أنفو 24 المتابغة: عبدالواحد سعادي
في 1919 وضع مسيو “شفوchavon” الفرنسي اللبنة الأولى لفيلاج أوبير بمثابة حديقة شفان التي لا زالت قائمة لحد الآن والتي أسسها شفو الفرنسي على مشارف الطريق العتيق الرابط الدارالبيضاء سيدي علي، على مساحة ألرض خلاء بعيدة عن تجمع دوار المهارزة آتذاك بحوالي 1500 متر الذي كان مصدر مائه وشربه بئره القديم بفضاء الدوار ذاته.
وفي 1920 عند انطلاق أشغال انجاز الطريق الوطنية رقم 1 وأشغال قنطرة نهر أم الربيع أقدم الفرتسيون على حفر بئر آخر قرب الحديقة المذكورة وزودوه بمضخة عصرية عبارة عن سانية الريح وتجهيزه بسهريج ومرافق صحية بجانبهحيث أضحى سكان دوار المهارزة المغاربة يطلقون عليه اسم البئر الجديد عوض بئرهم القديم بالدوار،وكانت الغاية من تأسيس هذا البئر تزويد الحديقة بمياه الري وتزويد ورش انجاز الطريق الحديث.
قبل احداث الحديقة سنة 1919 كان الصيادونالأوربيون القادمون من الرباط والدارالبيضاء ينزلون صباحا بهذا المكان الطبيغي الجميل فيتركون أسرهم تتمتع بسحر الموقع وتتعارف فيما بينها وتستجمم في باحة الاستراحة الأسبوعية هذه ويروحون في رحلة صيدهم باشتوكة والشياظمة ودكالة ،ثم يغدون مساء للتباهي فيما بين الأسر بحصيلة الطرائد الوحشية التي اقاتصها الصيادون فيتناولون” كوتي المساء” ويرجعون الى حال سبيلهم،بغدذلك جاءت فكرة انشاء الحديقة المعنية.
وعندما اشتهر الموقع وشاعت جماليته في صفوف القتاصين الأوروبيين قرر المعمر الفرنسي مسيو طوليلا التبرع بقسط وافر من أرضه لبتاء قشلة أو تكنة عسكرية فرنسية بجانب الحديقة تحولت بسرعة بعد اعمار سانت أوبير الى كوليج فرنسي وهي ثانوية الامام البخاري اليوم.
وفي 1922 تم تشييد المستشفى الحالي وقري البريد والتلغراف والدرك الحاليين ثم الكنيسة،التعاون الوطني اليوم مقرها،وتجزئة الفيلات التي طواها الزمن اليوم ولم يبق منها سوى فيلا الجداوي عمر،كذلك تم تخصيص مكان للحرفيين والصيدلة والتجمع التجاري ومقر CTM للنقل ،وكانت المسافة الفاصلة الدارالبيضاء بالبئر الجديد عبر الطريق الوطنية هي أنشط حركية ورواجا وكثافة مرورية بين الشمال والجنوب المغربيين لذلك كان مقر الطبيب الرئيسي لدكالة بالبئر الجديد وكذا مستودع الأدوية الاقليمي، ومقر البريد الذي يغطي مناطق دكالة والشاوية،مما يؤكد أن البئر الجديد كانت رئدا في الادارة الترابية والحركية الاجتماعية والاقتصادية بالنسبة لدكالة والشاوية بعد مدينة الدار البيضاء العمالة آنذاكأثناء الحماية الفرنسية بين 1920 و 1955.
