التربية العنيفة التي ينشأ عليها بعض الأفراد بهدف إخضاع المرأة و التسلط عليها

2014-01-16T09:41:17+00:00
أزمورجهويةمنوعات
15 يناير 2014آخر تحديث : الخميس 16 يناير 2014 - 9:41 صباحًا
التربية العنيفة التي ينشأ عليها بعض الأفراد بهدف إخضاع المرأة و التسلط عليها

التوعية الاجتماعية هي المطلوبة في مجتمعنا  بهدف حماية المرأة من العنف الأسري

صورة من مكتبة الوسائط

 

 

هناك من يعتقد أن العنف بكل وجوهه البشعة هو لغة التخاطب المثلى التي يمكن استخدامها مع الآخرين… فالعنف يعني الأخذ بالشدة و القوة كما أنه سلوك و فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف بهدف استغلال و إخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة مما يتسبب في إحداث أضرار نفسية و معنوية و مادية… و لعل هذا الوجه البشع للعنف يتجلى في بعض العلاقات الزوجية غير السليمة.

الجهل و عدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر و عدم احترام ما يتمتع به الطرف الآخر من حقوق و واجبات تعتبر عاملا أساسيا للعنف. و هذا الجهل قد يكون من الطرفين المرأة و المُعنِّف لها، فجهل المرأة بحقوقها و واجباتها من طرف، إضافة الى جهل الآخر بهذه الحقوق قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى التجاوز و تعدي الحدود.

في الكثير من الحالات تعتبر المرأة نفسها أحد العوامل الرئيسية لبعض أنواع العنف و الاضطهاد، و يكون ذلك بتقبلها له و اعتبار التسامح و الخضوع أو السكوت هو الحل الأفضل، مما يجعل الآخر يأخذ في التمادي والتجرؤ أكثر فأكثر. و قد تتجلى هذه الحالة أكثر عند فقدان المرأة من تلجأ إليه و من يقوم بحمايتها.

التربية العنيفة التي ينشأ عليها بعض الأفراد هي التي تولد لديهم ميولاً للعنف، إذ تجعلهم ضحية له بحيث تتشكل لديهم شخصية ضعيفة وتائهة وغير واثقة؛ مما يؤدي بالتالي إلى نقل هذا الضعف في المستقبل بالعنف، بحيث يستقوي على الأضعف منه والتي في أغلب الحالات تكون هي المرأة.. فكما هو المعروف أن العنف لا يولد إلا العنف.

بعض الأفكار والتقاليد الموروثات الجاهلية التي تتجذر في ثقافة البعض و التي تحمل ضمن طياتها الرؤية المرفوضة التي تعمل على التمييز بين الذكر و الأنثى؛ قد تؤدي إلى تصغير و تضئيل المرأة و دورها، و في المقابل تعمل على تكبير دور الرجل… بحيث تعطيه الحق بممارسة العنف على المرأة منذ الصغر بشكل طبيعي ومرحب به… إضافة إلى عمل هذه الموروثات الخاطئة على تعويد المرأة على تقبل ذلك و تحمله و الرضوخ إليه، إذ إنه لا ذنب لها سوى أنها ولدت أنثى.

التوعية الاجتماعية هي المطلوبة في مجتمعاتنا… فلابد من معرفة المرأة لحقوقها و كيفية الدفاع عنها و إيصال صوت مظلوميتها بواسطة كافة الوسائل و من ضمنها الوسائل الإعلامية، إضافة إلى وجود قوانين صارمة و رادعة مفعلة في حالة سلبت هذه الحقوق من المرأة، بهدف صناعة كيان واعٍ و مستقل لها… لكن أهم التحديات التي تواجه وقاية المرأة من العنف و تهددها هو الفرق بين ما يقال و بين ما يمارس، فهناك كلام كثير يقال عن حقوق المرأة، لكن ما يمارس على أرض الواقع و داخل مجتمعاتنا و البيوت المغلقة يختلف و يناقض ما يقال… فمن المهم فعلاً أن نعمل على التركيز على الرسائل المجتمعية التي تهدف إلى مطابقة الأقوال بالأفعال في معاملة المرأة بهدف حمايتها من العنف الأُسري!!.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!