الحراك الآزموري مر منذ القدم من مراحل معينة بانتكاسات موجعة و مرهقة… لتحقيق الإصلاح السياسي و الديمقراطي الشامل والجذري.
تحقيق الإصلاح السياسي و الديمقراطي الشامل و الجذري، كما ذكرنا ذات مقال، لا يتم “بكبسة زر”، بل هو عمل مستمر و تراكمي، شاق أحياناً و يحتاج إلى صبر و قوة تحمل و مثابرة، فقد مر الحراك الآزموري منذ القدم في مراحل معينة بانتكاسات موجعة و مرهقة لكنها تبقى ضمن سياق المجرى العام للتطور؛ تراجعات مؤقتة طالما كانت قوى التغيير الديمقراطي واعية لطبيعة المرحلة و مدركة لموازين القوى السياسية والاجتماعية و الثقافية، إذ سرعان ما يعود الحراك الآزموري إلى زخمه الطبيعي، خصوصاً إذا كانت المطالب الساكنة و القوة الحية المؤمنة بالتطور هي نقطة الارتكاز التي ينطلق منها مشروع الإصلاح السياسي و الديمقراطي .
من هذا المنطلق من المفترض الابتعاد عن الانشغال المبالغ فيه بلجة التفاصيل الصغيرة حول بعض القضايا الهامشية، أو الدخول في خلافات جانبية، أو تضييع الوقت بالحديث عن أعراض المشاكل العامة التي أصبحت اليوم لا تعد و لا تحصى بسبب سياسات مبتورة و عرجاء بل جوفاء تصب في خندق المصلحة الشخصية، أو الوقوف كثيراً أمام المظاهر المتعددة و الواضحة للفساد بأشكاله كافة لا سيما الفساد السياسي؛ لأن ذلك يعتبر هدراً للجهود المخلصة التي تسعى على الدوام إلى تحقيق الإصلاح الديمقراطي الازدهار الاجتماعي، حيث إن مظاهر الفساد السياسي، الذي يعتبر أكثر أنواع الفساد شراسة في آزمور، و هو السبب الرئيسي لأنواع الفساد الأخرى المسكوت عنها لغاية يعلمها الوصوليين المحليين، لن تختفي طالما ظلت أسبابه قائمة، فأعراض المرض، كما يعرف الأطباء، سوف تستمر و قد تتفاقم وتسبب أمراضاً أخرى ما لم تعالج أسبابه الجذرية .من هنا تأتي أهمية المشروع السياسي للمعارضة التقدمية المحلية، الذي تحدثنا عنه غير مرة في هذه الزاوية، بيد أن مشروع الإصلاح السياسي والديمقراطي في حد ذاته غير كاف ما لم تكن آلية تنفيذه واضحة وواقعية؛ على أن يقوم بتبنيه و طرحه على الرأي العام والعمل على تحقيقه قوى سياسية مدنية ديمقراطية واعية تؤمن بالديمقراطية كمنظومة متكاملة لإدارة شؤون البلاد و العباد والمجتمع، وليست قوى انتهازية وصولية مخربة للبلاد و مزيفة أو متخلفة ومعادية للديمقراطية، أو زعامات سياسية تبحث عن بطولات فردية و مكاسب شخصية على حساب القضايا العامة. بكلمات أخرى، نجاح قوى الإصلاح والتغيير الديمقراطي في تحقيق مشروعها السياسي لا يتوقف فقط على وضوح المشروع و واقعية آليات تنفيذه و نضج الظروف الموضوعية، بل أيضا على قدرة هذه القوى المحلية على توحيد صفوفها على أسس سليمة، و الإعلان عن نفسها بشكل واضح، و هو الأمر الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار في التحركات والأنشطة السياسية القادمة بأذن الله .
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=1899