الحسن الثاني يبكي أمام المغاربة فأسال دموعهم

2014-07-22T10:43:49+00:00
سياسةوطنية
22 يوليو 2014آخر تحديث : الثلاثاء 22 يوليو 2014 - 10:43 صباحًا
الحسن الثاني يبكي أمام المغاربة فأسال دموعهم

أزمور أنفو 24 المتابعة: عبدالواحد سعادي

مشهد رهيب،بعد انتهاء الصلاة على حثمان الأمير مولاي عبدالله لم يتمالك جلالته الملك نفسه فارتمى على جثمان أخيه باكيا،ولم ينهضه من مكانه إلا المرحوم الفقيه الجليل سيدي عبدالله كنون .

في 20 دجنبر 1993 توفي صاحب السمو الملكي الأمير مولاي عبدالله بعد أن صارع المرض في بطولة وعناد كان رحمه الله شديد الكبرياء وفي مرضه ،لا يستقبل زواره إلا مبتسما  متفائلا ،فيغادرونه وهم في أمل واطمئنان وكان هو يعلم أن أجله قريب وأن ساعته تقترب منه يوما إثر يوم.

حزن عليه أصدقاؤه ،وحزن عليه من يعرفه وهم كثيرون يمتدون على عدد من القارات ،وحزنت عليه أسرته وكان جامعها، ومستودع أسرارها ،زوجة الأمير لمياء ،نذرت حياتها لخدمته واسعاده نسيت نفسها وتذكرته …تعيش له وحده ،فنيت فيه ،فلم تكن لها حياة خاصة بها.

لم يجد في مرضه يجانبه إلا زوجته ووالدته وشقيقه الذي أقسم أنه مستعد ليضحي بكل شيء في سبيل شفائه،في فترة مرضه ،لم يعد من اهتمام لجلالته الا صحة شقيقه وصديقه ونجيه.

كانت جنازته رحمه الله من المهابة والضخامة ماذكر الناس بجنازة والده محمد الخامس قدس الله روحه ،فقد امتلأت شوارع العاصمة على سعتها بعشرات الآلاف من المواطنين الذي هبوا لتشجيع جثمانه،وأثناء الصلاة على سموه بعد صلاة العصر لم يتمالك جلالته الملك نفسه ،فبكى شقيقه ،وأتاح التلفزيون للمغاربة وللمشاهدين خارج المغرب أن يشاهدوا هذا المشهد الذي لم يكونوا متأهبين لمشاهدته مما أثار أشجانهم وأسال دموعهم ،وبعد انتهاء الصلاة تقدم جلالته من النعش وارتمى على جثمان اخيه باكيا بكاء شديدا طويلا لم ينهضه من مكانه الا المرحوم الفقيه الجليل سيدي عبدالله كنون.

بعد الجنازة عاد أستاذي التازي الى الفندق ،وكتب عنه كلمات نشرتها”العلم” وأذاعتها الاذاعة الوطنية مرتين ،عن مواقفه الوطنية والعربية،وحين قدم التازي  تعزية لرفيقة حياة الأمير، الأميرة لمياء الصلح في حضور الدكتور أحمد العراقي والجنيرال ادريس بن عمر قالت ودموعها تنسكب قالت: كان يعتبر أصدق أصدقائه وكان يحبك كثيرا ،فأجابها السفير ، لأنه يستحق أن يحب وان يقدر لذلك كنت أبادله المحبة والتقدير.

كانت لسمو الأمير مواقف نبيلة،لم يسبق له ان أساء لاحد او حقد على شخص كانت عنده غيرة وطنية لا حدود لها على وطنه ، وكان يرفض أن يكون جهاز استقبال فقط،بل جهاز ارسال ايضا وارساله لا يستعمل في موجة واحدة بل كان يرسل أفكاره وملاحظاته على كل موجات الارسال في احترام وامتثال.

وفي حفل ذكرى الأربعين لوفاة الأمير دعي السفير التازي للدخول الى المغرب بأمر من جلالة الملك للمشاركة في الحفل وطقوسه بجميل اعداد مرثية في حق صديقه الامير وتسليمها للدكتور بربيش في مبنى أكاديمية المملكة،وفي يوم الذكرى أيلغ التازي من طرف أحمد بن سودة ،بأنهم التمسوا من سيدنا نصره الله أن لا يشارك التازي في التأبين ،على اعتبار أن كلمته مؤثرة ،وقد تزيد في أشجان سيدنا نصره الله،الذي يناجي أخيه قائلا: لقد فقدت بوفاته الصديق الذي كنت أفتح له قلبي،وأفشي له أسراري ،وبمكونات نفسي،وبموته مزقت القاموس التي كنا نتحاور بمفرداته ،لاني لا أقدر على استعماله مع غيره،وأنه وحده الذي كان يصارحني حتى وإن كانت صراحته مؤلمة وجريئة ،وكانت أتقبلها بكل اطمئنان لبواعثها ،ما يحتاج لتوضيح أوضحه،وما يحناج لشرح أشرحه،وما لا يمكن تبريره كنت أعترف له بوقوعه.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!