من داخل القضبان :بحث لنيل الإجازة في موضوع : الأمل في الحياة برؤية جديدة السنة الجامعية 2008-2009

20 مارس 2017آخر تحديث : الثلاثاء 21 مارس 2017 - 9:27 صباحًا
من داخل القضبان :بحث لنيل الإجازة في موضوع :   الأمل في الحياة برؤية جديدة  السنة الجامعية 2008-2009

rps20170320_193113

ازمور انفو24 المتابعة:المصطفى.ج

بحث لنيل الإجازة
في موضوع :
الأمل في الحياة برؤية جديدة

السنة الجامعية
1429-1430/2008-2009
مقـــدمــــــــــــة:
بسم الله الرحمان الرحيم
في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والرفع من عدد السجناء المستفيدين من برامج محو الأمية ، والتعليم والتكوين المهني داخل السجون المغربية ، نظمت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج يوم الأربعاء 7 شتنبر 2016 بمركز الإصلاح والتهذيب الدورة الأولى للجامعة الصيفية لنزلاء المؤسسات السجنية بمدينة سلا ، تحت شعار المواطنة مدخل للإدماج. حيث تم انتقاء مجموعة من الطلبة النزلاء المتميزين والمتفوقين ، الحاصلين على شواهد دراسية عليا لحضور مجموعة من المحاضرات ألقاها مجموعة من الأساتذة البارزين والفاعلين في الحقل التربوي والثقافي والديني والحقوقي والقانوني المشهود لهم بالكفاءة العلمية.
وكان من بين هؤلاء النزلاء، أخي نزيل السجن المركزي بالقنيطرة ، والحاصل على مجموعة من الشواهد العليا… المحكوم عليه ظلما وعدوانا ومن دون أي سند قوي يذكر بالسجن مدى الحياة من طرف محكمة الاستئناف بالجديدة… ورغم مجموعة من المحاولات لتبرئة المتهم من الجناية المنسوبة إليه ، لكن دون جدوى ، إلى أن استفاد من عفو ملكي سامي في إحدى المناسبات الوطنية في شهر غشت من سنة 2015 ، وذلك بتحويل السجن المؤبد إلى المحدد، بعدما قضى عشرين سنة وراء القضبان ، وهذه الفترة لم تذهب سدا حيث حصل على مجموعة من الشواهد العليا سأقدمها للقارئ وللمسؤولين داخل قصر العدالة لأ خدها بعين الاعتبارفمن هو هذا النزيل؟
معلومات شخصية:
* تاريخ الازدياد:1967
* مكان الازدياد : الشياظمة دائرة ازمور عمالة الجديدة .
* الجنسية: مغربية.
الشواهـــــــد المحصل عليها داخل السجن:
*1992 : الحصول على شهادة الباكالوريا شعبة الآداب العصرية .
2003* : الحصول على الشهادة الجامعية العامة في الدراسات الإسلامية :DEUG
* 2005 : الإجازة في الدراسات الإسلامية كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة بن طفيل بالقنيطرة ـــ.
*2007 : دبلوم الدراسات العليا المعمقة –جامعة محمد الخامس اكدال الرباط.
*2009 : الإجازة في علم الاجتماع كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة بن طفيل بالقنيطرة .
*2012 :السنة الثانية في الشريعة والقانون بفاس.
*2014:دبلوم التكوين المهني: شعبة تسيير المخازن.
*2016 :التكوين المهني: شعبة تصميم البناء ،
العــــــــــــروض والبحـــــــــوث:
*عرض لنيل الإجازة في الدراسات الإسلامية تحت عنوان ” الإنسان والطبيعة من خلال القران الكريم “.
* البحث في موضوع تفعيل وظائف التدبر، التفكر، والتعقل في آيات الله.
* بحث لنيل الإجازة في علم الاجتماع في موضوع : اثر حافز الاستفادة من العفو على متابعة الدراسة لدى نزلاء المؤسسات السجنية .
المســـــاهمـــــــــات:
– استجابة للنداء الملكي السامي في إطار التنمية البشرية تدريس المواد العلمية لنزلاء المؤسسات السجنية ، وخاصة طلبة السلك الإعدادي والثانوي .
– التدريس داخل السجن لمحاربة الأمية .
هذا فضلا على انه حفظ أكثر من نصف القران الكريم داخل السجن، وكذلك قواعد التجويد.

فــــي المستقــــــــــــــبل :

” كيف تجني الشهد وتتجنب الحنظلة أمام موقف صعب ”
“شحنة الفهم الخاطئ لبعض الأمثال الشعبية وأثرها على سلوك الفرد”.
ومواضيع أخرى استلهمت من خلال المشاركة في الدورة الأولى للجامعة الصيفية لنزلاء المؤسسات السجنية ، والتي أبلت المندوبية العامة لا دارة السجون مشكورة’ البلاء الحسن في ذلك .
كلها مواضيع قيد البحث والدراسة ، وستخرج إلى حيز الوجود في المستقبل إن شاء الله .

إمضاء المصطفى ج أخ النزيل صاحب البحث.

كــلــمــــــة شــــكـــــر

الشكر لله، على فضله و نعمه
ثم الشكر الجزيل إلى ملكنا الذي استطاع أن يذكي الأمل و التفاؤل في نفوسنا ونفوس أحبائنا من خلال الإفراج مؤخرا عن نزيلين و أيضا امن خلال إحداث وحدات الرعاية اللاحقة و أيضا من خلال زيارته لبعض السجون مؤخرا، حوافز أبلت البلاء الحسن في تغيير مجموعة من السلوكيات، و دفع النزيل للانخراط في متابعة الدراسة في مختلف الشعب.
الشكر موصول لكل من قدم لي يد المساعدة و على رأسهم والدتي و إخواني و أخواتي.
كما أشكر جزيل الشكر أساتذتي الأفاضل الذين لم يبخلوا عنا بنصائحهم وتوجيهاتهم النيرة و على رأسهم استاذي الفاضل عمار حمداش المشرف على هذا البحث.
كما أتقدم بشكري لكل مسؤولي واطر مؤسسة السجن المركزي.
مـــدخــل عــام للبــــحــــث :

 تمهيد،
 مشروع البحث،
 مواصفات المجتمع الدراسي،
 الاستمارة،

I. تمهيد
يلعب حافز العفو دورا مهما في إذكاء الأمل في نفوس النزلاء لمعانقة الحرية من جديد، و إتاحة فرص أكبر لاندماجهم بشكل سليم ضمن النسيج الاجتماعي حيث كلما حلت مناسبة دينية أو وطنية و إلا استفاد مجموعة من النزلاء من العفو بمناسبتهما، و هي استفادة تتخذ أشكالا عدة منها تقليص العقوبة أو ما بقي منها، وفق معايير و ضوابط تستند عليها لجنة العفو، بالإضافة إلى إمكانية العفو الشامل.
 نظرية العفو في الاسلام
شرع الإسلام العقوبة ليشعر الإنسان أن حقوقه مصونة و محفوظة، و يكون عفوهم بعد ذلك سماحة خالصة، و قد جاءت كثيرا من الآيات الكريمة التي ورد فيها العفو.
قال تعالى :” عفا الله عمل سلف و مر. عاد فينتقم الله منه و الله عزيز ذو انتقام ”
فلو شرعت العقوبة وحدها لملأت البغضاء القلوب، و لو شرع العفو وحده لسادت الفوضى واستهتر المجرمون.
و من وسائل و طرق الترغيب في العفو نجد الله سبحانه و تعالى وصف نفسه بالعفو، ووصف به رسوله صلى الله عليه و سلم، ووصف به المقربين المخلصين من عباده، و مما وصف الله به رسوله قوله عز و جل :” ولو كنت فظا غليظ القلب لانقضوا من حولك فاعف عنهم و استغفر لهم” .

