مدرستنا …أيتها المرابع الفسيحة التي تنمو فيها براعم الحياة و تتفتح أزاهير الربيع و تنضج مواسم الغلال ..

10 ديسمبر 2013آخر تحديث : الثلاثاء 10 ديسمبر 2013 - 2:34 مساءً
مدرستنا …أيتها المرابع الفسيحة التي تنمو فيها براعم الحياة و تتفتح أزاهير الربيع و تنضج مواسم الغلال ..


أيتها المرابع الفسيحة التي تنمو فيها براعم الحياة و تتفتح أزاهير الربيع وتنضج مواسم الغلال .. أيتها الصروح الشاهقة والقلاع العظيمة التي تحط فيها النسور وتسكن … أيتها الأفاق المديدة حيث تداعب نسائم الحب وغيمات العطر براعم غضة لتفترَ أكمامها عن ابتسامات بيض وصفحات وجوهها عن اشراقات ساطعة … أيتها الأعشاش الدافئة التي تحضن فراخها بحب وحنان  وعناية فائقة …

يا دور العزة وديار العلا التي تتزاحم في رحابها قامات صغيرة لتتطاول نحو الشمس وشواطئ النجوم و تعد بمستقبل زاهر… أيتها المكامن المختزنة في حناياها و خفاياها الثروات و الكنوز الثمينة , الحاضنة في قلبها بذور المواهب و الإبداع و الآمال و الوعود , المستقطبة رموز العطاء و النضال في أسمى جبهات المجد …

أيتها المدائن التي توقظها أولى الخيوط الذهبية فتطفح صخباً ونشاطاً و حياةً و تتزاحم فيها ألوان الأعياد و أهازيج الحب و البراءة ويفوح منها عبق الأمل والفرح …

يا من تتوجع الآن و تئن و تنزف , و تعمل فيها معاول الهدم و التخريب و تعيث أيدي الشر

.. يا من فقدتِ أسراباً منالأشبال  بالطرد المبكر و الهدر بالإكراه و الهجرة والتشرد …والانحلال الخلقي و الأسريles élèves

يا مدارسنا العظيمة … يا مرابع ذكرياتنا الحلوة … يا أرجوحة أحلامنا .. يا بيوت قصائدنا وأغنياتنا ..  ويا مواويل ألحاننا .. يا صروحنا العملاقة كم حلَ بكِ من خطب و آلام و جراح تكبيرين عليها و تعلين , و تصرين على البقاء و العطاء و احتضان أبناء العلم والنور , أبناء الوطن , أبناء الإنسانية والحياة …

يصر أهلك وأحبابك , طلبة وعاملين ومعلمين  مدرسين على استمرار البذل والعمل رغم الظروف التي تعصف بكِ ورغم القسوة و الجور و الآلام التي يعاني منها رجالات و نساء التعليم… تؤكدين بإصراركِ و إرادتكِ على مبدأ عظيم أزلي مفاده أن الحياة أقوى من الموت , والعطاء أشد وضاء من الأخذ والفرح منتصر أبداً على الحزن وأن الإنسان قوة جبارة لا تقهر والمغرب العظيم بلد عريق وشعبها أصيل…

عيوننا إلكِ ترنو  , و آمالنا بكِ معلقة بأن تبلسمي جروح الجسد والنفس و العقل , إن الإنسان , ذلك الإنسان رأسمال المجتمع و ثروته بحاجة ماسة إليكِ برعاية جبارة و بأيد خيرة وإرادة فولاذية وعمل وعطاء وسخاء بلا حدود … إنكِ مدعوة بشدة , إدارة  و معلمين و مرشدين تربويين نفسيين لمهمة استعادة الأمن النفسي و التربوي إلى أبنائنا و محو الآثار الأليمة المرَة التي خلفتها الامبالات, إنكِ مدعوة إلى تعزيز روح المحبة و التسامح و الحوار و الأخوة و التعاون و الترابط بين أبناء الوطن الواحد , الشعب الواحد , و لنمسح الدموع و نداوِي الجروح و نجبر الركوض ,  ونرسم ابتسامات المحبة و السلام و الأمان و المسرة على الوجوه العطشى و لننعش الآمال و القيم في النفوس و العقول . لا تتوقع سعادة أكبر مما أنت فيه فتخسر ما بين يديك , و لا تنتظر مصائب قادمة فتستعجل الهم و الحزن.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!