعتمادا على برامج ومخططات إستراتجية ترتكز على نموذج سياحي يجمع بين التنمية الاقتصادية والتدبير البيئي. كما يرتقب أن  تضطلع المخططات التنموية بدور هام في مسلسل الجهوية المتقدمة التي انخرط فيها المغرب وذلك عبر تمكين الجهات من الاستفادة من مؤهلاتها الطبيعية

أهم العوامل الجغرافية المتدخلة في دينامية  الشريط الساحلي

موقع جغرافي استراتجي .

يمتد  الشريط الساحلي للجديدة الكبرى على مسافة 30 كلم تقريبا  من مصب وادي أم الربيع في الشمال الشرقي،إلى شاطئ سيدس بوزيد في الجنوب الغربي، يعرف هذا الشريط الساحلي دينامية كبيرة على الصعيد الاقتصادي والمجالي ثم الديمغرافي.

إذ يتوفر هذا الشريط الساحلي على مؤهلات جغرافية هامة عملت على استقطاب مجموعة من المشاريع السياحية الكبرى على الصعيد ؛ لقد شكل تدشين المركب السياحي الكولف الملكي سنة 1995 والمركب السياحي مازكان سنة 2010، ثم مركز معارض محمد السادس في  2015 دعامة كبيرة لهذا الشريط الساحلي؛ فهده الحركية العمرانية والدينامية الاقتصادية التي شهدها هذا الشريط الساحلي  ستؤثر على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للساكنة والمجال . وستفرز منشآت مرتبطة بالوظائف والأنشطة الجديدة.

بالإضافة إلى احتضان هذا المجال لمركبات سياحية وفنادق يرتبط كذلك بواسطة مجموعة من الطرق الرئيسية والطريق السيار، ثم خط السكك الحديدية ، مما يوفر سهولة الاتصال بين مجموعة من المناطق المغربية خصوصا أن المنطقة تشمل مدينة الجديدة ثاني أكبر قطب صناعي بعد مدينة الدار البيضاء.

فأهمية الموقع الجغرافي أهلت المنطقة لاستقطاب مشاريع سياحية ترتب عنها توافد يد عاملة مهاجرة من مناطق أخرى. وتولدت أنشطة اقتصادية أخرى في ارتباط مع المشاريع السياحية.

يتوفر ساحل الجديدة الكبرى على مؤهلات سياحية مهمة؛ منها امتداده الساحلي على طول 30 كلم يجمع بين  شواطئ رملية شاسعة،غابات، وموقع استراتيجي هام يتوسط مجموعة من المدن كالدار البيضاء وأسفي وشواطئ رملية وصخرية جذابة أهمها شاطئ الحوزية:وهو شاطئ شاسع الأطراف حيث الرمال الدقيقة ويصل طوله إلى خمسة عشر كيلومتر انطلاقا من مصب نهر أم الربيع حيث أصبح أكثر إقبالا وجدبا مما كان عليه في السابق،  شاطئ الجديدة:وهو شاطئ شاسع يتكون من الرمال الدقيقة ويضم مرافق تجهيزات ومرافق سياحية مقارنة مع شاطئ الحوزية ثم شاطئ سيدي بوزيد:ويعرف انتشار الرمال الذهبية وهو شبه خليج صغير يتميز بأجراف صخرية وكثبان رملية. وتستقبل هذه الشواطئ في فصل الصيف أعداد مهمة من المصطافين الذين يفدون إليها من جهات  مغربية مختلفة؛ خاصة المناطق الداخلية القريبة. فكل هذه المؤهلات يمكن أن تساهم في التنمية السياحية. لكن الملاحظ أن أغلب مجالات هدا الشريط الساحلي تقتصر على السياحة الداخلية وهي سياحة محدودة زمانيا خلال فترة الصيف ومكانيا في مدينة الجديدة، سيدي بوزيد، أزمور.أما السياحة الدولية فتتركز في الشريط الساحلي للحوزية في محطة مازكان وبولمان.

أية آفاق مستقبلية للقطاع السياحي بهذا الشريط الساحلي

إن إشكالية السياحة والتنمية في مجالات حضرية تعتمد في اقتصادها على التجارة والصناعة وأخرى ريفية تعتمد في اقتصادها على الفلاحة. لكن في السنوات الأخيرة تدخلت السياحة لتؤثر في مصير هذا الوسط، محدثة تحولات كان أهمها ميلاد مشاريع كبرى على رأسها المحطة السياحية الضخمة مازكان ثم مركز معارض محمد السادس الذي خلق هذه السنة الحدث في استقطابه لأكبر عدد من الزوار، فهذه المحطات السياحية تدخل في إطار البرنامج الأزرق المعروف بالمخطط الأزرق plan azur ، الذي يهدف إلى تقويه الطاقة الاستيعابية الفندقية بالمجال والمغرب بشكل عام، كما يعتبر  ساحل الجديدة الكبرى من بين الجهات السياحية المبرمجة ضمن رؤية 2020 ، “التي تتمثل في الخطوط الكبرى للإستراتيجية السياحية 2011-2020، التي ستحدث ست وجهات سياحية جديدة من بينها إقليم الجديدة، وبالتالي مضاعفة حجم القطاع السياحي، ما سيجعل إقليم الجديدة ضمن الوجهات السياحية العشرين الأولى في العالم” وهو ما سيؤدى إلى تحولات كبرى على المستويين الطبيعي والبشري بالساحل. وسيرافق هذا الانتقال نحو القطاع السياحي تحولات سوسيو- مجالية، وانعكاسات بينية.و يرتقب أن تضطلع رؤية 2020 بدور هام في مسلسل الجهوية المتقدمة الذي انخرط فيها المغرب، حيث تشكل السياحة بالفعل محركا قويا لتنمية وتثمين جميع مناطق المغرب، عبر تمكين الجهات من الاستفادة من مؤهلاتها، وتشجيع إرساء تعاون بين الجهات ومختلف المناطق وتشمل رؤية 2020 للسياحة البعد البيئي والتنمية المستدامة لتوظيف الإمكانيات والثروات الطبيعية والثقافية…