 أشكال تدبير العقاب داخل المؤسسات السجنية عبر التاريخ:
1- السجن في العصور القديمة:
كان الهدف من السجن هو الهدف من العقوبة من حد ذاتها، أي الانتقام من الفرد الجاني.
2- السجن في العصور الوسطى:
كان السجن بمثابة مكان للاقتصاص من الذنوب و الخطايا، حيث سيطرت الكنيسة على كل من مناحي الحيان الاجتماعية.
3- و في العصر الإسلامي
القصاص كشكل أساسي للعقوبة، قال تعالى: ” ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ”
4- السجن في العصور الحديثة:
تطور مفهوم العقوبة السجينة من الانتقام و الاقتصاص و التطهير تدريجيا إلى المفهوم الإصلاحي، حيث أن الجاني شخص عادي يجب العمل على إصلاحه، و قد بدأ التحسن تدريجيا في أوضاع السجون بعد انتشار حركة الإصلاح الاجتماعي.
لكن خلال العقد الأخير تميز العفو بقيمة مضافة تمثلت في كون كل نزيل حصل على إحدى الشواهد في مختلف مستويات التعليم أو التكوين المهني، و صادف ذلك مناسبة من إحدى مناسبات العفو الشامل، يستفيد من ضعفي مدة العفو التي يستفيد منها باقي النزلاء غير المتمدرسين، بالإضافة إلى ذلك تدخل أعلى سلطة في البلاد و المتمثلة في ملك البلاد بالعفو عن نزيلين خلال موسم 2005 لكونهما حصلا على شواهد، لوحظ إقبالا كبيرا على متابعة الدراسة. ولم للتعليم من أثر ايجابية في تغيير سلوك الفرد، حيث يكسبه مهارات معرفية تمكنه من قراءة الأشياء و المتمعن في أي تصرف يصدر عنه، ناهيك عن ملا الفراغ الذي يكون في أغلب الأحيان سبب في مجموعة من المشاكل التي تقع بين النزلاء، و التي تكون ناتجة عن القيل و القال، و الكلام الفارغ و أحيانا عن اجترار ذكريات الماضي، كل هذا ينعكس سلبا على نفسية النزيل، و لمعرفة إلى أي حد ساهم حافز العفو في اختيار النزيل لمتابعة الدراسة؟ اتجه الاختيار نحو انجاز استطلاع ميداني حول الموضوع بأدوات الاستطلاع و البحث المعمول بها في الدراسات و الأبحاث السوسيولوجية.
II. مشروع البحث
الموضوع : أثر حافز الاستفادة من العفو على متابعة الدراسة لدى نزلاء المؤسسات السجنية – دراسة استطلاعية لنزلاء السجن المركزي بالقنيطرة .
‏ السؤال المحوري: أية أثار لحوافز العفو أو التقليص من العقوبة على اختيار النزلاء متابعة الدراسة.
‏ الإشكالية :
‏- هل لمدة العفو أثر على اختيار النزيل متابعة الدراسة، أم أن الاختيار علاقة بمتغيرات أخرى من قبيل الانشغال في الأمور اليومية للنزيل وتعويضها بما يفيد ويحقق الذات وبما يسمح بتحقيق العفو؟
‏- هل للتكوين الدراسي السابق أثر مباشر على اختيار النزيل متابعة دراسته، لإدراكه أهمية التكوين ليس فقط بالنسبة لتطوير مؤهلاته وإنما كذلك بما يحقق له العفو أو التخفيف من العقوبة.
الفرضيات:
‏- نرجح أن مدة العقوبة عنصر من عناصر دفع النزيل عل اختيار متابعة الدراسة، و نرجح أن العدد الأكبر منهم أميون.
‏- من المتوقع أن كسر الروتين وتحقيق الذات مع الاستفادة من العفو له علاقة باختيار النزيل لمتابعة الدراسة.
‏- قد يكون للتكوين الدراسي قبل الاعتقال أثر مباشر على اختيار النزيل لمتابعة الدراسة، وكلما كان هذا التكوين يستجيب لشروط التسجيل كلما سهل وشجع الانخراط في مستويات متعددة من الدراسة والتكوين.
الهدف:
‏استطلاع أثار حوافز العفو أو تقليص العقوبة على اختيار النزلاء متابعة الدراسة،بغية الوقوف على مساهمة دلك في إذكاء الأمل في نفوس النزلاء لمعانقة الحرية من جديد،و إتاحة فرص أكبر للاندماج بشكل سليم ضمن نسيج الاجتماعي من جية، ومن جهة أخرى التعرف
‏على مدى ارتباط التكوين والتحصيل الدراسي بالعفو وبالتالي دفع النزلاء. إلى المزيد من
‏الانخراط في هذا الاتجاه
III. مواصفات المجتمع الدراسي
تتصدر مؤسسة السجن المركزي بالقنيطرة قائمة المؤسسات السجينة المعتمدة لتنفيذ العقوبات طويلة الأمد الصادرة عن مختلف محاكم المملكة، وهي لهذا الاعتبار ومند إحداثها سنة 1936 ‏تستقبل سنويا شرائح من المجتمع تنتمي لأغلب مناطق التراب الوطني، حيث يتم ترحيلهم مباشرة بعد صدور الإحكام قصد قضاء فترة العقوبة، وطبقا لنظام يؤطر الحياة الجماعية بعيدا عن حياة الحرية والإرادة لا المطلقة بالعالم الخارجي، ووفق نمط يعتمد مرجعتيه من قانون 98/23 ‏المتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات السجينة والمواثيق والمعاهدات الدولية المعتمدة من طرف المملكة المغربية، والتي تضمن الحقوق وتفرض الواجبات طبقا للقاعدة القانونية لضمان الهدف الأساسي من تنفذ العقوبة السالبة للحرية وفق السياسة الجنائية الحديثة.
تتوفر المؤسسة على مدرسة تحتوي ثلاثة أقسام بالنسبة الأساسي وثلاثة .أقسام لمحاربة الأمية بحي الأمل، وتتوفر على ملحقتين خاصة بشعبتي النجارة والكهرباء وأضيفت ملحقة ثالثة للحدادة خلال موسم 2006-2007 ‏، يبلغ عدد المستفيدين من التكوين المهني 53 ‏ مستفيدا مسجلين في شعب النجارة والحدادة والكهرباء والحدادة، كما تتوفر على مسجد تقام فيه الصلاة، ودروس التجويد وحفظ القرآن من طرف أستاذ تابع للمجلس العلمي بالقنيطرة وملعب لكرة القدم تنظم فيه البطولة المحلية.
‏يبلغ عدد النزلاء الذين يتابعون دراستهم في مختلف مستويات التعليم هذا الموسم 2008-2009 ‏، 450 ‏مستفيدا منهم 79 ‏طالبا جامعي مسجلين حسب مسا ليك التالية: مسلك الدراسات الإسلامية- مسلك القانون – مسلك علم الاجتماع- مسلك العلوم الاقتصادية – مسلك التاريخ والحضارة، ضمنهم ستة طلاب حاصلين على شهادة الإجازة في بعض الشعب ويتابعون دراستهم حاليا قصد الحصول على نقس الشهادة في شعب أخرى .
و بما أن المؤسسات السجنية تنقسم إلى سجون مركزيه وسجون محلة وسجون فلاحيه ومراكز الإصلاح والتهذيب، فإن السجن المركزي يعد من السجون المركزية .و تضطلع المندوبية العامة للسجون بمهام تدبير هذه السجون.
‏عدد النزلاء المسجلين لمتابعة الدراسة هذا الموسم 450 ‏نزيلا منهم :
‏- 79 ‏نزيلا مسجلا بالتعليم العالي، تم اختيار 12 نزيلا ضمن عينة البحث.
‏- 53 ‏نزيلا مسجلين بالتكوين المهني، تم اختيار 12 ‏ نزيلا ضمن عينة البحث.
-77 ‏ نزيلا مسجلين بمحاربه الأمية، تم اختار 2 ‏1 نزيلا ضمن عينة البحث.
‏- 155 ‏ نزيلا مسجلين بالتعليم الأساسي، تم اختيار 3 ‏1 نزيلا ضمن عينة البحث.
IV. الاستمـــارة
بغية الوقوف على أهمية الحافز(العفو) في دفع النزلاء لمتابعة الدراسة داخل المؤسسات السجنية، ندعوكم إلى تعبئة هذه الاستمارة بكل تجرد ونزاهة وشكرا على تعاونكم
‏السن : ………………………………………

الحالة العائلية : متزوج أعزب مطلق‏
المدة المحكوم بها : ……………………………………………………………………………..
المدة التي قضيتها : ……………………………………………………………………….
المستوى الدراسي قبل الاعتقال : …………………………………………………………
المستوى الدراسي الحالي : ……………………………………………………………….
سنة انطلاق متابعة الدراسة : …………………………………………………………….
ما هو الدافع إلى اختيار متابعة دراستك ؟
تحفيز من طرف الإدارة
للاستفادة مق العفو
‏ الحاجة إلى التكوين و التحصيل المعرفي
هل كان للأسرة دور في متابعة الدراسة ؟ نعم لا

