عاشوراء بالمغرب عادات وتقاليد

2016-10-04T15:51:55+01:00
عالم المرأةمنوعات
4 أكتوبر 2016آخر تحديث : الثلاثاء 4 أكتوبر 2016 - 3:51 مساءً
عاشوراء بالمغرب عادات وتقاليد

2libqf5

babaaichour1452

ازمور انفو24 المتابعة:الشريف السداتي
عاشوراء ،يوم مقدس وذو حمولة أحتفالية دأب المغاربة للاحتفال بها خلال العاشر من شهر محرم من كل عام  ، و يتخلل  يوم عاشوراء الكثير من   التقاليد والعادات، ذات الطبيعة الإحتفالية، من أبرز تمظهراتها اقتناء الفواكه الجافة، إقتناء “الطعارج “، وشراء اللعب للأطفال، وإيقاد النيران والتراشق بالماء وغيرها من  والطقوس .

وتبدأ استعدادات المغاربة لتخليد يوم عاشوراء بحلول شهر محرم، أول أشهر السنة الهجرية، حيث تنتشر محلات بيع الفواكه الجافة من  تمور وجوز ولوز  وحمص وحلويات ،كما تنتشر محلات تجارية لبيع لعب الأطفال  كالمسدسات المائية والأواني ،لكن المميز لهذه المناسبة هي بيع “التعارج” أو التعريجة والبنذير وغيرها كوسائل للفرجة والفرح والاحتفال بل هناك مدن تعرف مسابقات فنية بين الاحياء والدروب كما هو الشأن في مدينة مراكش ،من خلال فرق الدقة المراكشية التي تنتعش خلال هذه الفترة .
وخلال ليلة العاشر من محرم يقوم الأطفال باضرام النيران في الأخشاب وأغصان الاشجار  أو الاطارات المطاطية التي جمعوها فيما يسمى طقس “الشعالة “، ثم يلفون حولها مرددين بمعية الفتيان والنساء أهازيج خاصة بهذه المناسبة،مرفوقة بالضرب على الدفوف والتعاريج بالاظافة الى الالعاب النارية التي تلهب حماس الاطفال ، لكن هناك من النساء من يستغلن الفرصة بدافع الجهل لممارسة أعمال الشعوذة والسحر.
وتظهر خلال عاشوراء شخصية “بابا عيشور” الاسطورية التي ينفرد بها المغرب ، حيث تتغنى بها الفتيات وهن يضربن على تعاريجهن مرددات عبارة ” عيشوري عيشوري دليت عليك شعوري”، كما يقلن “بابا عيشور ما علينا لحكام أللا .. عيد الميلود تحكموا الرجال أللا” في إشارة إلى تخلصهن من “سلطة الرجل” إلى حين حلول عيد المولد النبوي الشريف “لاستعادة الرجال لهذه السلطة”.
وفي صبيحة اليوم الموالي، يشرع الأطفال والشبان في رش بعضهم البعض بالمياه في مهرجان مائي يطلق عليه المغاربة “مياه زمزم ” التي تستمر طيلة اليوم، حيث تتحول إلى مطاردات في الدروب والأزقة،في جو من المرح والاحتفالية ،كما أن هناك مناطق خاصة في البوادي تميز  هذا اليوم بقيمة قدسية خاصة، حيث يحرص أبناء البوادي والقرى المغربية على الاغتسال بالماء البارد باكرا بماء « زمزم»، كما يلجأ أهل البادية على رش ممتلكاتهم بالماء البارد، حيث ترش قطعان الماشية، كما ترش الحبوب المخزنة، وغيرها. وذلك لحماية ممتلكاتهم من العين والأرواح الشريرة ومباركتها، حيث يؤمنون بأن كل ما مسه الماء هذا اليوم ينمو ويبارك الله فيه، وما لم يمسسه ماء قد يضيع خلال نفس العام.

ومن التجار من يجعل يوم عاشرواء هو  يوم إخراج الزكاة بعد أن يكون قد عد وحسب مجموع ارياحه خلال العام الذي مضى ،ويقوم بتوزيع تلك الزكاة على المحتاجين والفقراء الذي يتدفقون من كل حذب وصوب لأخد نصيبهم من هذه الاموال .

كما تنفرد بعض المناطق بتوزيع الفواكه الجافة على الاطفال صبيحة عاشوراء في جو أحتفالي ،كما ان هناك مناطق اخرى في المغرب تمنع غسل الثياب او الاستحمام بحجة انه “عواشر” .  
وعندما يسدل الليل ستاره، تجتمع الأسر حول وجبة الكسكس المعدة بالخضار وقطع اللحم المجفف المتبقي من عيد الأضحى والذي يطلق عليه المغاربة ” الكديد”، وتناول الفواكه الجافة ضمن سمر ليلي لا يخلو من متعة،كما يطلق خلال هذا الليلة أنواع من البخور درأ للحسد والعين و أعمال السحر الشريرة .

من خلال هذه العادات والتقاليد والاحتفالية التي تميز عاشوراء بالمغرب يبرز الوجه الحقيقي للخصوصية المغربية التي أنصهرت فيها جميع التلوينات الثقافية والحضارية من أمازيغية  وعربية وأفريقية وأندلسية وغيرها.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!