يستقطب هذا الشريط الممتد من مدينة ازمور إلى جنوب الوليدية عددا مهما من المصطافين يضاعف عددهم السكان المحليين ثلاث إلى أربع مرات ، الشيء الذي يزيد من استهلاك المنتوجات الغذائية والخدمات، ويؤدي إلى انتعاش الاقتصاد المحلي. كما تحتاج مؤسسات الإيواء وبعض المرافق والقطاعات المرتبطة بالنشاط السياحي إلى يد عاملة مهمة لخدمة المصطافين، فيعمل القطاع السياحي بذلك على تحريك سوق الشغل وتحسين مداخيل السكان . ويتضمن الطلب السياحي مجموعة من الخدمات، كالنقل والترفيه والإيواء……إلا أن المنازل هي الأكثر إيواء للنشاط السياحي في الوسط الحضري. و ونظرا لموقع كل من سيدي بوزيد خارج دائرة اهتمام السياحة الدولية، فإن المجال السياحي يتطور بهما متأرجحا بين التهيئة والعشوائية.

إن السؤال عن الآفاق المستقبلية لقطاع السياحة بهذا الشريط الساحلي يستدعي بالضرورة طرح السؤال عن نوعية وحقيقة المشاكل التي يعانيها هذا القطاع من نقص في التجهيزات وبالتالي ضعف في الطاقة الإيوائية الناتج عن قلة الاستثمارات في هذا المجال كل ذلك على الرغم من توافر المؤهلات الطبيعية  والهامة التي تجعل من هذه الشريط  قطبا من أقطاب السياحة إن هي استغلت استغلالا عقلانيا وبالتالي تحقيق إعداد سياحي هادف.

 أهم المشاكل البيئية التي يعاني منها ساحل الجديدة الكبرى

ولا يخلو القطاع السياحي من الجوانب السلبية،التي تجعل أهميته دون المستوى المطلوب،مما يفرض ضرورة التفكير في إستراتيجية لتطوير هذا القطاع حتى يخلق تنمية شاملة ومستديمة بالمنطقة.

ينتمي هذا الشريط الساحلي إداريا إلى جماعات الحوزية ومولاي عبدالله ثم بلدية الجديدة، وتشرف هذه المؤسسات على تدبير الشأن المجالي والبيئي إلا أن ما يتم القيام به في الوقت الراهن فيما يتعلق بالتدبير البيئي غير كاف ولن يصل إلى المستوى المطلوب؛ ولا يفي بالهدف  المنشود الذي يراهن على الساحل كدعامة أساسية لضمان نمو اقتصادي وسياحي يستجيب لتطلعات  المصطافين الذين يتوافدون على هذه الشواطئ خلال فصل الصيف.

إلا أن أهم مشكل تعاني منه السياحة بهذا الشريط يكمن أساسا في ضعف التجهيزات الفندقية، وكذا قلة المخيمات الاصطيافية، إضافة إلى تدهور نهر أم الربيع من جراء الثلوث البيئي و الاستغلال العشوائي لمقالع الرمال والغابات المجاورة للشاطئ .الذي يزيد من درجة هشاشتها ويهدد منظومتها البيئية؛ مما يستدعي وضع مشروع جهوي للتنمية السياحية تنكب عليه كل الفعاليات والاقتصادية والسياحية ليراعي مصير المورث البيئي الغابوي، لأن تكثيف المنشئات في هذا المجال الهش يمكن أن يشكل خطرا على التوازن البيئي للساحل؛ لذا يجب أن يتم الإعداد السياحي للشاطئ وفق معايير مضبوطة؛ تأخذ بعين الاعتبار كل المواثيق الدولية والوطنية في الحفاظ على البيئة.

البيبليوغرافيا:

  • يتكون ساحل الجديدة الكبرى مدينة أزمور، مدينة الجديدة، جماعة الحوزية، جماعة مولاي عبد الله
  • مقال للأستاذ حسن العباسي:ملاحظات حول بعض مظاهر التلوث ساحل الجديدة الكبرى: مجلة كلية الآداب الجديدة الوسط الطبيعي ودينامية المجال بالمغرب -دراسة جغرافية كلية -2001 .
  • مقال للأستاذ عبد اللطيف ارويحا:سواحل دكالة بين الإعداد السياحي والتوازن البيئي مقاربة بيئية :مجلة كلية الآداب الجديدة الوسط الطبيعي ودينامية المجال بالمغرب -دراسة جغرافية-2001.
  • للأستاذ محمد الساخي:المؤهلات السياحية للبنيات التحتية والآفاق:هيكلة الجهة وتدبير شؤونها :مجلة جامعة شعيب الدكالي1998.
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!