هل كان تكوينك الدراسي السابق؟
مساعدا أو مسهلا لمتابعة دراستك معرقلا لمتابعة دراستك
يقلص اختيارات الدراسة
‏هل مكنك التكوين و التحصيل الدراسي من تحسين السلوك؟
‏نحو الادارة نحو الزملاء نحو الحراس
وما نظرة أسرتك حاليا لمتابعة دراستك؟
‏ راضية ومشجعة غير مشجعة لا أدري
ماذا تقترح من أجل دفع النزلاء إلى الانخراط في هذا الاتجاه؟

الإطار النظري للبحث

I. سوسيولوجيا الجويمة والإنحواف:
‏يعتبر أي فعل يخرق القوانين التي وضعتها السلطة جريمة، وتؤثر طريقة فهمها تأثيرا مباشرا في السياسات التي توضع لمواجهتها ومكافحتها، فإذا ما نظرنا لها باعتبارها معضلة للحرمان أو التفكك الاجتماعي، فإن السياسات يجب أن تتوخى تقليل الفقر ٠ ‏وتعزيز الخدمات الاجتماعية، أما إذا نظرنا إليها باعتبارها نشاطا طوعيا يختاره ‏الإفراد بمحض إرادتهم، فلا مناص من أن تتخذ محاولات التصدي لها أشكالا أخرى، ولمعالجة ذلك لابد من استراتيجية وسياسة عامة وفرعية تنطلق من الواقع الاجتماعي للمجتمعات والثقافات
المختلفة، كل على حدة ء ويرجع المعنيون بقضايا الانحراف والجريمة بصفة عامة السلوك المنحرف والمضاد للمجتمع إلى أسباب لها ارتباط بماضي المنحرف والخبرات التي مر بها، إلا أن بعض علماء الإجرام أمثال ديبويست DEBUYST دعا إلى ضرورة الكشف عن دلالة السلوك الجانح، انطلاقا من المعنى الذي يعطيه الجانح نفسه للسلوك الذي أقدم عليه والذي يحاول من خلاله تأكيد ذاته . فالمجرم هو إنسان قبل أن يكون مجرما وكذلك الجانح، وبنفس الكيفية التي نفهم بها سلوك الإنسان السوي يمكن بها فهم سلوك كل من الجانح ن المجرم، وهذا ما أكده على الخصوص كل من “ا سندر لند” وكرسي ” في كتابهما” مبادئ علم الإجرام” حيث اعتبرا أن السلوك الإجرامي كالسلوك السوي، يتعلم بالتداخل مع أشخاص آخرين في عملية اتصال، كما أن التعليم يشمل أسلوب ارتكاب الجريمة ودوافع وتبريرات ارتكابها، بالإضافة إلى الآراء والمواقف من النصوص القانونية المتعلقة بالجريمة ويقدم الشخص على ارتكاب الجريمة إذ رجحت كفة الآراء التي تحبذ انتهاك القوانين على كفة الآراء التي لا تحبذ انتهاكها .
‏فالسلوك الإنساني بصفة عامة لا يتحدد فقط بالماضي وإنما أيضا بالمستقبل، وقد حدد “موريس كوسون أربع غايات التي يرمي إليها الجانح أو المجرم من خلال عودته إلى الجنوح أو الجريمة و هي : الفعل l’action، و الاستحواذ l’appropriation، و العدوان
L’agression، وأخيرا السيطرة la domination. ويمكن تعريف الانحراف بصورة عامة بأنه يمثل عدم الامتثال. أو عدم الانصياع لمجموعة من المعايير المقبولة لدى قطاع مهم من الناس في الجماعة أو المجتمع، ويرى “ميرتون” أن الانحراف إنما يمثل استجابة طبيعية من جانب الأفراد للأوضاع التي يعيشونها، ويميز على هذا الأساس بين خمسة من ردود الفعل المحتملة تجاه حالات التجاذب والتوتر القائمة بين القيم المتعارف عليها اجتماعيا من جهة والوسائل المحدودة لتحقيقها من جهة أخرى.
II. النظريات الاجتماعية حول الجريمة والانحراف:
‏ تنظر النظرية الوظيفية إلى الجريمة والانحراف باعتبارهما محصلة للتوترات الهيكلية ولغياب النظام الأخلاقي في المجتمع، وقد استحدث دركهايم مفهوم اللامعيارية والضياع ليدل على حالة القلق وانعدام الهدف التي تترتب على انهيار الحياة التقليدية في المجتمعات الحديثة، وتوسع رويرت ميرتون في هذا المفهوم ليشمل ما يحس به الأفراد من الضيق والضغط النفسي عندما تتعارض القيم مع الضغط الاجتماعي.
‏في حين تكتسب نظرية الوصم أهمية خاصة لأنها تعتقد أن السلوك الإجرامي أو القويم لا يعود إلى أصول فطرية أصيلة، ويهتم أنصار هذا الاتجاه بالكيفية التي يصار فيها إلى تعريف أنماط معينة من السلوك بأنها منحرفة، وبالأسباب التي تدعو إلى إطلاق هذه الصفة على جماعات معينة دون أخرى ، وترى نظريات الضبط أن الجريمة تحدث عندما تضعف الضوابط الاجتماعية أو المادية وتعجز عن ردع الجريمة أو الحيلولة دون وقوعها ويرتبط اتشار الجريمة بتزايد عدد الفرص والأهداف التي تتوخى التوصل إليها.

III. ‏ مفهوم الحوافز
‏هي مجموعة العوامل الي معمل على إثارة القوى الحركية في الإنسان والتي تؤثر على سلوكه و تصرفاته، وهناك من عرفها بأنها تشمل كل الأساليب المستخدمة تحت العاملين على العمل المثمر. وهناك من يرى بأنها كل الوسائل والعوامل التي يكون من شأنها حث الموظفين والعمال على أداء واجباتهم بجد وإخلاص، وتشجيعهم على بذل اكبر جهد زائد عن المعدل في مجال الإنتاج.
‏نستنج مما قيل أن الحافز هو الدافع الذى يجعل الشخص يقوم بأمر معين، انه قوة انفعالية فرديه موجه نحو البحث عن الإشباع أو تفادي الخصائص فهو ينشط الشخص ويدفعه الاستمرار في حركته، فقانون الاستعداد عن ثورندايك يشير إلى أنه إذا ما أثير حافز قوى لأداء عمل ما فإن تتابع تنفيذ هذا العمل بطريقه سلسة يكون مشبعا.
‏وبذلك يكون التحفيز عبارة عن مجموعة الدوافع الي تدفعنا لعمل شيء ما، والدوافع هي الحاجات والرغبات الفردية غير المشبعة أو ناقصة الإشباع، وهي تمثل قوة داخلية محركة تؤثر على تفكير الشخص وإدراكه ومن ثم على سلوكه لتوجيهه صوب الهدف الذى يشبع الحاجة.
‏و تقدم كافه المجتمعات عددا من الحوافز لتشجع أفرادها على إنتاج أفضل، والعمل على توجيههم نحو القيم الاجتماعية المرغوبة.
‏في الإسلام مثلا:
‏يحفز المرء، على القيام بالأعمال الصالحة التي تعود عليه بالنفع وعلى المحيطين به، ويجازيهم عليها، ومن أمثلة ذلك:
‏أصحاب الجنة قسمان : ‏أصحاب اليمين ثم الأعلى درجة وهم السابقون المقربون، أي هناك متسع لمجازاة من يجتهد أكثر من غيره في الطاعات وعمل الصالحات. وفي الحديث : كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها . متاعه صدقة، و الكلمة الطيبة صدقة، و بكل
‏خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة. وفي حديث آخر: و الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.
إذا أمعنا النظر في هذين الحديثين نجدهما يحفزان المرء على القيام بسلوكات تعود بالنفع عليه وعلى المحيطين به،ويجازى عن ذلك بمقدار جزاء الصدقة في الحديث الأول، ‏ومعونة الله في الحديث الثاني وهذا الحافز تترتب عليه نتائج ايجابية تتمثل في استمرار قواعد الحياة الاجتماعية وتسود القيم الاجتماعية نحو بناء مجتمع متماسك يسوده الأمن والعدل والتضامن بعيدا عن الشحناء والضغينة والحقد وهي سلوكيات غير مرغوب فيها وتؤدي إلى التشتت والتفرقة.
‏وفي المجتمعات الحديثة :
تخصص المجتمعات الحديثة مجموعة من الحوافز منها :
‏- حوافز مادية مباشرة : ‏تتمثل في الأجر الأساسي وملحقاته مثل الأجر الإضافي وحوافز الإنتاج والمكافآت بأنواعها: والاشتراك في الإرباح في الحالات التي تسمح بذلك، وتشكل هذه الحوافز القدرة الشرائية للفرد التي تمكنه من إشباع حاجاته الفردية والاجتماعية.
‏- الحوافز المادية غير المباشرة : كالسكن، المواصلات ودور الحضانة
‏تتضمن هذه الحوافز خدمات اجتماعية، وهي من الحوافز المؤثرة على أداء مجموعات العمل، فهي إذ تستهدف صيانة أعضائها والمحافظة عليهم وتهيئهم للعمل في ظل معنويات عالية.
‏- حوافز معنوية: كالمشاركة في اتخاذ القرار أو في الإدارة بشكل عام، وفرص الترقية وغيرها.
IV. أهم نظريات الحوافز فو المجال الاداري
‏* نظرية تدرج الحاجات الإنسانية لابراهام ماسلو وملخصها إن هناك مجموعة من الحاجات التي يسعى الفرد لإشباعها وتعمل كمحرك ودافع للسلوك، وأوضح إن الفرد ينتقل في إشباع

