ين يوجد ذلك الحب و تلك المشاعر الفياضة التي تمتلك علينا حياتنا و شؤوننا الخاصة و العامة…؟

2014-01-06T20:45:46+00:00
منوعات
6 يناير 2014آخر تحديث : الإثنين 6 يناير 2014 - 8:45 مساءً
ين يوجد ذلك الحب و تلك المشاعر الفياضة التي تمتلك علينا حياتنا و شؤوننا الخاصة و العامة…؟

أين يوجد ذلك الحب و تلك المشاعر الفياضة التي تمتلك علينا حياتنا و شؤوننا الخاصة و العامة…؟

نحن البشر !… نحب و نكره !… نفرح و نحزن !… نبكي و نضحك !… نتوتر و نغضب !… و ترتفع نسب الهرمونات المختلفة في أجسامنا لمجرد إحساسنا بشيء ما.

ذلك الإحساس الذي لسنا نعرف موقعه من الجسد الآدمي… ذلك الحب الذي يملأ النفوس بهجةً و أملاً.. و يبتليها بالألم و الشقاء أحيانًا أخرى كثيرة… أين يقع من جسدنا…؟ أين موقع الشعور بالحب و الألم و الشقاء ؟.

نكتب و نردد الأغنيات الكثيرة التي تتحدث و تتغنى بالقلوب المجهدة و المتعبة… ليس من الشرايين و الأوردة… بل من الحب و الشوق و الوجد… لكنّ الجراحين الذين يفتحون القلوب كل يوم عشرات المرات بمشارطهم الحادة… لم يجدوا شيئًا بداخل تلك القلوب إلا أمراض الأوعية الدموية والشرايين … فأين يوجد إذًا ذلك الحب و تلك المشاعر الفياضة التي تمتلك علينا حياتنا وشؤوننا الخاصة والعامة…؟ أين يوجد ذلك المحرك الآدمي الذي يضخ الحب و الأشواق و البهجة إلى باقي أنحاء الجسد … ؟ ما يحرك فيه طاقات إبداعية … و طاقات رومانسية كامنة؟

أين تكمن تلك الأجهزة الغريبة التي تبدع لنا هذه المشاعر الفياضة من الحب و الوجد و الكراهية والحقد… ؟

هل هو القلب حقًا كما تقول الأغنيات والأساطير … و كما تقول الكتب الأدبية و الروايات الرومانسية…؟أم جهاز مخفي موجود بداخل الجسد محمل بكل المعاني و الخيالات الممكنة و التي لا يمكننا رؤيتها بالتصوير الإشعاعي العادي … و لا حتى بالموجات الفوق صوتية… أو بالتصوير المغناطيسي … أو الأقمار الصناعية ؟

لسنا نعرف حتى هذه اللحظة حقيقة المشاعر الإنسانية التي لا تدار بأي جهاز اصطناعي خارجي… و لا يمكن تصنيفها ضمن الإحصائيات المتداولة بالأرقام والنسب المئوية… فكيف يمكننا أن نقيس الحب الأبوي والأمومي من شخص لآخر… و من بيئة إلى أخرى…؟ وأي معيار سوف نبني عليه قياساتنا تلك والتي لم تعلن بعد في أي من مراكز الأبحاث المنتشرة على جميع البقاع في هذه الكرة الأرضية الواسعة الأطراف ؟

كيف يمكن لبني البشر جميعهم دون استثناء… أن يبكيهم الحزن و الفواجع و النكبات… مهما تعددت اللغات و اختلفت… بينما يطربهم الفرح ويسعدهم على كافة مستوياتهم البيئية و الدينية و الأخلاقية …؟

إنهم جميعهم يتشابهون في فيض المشاعر التي يحملونها… و التي نردد أنهم أو أننا نحملها بداخلنا… و لكن في أي جزء من أجسامنا..؟ أهي تلك الخيوط الواهية التي تربط بين خلايا الجسم والمخ البشري… تلك الحبال الغريبة التي تتكون من مجموعة من الخلايا النابضة الحساسة… و التي تسمى الأعصاب… ؟ و أين تكمن كل تلك المشاعر الجياشة التي نعبر عنها في كل لحظة و كل ثانية من هذه الأعصاب الغريبة الشكل و التكوين…؟.

أين يمكننا أن نجد مداخل الفرح و السعادة التي تحتويها تلك الأعصاب…؟ و مناطق الألم و اللذة و الكراهية و الحب و الجوع و العطش… و البرد و الحر … و غيرها…؟

إنه عالم عجيب ذلك الذي يسكن في دواخلنا و تحت جلودنا و أضلعنا المخبأة منذ اللحظة الأولى للميلاد.

عالم لا يمكن لبشري اختراقه و النظر إليه تحت المجاهر و الميكروسكوبات الخارقة الحديثة… لأننا لا نعرف حتى هذه اللحظة مواقع تلك المشاعر و مسكنها الحقيقي في أجسامنا… لا نعرف كيف تبدو و كيف يمكننا تصويرها على حقيقتها طالما أننا لم نرها حتى الآن… و لا أعتقد أننا سنتمكن بكل ما لدينا من علوم و أجهزة دقيقة أن نكتشف مواقعها الخفية في داخلنا… فهذه المشاعر العظيمة ليست في موقع يسمح لنا بالاقتراب منه… إنها كالنفس الإنسانية التي لا نعرف عنها شيئًا … و كالروح التي تخرج من الجسد لحظة الموت… إنها أشياء تسبح و تهيم في ملكوت الخالق سبحانه الذي منحنا إياها… و لن نستطيع الوصول إليها إلا حين نكتشف حقيقة علاقتنا به وبعظمته في خلقه… فتبارك الله أحسن الخالقين !!!!!!.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!