أما بخصوص حركية المغاربة بالمنطقة فقد انتغض فضاء دوار المهارزة بساكنة جديدة هاجرت من منابعها بالتراب الوطني نحو البئر الجديد بهذف سوق الشغل وتوفير العمل سواء بورشات البناء المزدهرة بالفيلاج أو الحاجة الملحة لليد العاملة بالحقول الزراعية وضيعات المغمرين الفرنسيين، ومن تم تأسس مايسمى ” الموقف” بمكان حي التقدم اليوم، حيث كانت جرارات وشاحنات المعمرين تنقلهم صباحا الى الحقول وتعود بهم مساء الى قياطينهم وحيامهم بالمهارزة، وفي عهد الاستقلال استمرت الهجرة نحو هذه القبلة أكثر واستمر”الموقف” بأعداد مهولة لليد العاملة المياومة،وتوسع الفيلاج ذو الطابع الأوربي على أول تجزئة سكنية عام 1970 كانت هي “حي بام” ثم تحول مقر “الموقف” الى تجمع عشوائي مكون من ” البراريك” أي دور الخشب والقش والقصدير أطلق عليه “دوار المخزن” وفي مطلع ثمانينات القرن الماضي تدخلت مصالح الدولة غبر وزارة السكنى لهيكلة الدوار وتحويله الى تجزئة عقارية استفاد منها السكات القاطنون لدوار المخزت وعند ارتقاء البئر الجديد الى مصاف مدينة أو بلدية بموجب 1992 حمل دوار المخزن اسم حي التقدم ، محققا بذلك ثاني تجزئة سكنية بعد البام تضاف الى فيلاج البئر الجديد ذو الطابع الفرنسي،وبعده تدخلت نفس الوزارة الوصية على القطاع لاحداث تجزئة النضال وتوزيعها بأثمان تشجيعية على المستفدين احتلت الرتبة الثالثة وراء تجزئتي البام والتقدم، ولا نغفل دوار ادارعوا العشوائي الذي واكب دوار المخزن وحي البام في نشئتهما والذي تمت هيكلته بغد سنة 2003 وأضحى يحمل اسم درب الجديد ،كذلك أحث الحاج بنسماعيل رحمه الله تجزئة بمدخل الفيلاج الجنوبي في منتصف الثمانينات،تلته تجزئة ضاية الحمري التي وزعت بقعها الارضية الجماعة القروية.
ومع اطلالة التسعيتات توسغ البئر الجديد شرقا باحداث تجزئات الرياض 1 والرياض 2 والعالية ،كذلك هيئت ارضية سوق الخميس القديم بعد حي النضال غربا. الى هذا سارت وثيرة الاعمار على أشدها بالمكان وفي زمن الرئيس الحالي للبلدية زاد الامر الاكثر عندما اصبح الرئيس نفسه منعشا عقاريا موظفا علاقته الواسعة بالمقاولين والشركات المزاولة في القطاغ باستقطابها وجلبها للاستثمار بالبئر الجديد.
وعلى الرغم من هذا التوسع العمراني الهائب المهول فلا زال “الموقف” والبطالة الطابع الاساس الذي يميز البئر الجديد ،فأغلبه سكان المدينة ينتقلون صباحا اما تجاه الحقول الفلاحية او تحو حد السوالم للعمب المياوم او المؤقت او العمل الرسمي ،مادام اقليم برشيد يوفر العمل لساكنة البئر الجديد الامر الذي يستدعي الى اعادة النظر في التهج التقليدي والكلاسيكي الذي يطبع تدبير الشأن المحلي بالمدينة،الذي لا تواكبه تنمية محلية مستديمة،ولا يسايره تشييد مرافق أخرى ضرورية كمحطة طرقية للنقل ، كصيدلية ليلية كسوق بلدي للخضر والفواكه، ك …ك … كحي صناعي يمتص البطالة الكبيرة بالمدينة،كتنقيل السوق الاسبوعي،كاحداث مستشفى وغير ذلك كثير.
لا بد اذن من مراجعة الاستراتيجية التي تطبع مزاج المنتخبين المحليين نحو خريطة طريق جديدة لتدبير شأن المدينة تكون كاملة ومكمولة نحو الاولويات والضروريات والاتجازات الاجبارية الموكولة على عاتق البلدية،فالتوسع الاسمنتي ومفاتيح السكن العزيز وكثرة المقاهي ليست مؤشرا حقيقيا للتنمية المحلية المنشودة.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=9178