حاجاته بدءا من الحاجات الفسيولوجية وانتهاء بحاجة تحقيق الذات وان الحاجة غير المشبعة هي بمثابة الحافز أو الدافع الذي يحرك سلوك الفرد لإشباعها.
‏* نظرية ذات العاملين لفردريك هيو زيرج :
‏قسم الحوافز والدوافع إلى نوعين :
‏- عوامل دافعة: تعمل كحوافز وتوفرها يؤدي إلى الرضى وهي الانجاز والتقدير والتقدم والنمو، وأهمية العمل وهي التي ينبغي التركيز عليها كحوافز
‏- عوامل وقائية. وجودها يؤدي إلى عدم الاستياء مثل الأجر وظروف العمل وأهداف وسياسات المنظمة.

V. معوقات التحفيز بمؤسسات العقاب
1. الخوف آو الرهبة من العقوبة.
2. عدم وضوح الأهداف لدى إدارة المؤسسة.
3. عدم المتابعة للنزلاء فلا يعرف المحسن ولا المسيء.
4. قلة التوجيه لتصحيح الأخطاء.
5. ‏عدم وجود قنوات اتصال بين مسؤولي الإدارة والنزلاء

عمليات التحفيز

VI. الفراغ وأثاره السلبية علو النزيل
إن مصدر البلاء في اغلب الأحيان يأتي عن الفراغ الذي يجعل المرء يجتر ذكرياته الماضية وهمومه، وهموم عائلته. فيسود اليأس والقنوط عوض التفاؤل والأمل ، فيترتب عن ذلك الشعور بالانفعال المشحون بالاندفاع في اتجاه السلوك ألانحرافي، ويشكل له إذا لم يستغله في الخير والإنتاج مضايقات تدفعه إلى ارتكاب سلوك عدواني ضد ذاته أو ضد الآخرين ممن يعيشون معه، فيولد لديهم الإحباط والقلق مع كراهية الذات، والنفور عن من يحيطون به، ولوم النفس وتحميلها مسؤولية ما يعيشه، فيلجأ إلى لعب الأوراق أو تعاطي للسجائر أو السهر مع التلفاز رغبة منه في إيجاد حل لذلك.
‏ويسبب أحيانا الفراغ مشاكل غير محدودة قد تصل إلى المشاجرة والخصام، وهذا يؤثر على سلوك النزيل واتجاهاته النفسية والاجتماعية ، فالفراغ آفة تدفع المرء يشعر بالرتابة والروتين اليومي ، ولتجنب هذا كله تبرز أهمية التغيير المبرمج لان النفس الإنسانية تواقة إلى التغيير والترفيه من كل ناحية من نواحي النشاط والسلوك، وقد قيل الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
‏كما أن الإسلام أوصى بأهمية ملا الفراغ و استغلاله

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ٠ ‏نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ رواه البخاري
‏شبه النبي صلى الله عليه وسلم المكلف بالتاجر، والصحة في البدن والفراغ من الشواغل عن الطاعة برأس المال، لأنهما من أسباب الإرباح، ومقدمات نيل النجاح، فمن عامل الله تعالى بامتثال أوامره وابتدر الصحة والفراغ يربح ومن أضاع رأس ماله ندم حيث لا ينفع الندم.
‏وفي الحديث قوله عليه الصلاة والسلام ٠ ‏ويسخط لكم قيل وقال.
قال الإمام مالك رضي الله عنه فيما نقل الزرقاني في شرحه على الموطأ هو الإكثار من الكلام، نحو قول الناس، قال فلان وفعل فلان، والغوص فيما لا ينبغي، وقد تلوك الألسنة ما يجلب لصاحبها الهلاك، وكثيرا ما يصبح هذا اللسان أداة للهدم وتلويث العقول والتهريج والتضليل ونشر الأكاذيب والأباطيل، وشغل الناس بالكلام الفارغ عن العمل النافع وقد ‏جاء القرآن الكريم بضابط من أهم ضوابط الأعلام وهو التبيين قال تعالى : ‏يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا آن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.
و في الحديث أيضا. اغتنم خمسا قبل خمس، شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك.

VII. التصرف المنحرف و السلوك الاجتماعي المندمج
إن علاقة الفرد والمحيط هي علاقة حميمة، وبالطريقة المثلى لتطوير علاقة الإنسان مع المحيط حوله، تمكننا من تطوير أنفسنا، والسلوك المثمر يتطلب المقدرة على التعاطي مع الأمور حولنا بشمولية أكثر.
وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن تقنية مها ريش للتأمل التجاوزي تنمي نوعية الحياة التي تغذي كل سبل السلوك ،ومنها
– تطوير الشخصية والثقة بالنفس
‏ – علاقات أفضل في ر مجال العمل
– انخفاض استعمال السجائر والمنبهات والكحول و المخدرات
‏- إعادة تأهيل المساجين
‏إن السلوك هو النشاط الذي يعبر عنه الفرد من خلال علاقاته بمن حوله، وخلف كل سلوك دافع، فنحن لانقوم بشيء إلا إذا كان هناك شيء يحركنا ونتوقع أن نحصل من خلال . هذا السلوك على نتيجة، بما يعني أن السلوك يخدم وظيفة، وقد يخدم سلوك واحد عدة وظائف.
ويعرف روتر إمكانية السلوك بصورة علمية بأنه القدرة الكامنة لأي سلوك يحدث في أي موقف من المواقف أو في أكثر من موقف كما هو محسوب بالنسبة لأي شكل، أو مجموعة أشكال من أشكال التعزيز (التدعيم)
ويعتقد أحد علماء الاجتماع 1963 Becker أن السلوك المنحرف لا يحدد بالضرورة معنى الانحراف بحد ذاته، بل أن عوامل أخرى تراكمية قد تسهم في ذلك بثل طريقة ارتداد الملاس أو أسلوب الحديث أو الموطن الأصلي ، في حين يعتقد 1972 Pemert أن الانحراف خلافا لما هو شائع بين الناس ينتشر كثيرا في المجتمع بأنواعه وأشكاله المختلفة وقد تجري ممارسته بصورة خفية بعيدا عن مرأى الناس ء مثل مخالفة إشارة المرور.
VIII. التعليم و دوره في تغيير السلوك
لقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله في مستهل ما أمر به أن يقرأ ويبلغ الناس الأمر
” اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق اقرأ و ربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم” وبذلك جعل الإسلام من التعليم واجبا وتتلخص أهدافه في 3 ‏ مراحل :
1. القصد منها إشعار الإنسان بإنسانيته ومسؤوليته وكرامته.
2. ‏القصد منها تكوين المواطن ليهيأ للحياة، وبصفة عامة لتكوين الأطر والمساهمة في مسيرة المجتمع.
3- أهدافه الأساسية:
‏- الرفع من وعي الانسان الفكري والمادي، وتنمية إنتاجه كشخص وكعنصر من عناصر المجتمع.
‏- نشر الوعي بالمشاكل التي تحيط بالإنسانية، حيث أن أهم عرقلة في سبيل بلوغ هذه الأهداف هي الجهل والأميه.
‏وفي الحديث النبوي الشريف (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد).
‏إن التعلم يكسب الإنسان وعيا، ويساعده على الفهم، ويصقل ذهنه، فيمعن النظر في نفسه وفي محطه ويشعر بضرورة العمل والنظام.
‏فالإضافة إلى تزويد الفرد بمعارف علمية وثقافية، تكون لديه المهارات الفكرية التي تمكنه من فحص الواقع، وتحليله كما يساهم في غرس القيم المتماشية مع مقتضيات العصر، و إيجاد السلوكيات الإرادية. وكلما ارتقى المتعلم في السلم الدراسي كلما اكتسب أدوات الحوار من تجارب وقدرات ذهنية وتصورات رمزية متنوعة، وحينها يصبح منتجا ومساهما في تقديم المجتمع .إن نمو الإنسان نحو النضج يجعل منه إنسانا معتمدا على نفسه بدلا من الاعتماد على الغير. والخبرات عند الفرد تتحكم في اتجاهاته عندما يقبل على التعلم، حيث تخول له القدرة على استمرار الحقائق، وفهم الأفكار، فالتعليم معناه التغيير، وليس مجرد إضافة شيء ما، والتعليم يتضمن تغييرا في السلوك، ويحصل هذا التغيير بفعل عوامل ذاتية وخارجية ، ولهذا خصص المرسوم التطبيقي للقانون المنظم للسجون في المغرب الفرع الأول من بابه التاسع للبرامج التربوية و التعليم والتكوين المهني والنشاط الترفيهي والثقافي، وهذا يرفع من مستوى النزيل ويجعله قادرا على تغيير سلوكياته وتصحيحها، ويهيئه للاندماج في المجتمع بعد مغادرته المؤسسة السجنية من خلال الرفع من مستواه فكريا وسلوكيا، كما تغرس فيه قيم المواطنة الصالحة، والمبادئ الإسلامية السمحاء، وإكسابه سلوكيات ايجابية اتجاه محيطه الاجتماعي.

