أزمور أنفو24 المتابعة:عبدالواحد سعادي
الزاوية بركة ماء ورد زكي ،عطرة طاهرة ونقاوة للنفس الأمارة بالسوء ،ماء عذب ،خريره رباني ينساب من الأعالي ،نسمات علوية روجانية تخيم على أجوائها وفضائها ،الزاوية مرتع أدب وخلق،صدر رحب وفؤاد طيب وطلعة بهية ،شفاء من أمراض الشيطان وحب في الله وعشق للمصطفى عليه السلام،في الوقت الذي بدأ فيه الأمراء المرابطون يتأثرون بالحضارة الأندلسية وينغمسون في ثرفها،ظهرا بالمغرب عدة رباطات وزوايا دينية كان جلها بدكالة الممتدة من نهر أم الربيع الى نهر تانسيفت والى مشارف جبال الأطلس الكبير،وربما كان من أقوى أسباب ظهور هذه الرباطات وجود الحركة البورغواطية في بلاد تامسنا المجاورة لدكالة وأهم هذه الرباطات: دار المرابطين التي كانت موجودة بكندافة على وادي نفيس وهم مصامدة من مصامدة الأطلس الغربي على حدود دكالة- رباط أبي النور عبدالله بن واكريس المشنزائي شيخ مولاي بوشعيب بسيدي بنور بدكالة – رباط تيط أو رباط أولاد امغار الصنهاجيين قرب الجديدة – رباط سيدي شاكر الرجراجي بوادي اتسيفت في بلاد أحمر،أي بلاد دكالة الكبرى -رباط أغمات الذي يقع على حدود دكالة. يقول الشوافنة أنهم من ذرية الشيخ أبي شعيب وأن لهم الحق في ادبير شؤون الزاوية وهم يتوفرون على ظهائر عديدة تثبت حقهم في ذلك ،وأقدم هذه الظهائر يحمل تاريخ 1076 ه “1665 م ” ،وقد ورد ذكر النسب الشوفاني في ظهير مؤرخ أواخر شعبان 1126 ه “1714 م” عليه طابع مولاي اسماعيل .ويقضي تظره الشريف اقرار حفيد سيدي ابي شعيب السارية على رأس زاوية جده بصفته مقدما ومدافعا على حقوق هذه الزاوية في الزيارات والهدايا وريع الحبس والصدقات اليه يرجع أمر تسيير وتدبير شؤون الزاوية لا يشاركه في ذلك أحد ،فهو الذي يقرر ما يشاء في استقبال الضيوف وحراسة الغادي والرايح ويحرص على فعل الخير ومنع الظلم ويحيط جناب السلطان علما بكل ما يخالف الشرع والسنة ،وعليه أن يخاف على نفسه ان هو اخفى على جنابه امره من شأنه أن يحدث الفتن. الزاوية الفوقانية والزاوية التحتانية والزاوية الدرقاوية والزاوية الجديدة زواوية احمادشة وزاوية عيساوة،هنا التبرك ،هنا الاجلال والتقدير ،هنا الدعاء والابتهال والزهد والتهجد واقامة الليل والنهار وقيام الليل ،وعبق الدين الحنيف المرود للتفوس المغرورة والقلوب المهزوزة. الزاوية الناصرية المهدمة حاليا بالدرب الفوقاني بدائرة المدينة طواها الزمن. الزاوية القادرية بدائرة المدينة ويعد الحاج عبدالعظيم عشماوي مقدما لها رفقة بعض الشباب الروحانيين ،وبجانبها الزاوية المختارية المهدمة بدورها ،ودار الضمانة ،الزاوية التهامية بالقصبة بالملاح بدائرة المدينة العتيقة. الزاوية العيساوية مكلف بها اليوم الحاج العربي الزاوية والحمدوشية بجانبها مكلف بها حسن فرحات بلمهدي والزاوية الغازية مكلف بها الحاج العربي الخضراوي والزاوية الكتانية يعتبر يوسف الدريجي القيم عليها،والزاوية العيساوية المدينة القديمة مقدمها الحاج بن خامة حسن،والزاوية التيجانية بسيدي لبخديم قيم عليها عبدالله ابليلة ،أما الزاوية التهامية – دار الضمانة – فالمكلف بها ومقدمها هو ابراهيم الخلفي وأخيه مصطفى