أزمور أنفو 24 متابعة
أخيرا..وضع الوداد الرياضي لكرة القدم، نقطة نهاية لملف بحثه عن مدرب جديد، بتعاقده مع ابن الفريق مصطفى شهيد الملقب بـ”الشريف”، بموجب عقد يمتد لموسم ونصف. لقد تابعنا في الفترة الماضية، كيف أن الشريف كان واحدا من أشد المعارضين لعبد الإله أكرم رئيس الوداد، بل إنه انخرط ضمن صفوف الفريق، بهدف الإطاحة به، وردد أكثر من مرة أنه حان الوقت ليرحل أكرم عن الوداد، وأن بقاءه في هذا الفريق مضيعة للوقت. لقد قال الشريف في أكرم ما لم يقله مالك في الخمر، لكن المثير اليوم، هو أن الشريف الذي ظل يقيم الدنيا ولا يقعدها، ودخل في تحالفات من أجل الإطاحة بأكرم، لم يتردد اليوم في الاعتذار بشكل علني لأكرم، مقابل أن يصبح مدربا للفريق “الأحمر” ويتقاضى راتبا شهريا لا يقل عن ثمانية ملايين سنتيم. ليست هذه المرة الأولى التي يقيم فيها الشريف الدنيا ولا يقعدها من أجل أن يصبح مدربا للوداد، لكن ما حدث اليوم يبدو مفضوحا. لقد رفع الشريف شعار التغيير والإصلاح في الوداد، وصاح في وجه أكرم “ارحل”، وقال أي شيء وكل شيء، لكنه في النهاية أصبح مدربا للوداد، وفي مكتب مسير يرأسه عبد الإله أكرم، مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول مواقف الرجل، وحول الأهداف الحقيقية التي ظلت تحركه. إن من حق الشريف أن يطمح لقيادة الوداد، وأن يصبح مدربا لهذا الفريق العريق، وأن يحلم بالحصول على لقب البطولة، لكن أليس عيبا أن يتحول لاعب من حجم الشريف إلى “حياح” يطالب برحيل رئيس الفريق مقابل الحصول على منصب في الوداد؟ أليس عيبا أن تصبح المطالبة بالتغيير، وسيلة لتحقيق أهداف شخصية؟ أليس عيبا أن لاعبين دوليين سابقين، يبيعون أنفسهم بأرخص الأثمان؟ لقد سقطت آخر أوراق التوت عن الشريف، بل إن ما وقع كشف بالواضح، أن الوداد ضحية لمجموعة من الانتهازيين، وان الفريق يدفع اليوم غاليا ثمن سوء التدبير، وثمن وجود من يبحثون عن مصالحهم الشخصية بدل مصلحة الفريق، ولذلك، فإن هذا الفريق سيظل يعاني، لأن محيطه غير سليم، وملوث، ولأن هناك الكثير من متصيدي الفرص، ولأن المكتب المسير بدوره يلعب على هذه التناقضات من أجل البقاء.
جمال اسطيفي (المساء)
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=5628