ومن بين المبادئ العشرة لبنيوية تربوية جديدة في الوطن العربي، تأسيس حق المتعلم في أن يفهم بوصفه كيانا إنسانيا واحدا تستهدف التربية نموه الجسدي، والوجداني، والاجتماعي، والمعرفي في تكامل وانسجام.
‏ويعتقد إلينش وهو واحد من أكثر المنظرين التربويين أن مدارس الوم تؤدي أربعة واجبات أساسه هي تقديم الرعاية التأديبية، توزيع الناس وفى أدوار مهنية محددة، وتعليم القيم المهيمنة، واكساب المهارات والمعارف المقبولة اجتماعيا.
‏فالفرد يطور القدرة على اقتفاء أثر المكافأة وتجنب العقاب في سياق اجتماعي واسع أو التوسط بين الأشخاص، وكل هذا متأصل في الملاحظة الثي قالها روتر ” إنها نظرية تعلم اجتماعي لأنها تؤكد على الحقيقة القائلة : ‏أن أشكال السلوك الأساسية أو الرئيسية يجري تعلمها في المواقف الاجتماعية وهي تلتحم بصورة لا فكاك فيها مع الحاجات الثي يتطلب إرضاؤها توسط أشخاص آخرين”.

عرض نتائج للبحث

بعض الاحصائيات الخاصة بعدد النزلاء المستفيدين أو الحاصلين على شواهد عبر السجون المغربية.
جدول 1 : عدد المعتقلين الحاصلين على شواهد في جميع مراحل التعليم خلال السنوات 1997-2002
المستوى
الموسم الدراسي محو الامية شهادة نهاية الدروس الابتدائية شهادة نهاية الدروس الاعدادية باكالوريا التعليم الثانوي التعليم الجامعي المجموع
1997-1998 1389 – 65 30 87 1586
1998-1999 1708 – 67 33 73 1881
1999-2000 1530 – 77 16 74 1697
2000-2001 1789 – 79 60 48 1946
2001-2002 1556 – 48 44 25 1676
المجموع 7969 336 153 307 8765
المصدر : مجلة إدماج العدد السابع. الصادرة عن إدارة السجون و إعادة الإدماج 2004.

نستخلص من هذا الجدول ملاحظة أساسية هي أن النزلاء المستفيدين من دروس محاربة الأمية هم أكثر حصولا على الشواهد مقارنة مع باقي مختلف مستويات التعليم، وهذا يبين بجلاء أن الأمية منتشرة بين صفوف نزلاء السجون المغربية، ومن أجل الانخراط أو التسجيل في التكوين المهني أو متابعة الدراسة لابد لهذه الشريحة من الحصول على شهادة التعليم الأساسي، ويليها نسبة النزلاء الحاصلين على شهادة نهائية الدروس الإعدادية ويعزى ذلك إلى كون هذه الشهادة تخول لهم التسجيل في إحدى شعب التكوين المهني ويأتي في المرتبة الثالثة النزلاء الحاصلين على شهادة جامعية حيث بلغ عددهم خلال خمسة مواسم 307 ‏‏طالبا وهي نسبة لأبأس بها، وفي المرتبة الأخيرة نجد عدد النزلاء الحاصلين على شهادة التعليم الثانوي، ويعزى ذلك إلى كون أغلب النزلاء الحاصلين على شهاده نهاية الدروس الإعدادية يكتفون بها لأنها تسمح لهم بالتسجيل في إحدى شعب التكوين المهني.
‏جدول 2: ‏عدد النزلاء المستفدين من دروس في محو الأمية والتعليم والتكوين المهني خلال السنوات 2000-2004
الشعبة
الموسم محو الأمية
مختلف مراحل التعليم
2000 2144 1556
2001 2660 1552
2002 2380 1603
2003 2634 1453
2004 3608 1459
‏المصدر: مجلة إدماج معطيات حول مديرية إدارة السجون وإعادة الإدماج 2005
يمكن الوقوف على ملاحظة أساسية بهذا الجدول وهي تتحدد في كون النزلاء المستفيدين من دروس محاربة الأمية يزداد موسم بعد آخر حيث بلغ خلال خمسة مواسم إلى 13426 مستفيدا أي %63.7 وهي نسبة تعزى إلى كون هذه الشريحة تطمح إلى الحصول على إحدى الشواهد التي تخول لها التسجيل في إحدى شعب التكوين المهني، في حين بلغت نسبة المستفيدين من دروس باقي مختلف مستويات التعليم الأخرى إلى %36.3 ‏وهذا يعزى أيضا إلى كون النزلاء الحاصلين على شواهد في التعليم الأساسي أو التعليم الإعدادي ينتظرون سنتين للترشح كأحرار داخل السجون التي لا تتوفر على التعليم الثانوي، أو الاكتفاء بالشواهد السابقة التي تخول لهم الانخراط في متابعة الدراسة في إحدى شعب التكوين المهني بالسجن المركزي.
‏جدول 3 : ‏عدد النزلاء المستفيدين من دروس محاربة الأمية والتعليم خلال موسم 2004
المستوى
الموسم الدراسي محو الامية التعليم الاساسي التعليم الجامعي المجموع
2004 99 78 44 221
المصدر : ‏مجلة إدماج العدد السابع 2004 ص 8
الملاحظة الأساسية هي أن المستفيدين من دروس محاربة الأمية يشكلون النسبة الأكبر مقارنة مع باقي مختلف مستويات التعليم وهذا يوضح أن الأمية متفشية بين صفوف النزلاء، والحصول على شهادة التعليم الأساسي هي الكفيلة لتخول لهم التسجيل في التكوين المهني أو متابعة الدراسة، ويأتي بعد ذلك المستفيدين من التعليم الأساسي الذين يطمحون للحصول على شهادة التعليم الأساسي التي تخول لهم الانخراط في متابعة الدراسة أو في التكوين المهني و عرف عدد الطلبة الجامعيين تزايدا مهما لإدراكهم بأهمية إحدى الشواهد خلال هذه الفترة.