الخلفي وتصلى بها الصلوات الخمس وصلاة التراويح الرمضانية وكذا الزاوية البدوية والتيجانية والقادرية والحمدوشية تصلى بهم التراويح في شهر رمضان الأبرك . وأما الدرقاوية فمقدمها الحاج محمد اكفيتة يقرأ فيها دليل الخيرات كل يوم خميس رفقة مجموعة من المحبين مع مقدم دليل الخيرات الكحلاوي والحاج المكي صباطة ،امامها الزاوية المعاشية المهدمة المنسية بجانبها الزاوية الحمدوشية الثانية يعلم فيها الفقيه الحاج بوشعيب الفارسي أبناء المسلمين القرآن الكريم،هذه الأجواء الربانية الروحية جعلت فقيها مريدا يؤسس لجمعية الشاذلية للطرق الروحية بجهة دكالة عبدة هو عبداللطيف مجيب من أزمور لا يفوتني ذكر اسمه وأنا أخوض في هذا المجال الديني الرباني الروحاني. 23 زاوية بمدينة أزمور ،كل زاوية إبان مجدها تفتح بابها بعد صلاة العصر وجميع مريديها يذكرون الله تعالى بمختلف الصيغ كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم / حيث تسمع أصواتهم العذبة إذا مررت بجانب زاوية من الزوايا،أصوات مبتهلة خاشعة متدرعة بأنواع الأدعية والابتهالات الى بعد صلاة المغرب،لعل كبار المريدين صاروا جميعهم الى عفو الله. هكذا الازموريون الحقيقيون الاصليون معظمهم رباني ،روحانيون بالطبع،في لباسهم نخوة وعلى لسانهم نغمة مهذبة راقية ،معظمهم مريدي الزوايا ،الحرفيون،الدرازون والنجارون،واللحامون والخرازون والخياطون والتجار والعطارون وكافة أطياف مدينة أزمور وساكنتها في زمنها الجميل كانوا يتركون محلاتهم وحوانيتهم ويأتون الزوايا ابتغاء وجه الله تعالى. هذا ما قدرني الله على ابرازه في هذه المقالة معتذرا لرجال الزوايا الاخيار ولرجال الصوفية الابرار،ولاولياء الله الصالحين الذين يعيشون معنا في الحاضر ولا تعرفهم ،لهؤلاء الرجال الصفوة أطأطئ رأسي تبجيلا وتقديرا ،فذلك ما اعرفه ،وألتمس منهم تزويدي بمعلومات مستفيظة كي أشعل القناديل التيرة لهذه الزوايا المحترمة ولايحاء تراثها وذاكرتها المنسية ،حتى نقوم باقلامنا اعوجاج أمزجة الشباب تجاهها ،نحو أدوارها العقلية والوجدانية والروحية كأسس للعلم والمعرفة والتعبد والعقيدة الاسلامية .فالجهل بالزاوية أو الزوايا الازمورية ،آفة غير طبيعية لا يجب أن نقبل حياتها بيننا ،والمفروض أن نتصدى لهذه الآفة ولهذا الوباء حتى لا يستحكم في شبابنا الازموري ،والمواجهة تتطلب أن يزودنا أخيار الزوايا ورجالاتها بالمعلومات الكافية الشافية كي نحولها الى مقالات ومواد صحافية ننشرها للشباب كي يستفيد ،وأجرنا وإياكم على الله فهو سيد الأحراء في هذا الزمن الرديء. ورحم الله مولانا الحسن الثاني نور الله ضريحه المحب،المريد،العاشق الكبير للزوايا المغربية،ففي إحدى المناسبات عبر جلالته طيب الله تراه عن رأيه في تغيير ألقاب حملة الشهادات العليا من الدكتوراه والماجيستير والليسانس الى القاب الشيخ والفقيه ،فحامل الدكتوراه يلقب بالشيخ وحامل الدبلوم يلقب بالفقيه تعبيرا عن اعراف وتقاليد لها جذور في البيئة المغربية ،كانت فكرة عابرة ،لو تحققت لما كانت نشازا في المجتمع الفكري والعلمي والثقافي المغربي.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=33526