‏ جدول 4 : عدد النزلاء المستفيدين من دروس محاربة الأمية والتعليم
المستوى
الموسم محاربة الامية التعليم الاساسي التعليم الابتدائي التعليم الاعدادي الباكالوريا التعليم الجامعي المجموع
2007 109 143 31 29 80 43 435
2008 73 164 37 46 74 65 459
المجموع 182 307 68 75 154 108 894
المصدر : المصلحة الاجتماعية

الملاحظة التي يمكن استنتاجها من هذا الجدول هي ارتفاع نسبة النزلاء المستفيدين من التعليم الأساسي مقارنة مع باقي مختلف مستويات التعليم، ويعزى ذلك إلى أنه لا سبيل لهم إلا الحصول على شهادة التعليم الأساسي التي ستخول لهم التسجيل في التكوين المهني أو متابعة الدراسة بعد ذلك، ويأتي في المرتبة الثانية المستفيدين من محاربة الأمية حيث هذه
‏الآفة منتشرة بين صفوف النزلاء، وبعدها المترشحين لاجتياز البكالوريا لأن أغلبهم إذا لم يوافقهم الحظ يعاودون الكرة مرات عديدة ونفس الشي ء يمكنه قوله عن المرشحين للتعليم الإعدادي و الابتدائي. كما نلاحظ أن عدد المسجلين ارتفع من موسم لآخر بنسبة % 2.69.
‏ جدول 5: ‏عدد النزلاء الناجحون خلال موسم 2007-2008
المستوى
الموسم محاربة الامية التعليم الاساسي التعليم الابتدائي التعليم الاعدادي الباكالوريا
العدد النسبة % العدد النسبة % العدد النسبة % العدد النسبة % العدد النسبة %
2007 74 67.9 54 37.8 8 25.8 4 13.8 20 25
2008 47 64.9 55 33.53 13 35.13 5 10.87 8 10.81
نفس المصدر

الملاحظة الأساسية التي يمكن استنتاجها من هذا الجدول هي انخفاض نسبة النجاح بالنسبة للمستوى الإعدادي و الباكالوريا، حيث بالنسبة للإعدادي انخفضت من% 13.8 ‏خلال موسم 2007 ‏إلى% 10.87 خلال موسم 2008 ‏ويعزى ذلك إلى ازدياد عدد المرشحين خلال هذا الموسم، وانخفاض عدد الناجحين ورغم ذلك تبقى نسبا مهمة مقارنة مع المواسم التي من قبلها حيث عدد الناجحين لم يتجاوز نزيل أو نزيلين.
‏يعزى ارتفاع نسبة النجاح بالنسبة لمستوى الباكالوريا لموسم 2007 ‏إلى كون المترشحين استفادوا من دروس التقوية في بعض المواد كالعربية والفلسفة والفرنسية والرياضيات والتربية الإسلامية، من أساتذة متطوعين.
‏التكوين المهني
‏جدول 6: ‏عدد النزلاء المسجلون في مختلف شعب التكوين المهني عبر السجون المغربية
الشعب
الموسم مختلف شعب التكوين المهني
2000 587
2001 643
2002 656
2003 967
2004 993
‏المصدر: مجلة إدماج معطيات حول مديرية إدارة السجون وإعادة الإدماج 2005
الملاحظة الأساسية التي يمكن الوقوف عليها هي ازدياد عدد النزلاء المسجلين موسم بعد آخر، ويعزى ذلك إلى الطموح الذي يراود هؤلاء من أجل الحصول على شهادة في إحدى شعب التكوين المهني، حيث يفضل أغلب النزلاء الانخراط فيه بعدما تتوفر لديهم الشروط المطلوبة من طرف الإدارة العامة والمتمثلة في مده عقوبة أقل من 20 ‏سنة ومستوى دراسي أدناه شهادة التعليم الأساسي.
جدول 7: ‏عدد النزلاء المسجلون في مختلف شعب التكوين المهني بالسجن المركزي
المستوى
الموسم الخياطة الكهرباء النجارة الحدادة المجموع
2005-2006 11 17 16 – 44
2006-2007 19 19 19 19 76
2007-2008 13 14 14 17 58
المجموع 43 50 49 36 178
المصدر : المصلحة الاجتماعية
يمكن الوقوف على ملاحظة أساسية وهي تتحدد في كون النزلاء المسجلين في شعبة الكهرباء يوجدون على رأس المسجلين مقارنة مع باقي شعب التكوين المهني الأخرى وهي الشعبة المفضلة لديهم، أما بالنسبة الأعداد فالإدارة العامة هي التي تحدد ذلك وفق شروط تتعلق بالمدة المحددة في أقل من 20 ‏سنة، وأيضا شهادة مدرسية أدناها شهادة التعليم الأساسي.

جدول 8: ‏عدد النزلاء الناجحون في مختلف شعب التكوين المهني
المستوى
الموسم الخياطة الكهرباء النجارة الحدادة
2005-2006 11 17 16 –
2006-2007 19 19 19 19
2007-2008 13 14 14 17
‏ المصدر : المصلحة الاجتماعية
نستنج من هذا الجدول الملاحظة التالية: إن عدد الحاصلين على الشواهد خلال ثلاثة مواسم هم 178 مستفيدا حيث نسبة النجاح وصلت مائة في المائة وهذا يبين الرغبة الأكيدة لهذه الشريحة في الحصول على شهادة التكوين المهني، التي تضمن لها الاندماج مع النسيج الاجتماعي بعد الإفراج عنها.
‏استعراض لأهم الإجراءات المنهجية والمعطيات الميدانية:

1. ‏ عن الإجراءات المنهجية
‏اخترت لهذا الغرض عينة من مستويات مختلفة من التعليم والتكوين المهني، تتكون من 49 ‏نزيلا منهم من له تكوين دراسي قبل الاعتقال أدناه المستوى الابتدائي وأعلاه المستوى الجامعي، محكومة بمدد تختلف من نزيل إلى آخر، منها الطويلة كالإعدام والمؤبد والمحددة، حيث تم توزيع الأداة على الطلبة الجامعيين والمسجلين بالتكوين المهني لملأها بأنفسهم، في حين قمت شخصيا بملا الاستمارة بالنسبة للمستويات الأخرى.

2. 2- عن أهم المعطيات الميدانية
جدول 1: الدافع إلى اختيار النزيل متابعة الدراسة داخل المؤسسة السجنية
الدافع
المستوى كسر الروتين الاستفادة من العفو طول مدة الاعتقال الحاجة إلى التكوين و التحصيل المعرفي
العدد % العدد % العدد % العدد %
جامعي 2 4 9 18.37 4 8.16 10 20.40
التكوين المهني 4 8.16 12 24.49 3 6.12 12 24.49
محاربة الامية 3 6.12 5 10.20 3 6.12 10 20.40
التعليم الاساسي 5 10.2 6 12.24 0 0 10 20.40
المجموع 14 28.48 32 65.30 10 20.4 42 85.69

‏مما يتم استخلاصه من الجدول أعلاه أن % 85.69 من العينة المستهدفة اختاروا الحاجة إلى التكوين والتحصيل المعرفي كدافع لمتابعة الدراسة، و%65.3 ‏ اختاروا الاستفادة من العفو كدافع،و%28.48 ‏اختاروا كسر الروتين هو الدافع في حين أن %20.4 ‏اختاروا مدة الاعتقال
‏كدافع لمتابعة الدراسة لكن، عند تحليلنا للمعطيات حسب مستويات العينة نجد ‏أن % 18.37 من الطلبة الجامعيين اختاروا الاستفادة من العفو كدافع % 20.40 ‏منهم اختاروا أيضا الحاجة الى التكوين والتحصيل المعرفي كدافع، وبذلك تكون هذه الشريحة ربطت بين الاختيارين، ونفس الشيء يمكن قوله عن العينة المتكونة من المسجلين في التكوين المهني حيث أن %100 منهم ربطوا بين الاختيارين ،كلتا الفئتان تسعيان حاليا للحصول على إحدى الشواهد وتترقبان طعم المكافئة.
‏في حين أن العينة المتكونة من المستفيدين من دروس محاربة الأمية و التعليم الأساسي ركزت على التكوين والتحصيل المعرفي كدافع لمتابعة الدراسة ء وهو همها الشاغل حاليا في انتظار الحصول على إحدى الشواهد، وهذا ما لمسناه من خلال أجوبتهم بقولهم” ما كنتش كتشوف وليت كتشوف” ولجات شي حاجة من بعد ما كرهناش” وهي تشير بذلك إلى الاستفادة من العفو.
جدول 2 : دور الأسرة في دفع أبنائها لمتابعة الدراسة
نعم لا
العدد % العدد %
جامعي 9 18.37 3 6.12
التكوين المهني 8 16.32 4 8.16
محاربة الامية 7 14.26 6 12.24
التعليم الاساسي 6 12.24 6 12.24
المجموع 29 61.19 18 38.76
‏من معطيات الجدول أعلاه ‏نستنج أن %61.19 ‏من العينة المستهدفة أكدوا أن أسرهم كان لها دور في متابعة الدراسة داخل المؤسسة السجنية، في حين أن %38.76 ‏انخرطوا في هذا الاتجاه ‏من تلقاء أنفسهم، هذا يؤكد بجلاء أن دور الأسرة في المتابعة وإبداء النصح لا يمكن أن يلغيه مكان، ولو تعلق الأمر بالفضاء ألسجني، خصوصا أن هذه ‏الأسر نفسها هي التي تنحمل مشاقة الزيارة والقفة والدعم والتشجيع، وتبادر في كل مرة حصل أحد نزلائها على شهادة لزيارته توا لمقاسمته الفرح والسرور والاطمئنان على مساره ‏في حين أن الذين انخرطوا من تلقاء أنفسهم قد أدركوا أن الفراغ وتضييع الوقت ينتج عنهما ما لا يحمد عقباه،
‏بالإضافة إلى الاستفادة من النزلاء الذين قضوا مدة طويلة دون الانخراط في متابعة الدراسة منذ أول وهلة، ويعيشون حاليا حسرة وندما على ذلك.
جدول 3 : التكوين الدراسي قبل الاعتقال و انعكاسه على متابعة الدراسة داخل السجن
التكوين
المستوى مسهلا و مساعدا معرقلا يقلص اختيارات الدراسة
العدد % العدد % العدد %
جامعي 8 16.32 1 2 2 4
التكوين المهني 12 24.49 1 2 1 2
محاربة الامية 2 4 0 0 0 0
التعليم الاساسي 5 10.20 0 0 0 0
المجموع 27 56.01 2 4 3 6

‏يمكن أن نستخلص من هذا الجدول الملاحظة التالية أن 56.01 من العينة المستهدفة سهل عليهم التكوين قبل الاعتقال مأمورية الانخراط في متابعة الدراسة، في حين أن %4 ‏ عرقل عليهم متابعة الدراسة،في حين أن %6 ‏قلص من اختيارات الدراسة لديهم، وهذا يؤكد أن كلما كان المستوى الدراسي قبل الاعتقال يستجيب للشروط المطلوبة للتسجيل، كلما سهل على النزيل متابعة الدراسة، خصوصا إذا كانت المؤسسة السجنية لا تتوفر على ثانوية لمتابعة الدراسة كما هو الشأن بالنسبة لهذه المؤسسة، وكلما ساهم في دفع النزيل علن الحصول على شواهد مختلفة، وكلما سمح بإمكانيات أسهل للاندماج لاحقا. كما أن هذا التكوين عرقل أو قلص اختيار متابعة الدراسة لبعض الطلبة الجامعيين خصوصا إذا كان تكوينهم علميا.

‏جدول 4 : التكوين و التحصيل الدراسي في تغيير السلوك
نحو
المستوى الادارة الزملاء الموظفين
العدد % العدد % العدد %
جامعي 11 22.44 9 18.36 9 18.36
التكوين المهني 11 22.44 10 20.4 12 24.46
محاربة الامية 12 24.46 12 24.46 12 24.46
التعليم الاساسي 11 22.44 11 22.44 11 22.44
المجموع 45 91.78 42 85.66 44 89.72

الملاحظة الأساسية التي يمكن استنتاجها من هذا الجدول تتحدد في كون أن %91.78 تغير سلوكهم نحو الإدارة و%85.66 تغير سلوكهم نحو الزملاء في حين أن %89.72 ‏ تغير سلوكهم نحو الموظفين، هذا يزكي الطرح القائل بأن التعليم والتكوين يمكنان الفرد من اكتساب مهارات وخبرات تمكنه من إدراك كل تصرف وسلوك وقراءة عواقبه، فيسعى جاهدا إلى تفاديه وتعويضه بسلوك ايجابي. خصوصا بعد وقفة تأمل في قراءة مدة العقوبة، وهذا ما لمسناه من خلال أجوبتهم “ما كنتش كنشوف وليت كنشوف”، بالإضافة إلى الشعور بالندم والحسرة على كل تصرف تسبب في زجهم بالسجن وهو ناتج عن جهل عواقبه، حيث نجد أن مجموعة من الأقوال المأثورة مفهومة خطئا، علي سبيل المثال لا الحصر “الواحد يموت على اولادو او على بلادوا” وقد لمسنا ذلك عنهم حيث أن أحد النزلاء استفاد مؤخرا من العفو بعد فضاء مدة طويلة ، فاتهم الناس امرأته بالفساد فتصرف بسلوك التحري والتبين، فلما تأكد لجأ إلى الطرق المسموح بها شرعا وقانونا الا وهو الطلاق و تزوج أخرى
‏و يعيش حاليا حياة سعيدة.

جدول 5: نظرة الاسرة إلى متابعة الدراسة
نظرة الاسرة
المستوى راضية و مشجعة غير مهتمة لا أدري
العدد % العدد % العدد %
جامعي 10 20.4 1 2 1 2
التكوين المهني 11 22.44 0 0 1 2
محاربة الامية 13 26.53 0 0 0 0
التعليم الاساسي 11 22.44 1 2 0 0
المجموع 45 91.81 2 4 2 4

الملاحظة الأساسية التي يمكن استنتاجها من الجدول هي أن % 91.8 ‏من العينة المدروسة أكدوا أن أسرهم راضية ومشجعة و%4 ‏من العينة أكدوا أن أسرهم غر مهتمة، في حن أن نفس النسبة أى %4 ‏أكدوا أنهم لا يدرون نظرة أسرهم إلى متابعة دراستهم،ومن خلال تحليلنا للمعطيات الأنفة الذكر يتضح أن الأسر أصبحت مؤمنة أكثر من أي وقت مضى بأهمية التعليم والتكوين داخل المؤسسات السجنية فى ثغيير السلوك، مما يسمح لإفرادها الاستفادة من الرخص الاستثنائية عندما يقضون نصف العقوبة، وأيضا الاستفادة من العفو، حيث خلف العفو عن نزيلين من طرف الملك لكونها حصلا على شواهد اثأرا ايجابية في نفوس الأسر بعودة أبنائها إليها من جديد، وازدادت ثقتها بعد القيمة المضافة إلى العفو خلال الفتره الأخيرة والمتمثلة في كون كل نزيل حصل على أحدى الشواهد وتزامن ذلك مع مناسبة العفو الشامل يستفيد من ضعفي المدة التي يستفيد منها نزيل غير متمدرس، هذه الثقة دفعت ‏بالأسر إلى أبعد من ذلك ألا وهو تحضير ملف يتحمل فيه احد أفرادها مسؤولية إقامة ابنها ‏عندها في حالة ما إذا استفاد من الرخصة الاستثنائية، وأصبحت لها ثقافة قوية عن كل ما ‏يتعلق بالسجن.
استنتاجات و خلاصات

‏وكخلاصة عن النتائج المذكورة آنفا ممكن القول أن العينة المبحوثة ركزت غلى اختيارين وهما الاستفادة من العفو والحاجه إلى التكوين والتحصيل المعرفي كدافعين لمتابعة الدراسة، وهي تفصد بهذا أن التكوين والتحصيل المعرفي لم كن ليتأتى لولا حافز العفو، الذي كان له الأثر البالغ في إذكاء الأمل في نفوسها ونفوس أسرها التي هي راضية ومشجعة على ذلك، وكان لها دورا كبيرا في دفعها للانخراط في هذا الاتجاه، ومما يزكي ذلك الفترة الوجيزة التي لمسناها بين صدور الحكم وبين تسجيل النزيل في متابعة الدراسة، حيث أن هذه الشريحة خالفت المألوف والمعتاد والمتمثل في كون أغلب النزلاء كانوا من قبل يقضون مدة طويلة ثم يفكرون بعد ذلك في الدراسة أو التكوين، كما أن التكوين الدراسي قبل الاعتقال كان مساعدا ومسهلا لمتابعة الدراسة في حالة ما كان يستجيب للشروط المطلوبة للتسجيل أو الانخراط، ومعرقلا أو مقلصا لاختيارات الدراسة إذا كان عكس ذلك. وأبدت الشريحة المبحوثة أن سلوكها هد تغير وهذا سينتج عنه اندماج سليم في حياة محيطها الاجتماعي والحضاري، وتمكنت من اكتساب معارف وتجارب وخبرات تخول لها قراءة عواقب كل
‏تصرف أو سلوك، لان الأمية ليست فقط الجهل بالقراءة والكتابة بل أصبح لها مفهوم أوسع، وهذا ما جاء في الرسالة الملكية للملك الراحل الحسن الثاني. الأمي اليوم هو الشخص الذي يعجز عن التواصل مع غيره خارج الخطاب الشخصي، ويعجز عن الانتفاع بالمعارف التي تتيحها وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، ويعجز عن تلقي التوعية والتكوين المستمر بواسطتها، انه بالتالي الشخص العاجز عن الاندماج في حياة محيطه الاجتماعي والحضاري بالوسائل المتاحة، ومن هنا أصبحت مكافحه الأمية تعني تحرير الإنسان من هذا العجز الذي هو أشبه بالشلل .

‏من إيجابيات العفو الشامل
‏لا تفوتني الفرصة دون التطرق إلى ثلاثة حالات من النزلاء استفادوا من العفو الشامل الأخير بمناسبه ازدياد الأميرة للاخديجة:

‏‏- الحالة الأولى :
‏نزيل حصل على شواهد داخل المؤسسة وقد ساهمت أمه البالغة من الكبر عتيا مساعدته حيث كانت تتردد على زيارته كل أسبوع، وتنتقل إلى الجامعة قصد نسخ الدروس حتى أفرج عنه وبعد سنتين توفين الأم، و قد حضر لوفاتها عن قرب.
‏- الحالة الثانية :
‏نزيل حصل على شواهد داخل المؤسسة وكان أخوه يتردد على زيارته ويوفر له كل ما يحتاجه، وبينما هو متوجه لزيارته أصيب بحادثة سير أصبح على أثرها معاقا فجاء هذا العفو، فمن كان نزيلا أصبح معيلا للعائلة حاليا.
‏- الحالة الثالثة :
‏نزيل حصل على شواهد واستفاد من الرخصة الاستثنائية فتعرف على احدي العائلات وبعد الإفراج عنه تزوج إحدى بناتها التي وفرت له السكن ويعيش حياة عادية.
‏هذا يوضح بجلاء أن النظرة الدونية للنزيل تلاشت خلال الفترة الأخيرة، خصوصا إذا استطاع هذا النزيل الاستفادة من التكوين و التحصيل المعرفي داخل المؤسسة
‏تؤكد نتائج هذه الدراسة على الدور المهم الذي يلعبه حافز العفو في التكوين والتحصيل المعرفي، لذا اعتقد انه لإصلاح هذه الشريحة من المجتمع لابد من بلورة مشروع اندماجي متكامل يستهدف تكوين نزيل فعال، منتج، مندمج في وسطه الثقافي والاجتماعي والاقتصادي و مدعم – كقوة خلاقة مبدعة – لمسيرة التنمية و التحديث ، تساهم فيه كل الفعاليات
‏والمسؤوليات السياسية والثقافية والاجتماعية المتعددة والمختلفة ويتم فيه الأخذ بعين الاعتبار حافز العفو وكل الظروف والملابسات والأوضاع التي يعيشها النزيل من اجل اندماج ايجابي في المجتمع، والقدرة على التأقلم والتكيف المرن فكريا وعقليا مع متطلبات الحياة.
‏توصيات و اقتراحات
‏- تشجيع النزلاء للانخراط في متابعة الدراسة وذلك بتحفيزهم بالاستفادة من العفو، وخصوصا ذوي العقوبات الطويلة.
‏- القيام بالبحوث والدراسات اللازمة داخل الفضاء السجني قصد تطوير أداة استراتيجية برامج إعادة الإدماج بعيدا عن الانتقام والأحكام المسبقة الخاطئة، والاعتماد على الكفاءات
‏التي لها إلمام بعلم النفس وعلم الاجتماع والتربية وإعادة الإدماج من أجل تغير سلوك النزيل نحو الأفضل، و تيسير إدماجه اجتماعيا.
‏- دعم عمل الجمعيات داخل المؤسسات الإصلاحية من أجل ضمان فعالية أكبر لتنفيذ البرامج
‏المعتمدة لإعادة الإدماج.
‏- خلق شراكة بين إدارة السجون وإعادة الإدماج ومختلف الجامعات للسماح للأساتذة لزيارة المؤسسة السجنية بنكل قانوني.
‏- فتح المجال للتعليم الإعدادي والثانوي داخل مؤسسة السجن المركزي عوض الاقتصار
‏على شهادة التعليم الأساسي.
‏وفي ختام هذا البحث المتواضع أشير إلى أن لكل شيء إذا ما تم نقصان، تاركين المجال للجهات المختصة والمعنية بإعادة الإدماج تتمة هذا البحث من جوانبه التي لم أتطرق إليها، وتبق الزيارة الملكية للسجون وإحداث وحدات الرعاية اللاحقة بالإضافة إلى الإفراج عن نزيلين لكونهما حصلا عنى شواهد، ناهيك عن الاستفادة من مدة عفو مضاعفة لكل نزيل حصل على إحدى الشواهد وصادف ذلك مناسبة العفو الشامل، أهم الحوافز التي أذكت الأمل في نفوس النزلاء وعائلاتهم خلال هذه الفترة الأخيرة.

تم و لله الحمد هذا البحث المتواضع صبيحة يوم الجمعة
12 جمادى الاولى 1430 الموافق 8 ماي 2009

لائحة المراجع والمصادر

‏- القرآن الكريم،
‏- انتوني غدنز، علم الاجتماع ترجمة فاير الصياغ،
‏- مجلة الإدماج العدد السابع 2004،
‏- مجلة إدماج معطيات حول مديرية إدارة السجون وإعادة الإدماج 2005،
‏- مجلة التدريس العدد 8 ‏سنة 1965،
– مجلة التدريس العدد 10 ‏سنة 1987،
– مجلة التدريس العدد 13 ‏سنة 1989،
– مجلة التدريس العدد 15 ‏سنة 1990،
‏- كتاب دوره تكوينية في مجال تعليم الكبار إدارة السجون وإعادة التربية،
‏- عالم المعرفة، نظريات التعلم-دراسة مقارنة، الجزء الثاني،
– رياض الصالحين الإمام النووي،
‏- الأربعين حديثا النووية ،

الفهرس
الموضوع الصفحة
كلمة شكر …………………………………………………………………………………. 1
مدخل عام …………………………………………………………………………………. 2
I. تمهيد
…………………………………………………………………………………………….. 3
نظرية العفو في الاسلام …………………………………………………………………… 3
أشكال تدبير العقاب داخل المؤسسات السجنية عبر التاريخ ……………………………… 3
II. مشروع
البحث ……………………………………………………………………………………. 5
III. مواصفات
المجتمع الدراسي …………………………………………………………………………. 6
IV. استمارة
…………………………………………………………………………………………… 8
الإطار النظري للبحث …………………………………………………………………… 9
I. سوسيولو
جيا الجريمة و الانحراف ………………………………………………………………… 10
II. النظريات
الاجتماعية حول الجريمة و الانحراف ………………………………………………….. 11
III. مفهوم
الحوافز ………………………………………………………………………………….. 12
IV. أهم
نظريات الحوافز في المجال الاداري …………………………………………………… 13
V. معوقات
التحفيز بمؤسسات العقاب ………………………………………………………………. 14

VI. الفراغ
و آثاره السلبية على النزيل …………………………………………………………….. 15
VII. التصرف
المنحرف و السلوك الاجتماعي المندمج ……………………………………………….. 16
VIII. التعليم
و دوره في تغيير السلوك ………………………………………………………………. 17
عرض نتائج البحث ……………………………………………………………………. 20
بعض الاحصائيات الخاصة بعدد النزلاء المستفيدين أو الحاصلين
على شواهد عبر السجون المغربية …………………………………………………….. 21
عن أهم المعطيات الميدانية ……………………………………………………………. 26
استنتاجات و خلاصات ………………………………………………………………… 31
لائحة المراجع و المصادر …………………………………………………………….. 35

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!