المتابعة: جمال اسطيفي صحيفة “المساء” العدد :2469
اكتفى حسن بوطبسيل مدير قناة «الرياضية» بسحب الهواتف النقالة من ثلاثة من أبرز وجوه القناة وهم: سفيان الراشدي وهشام فرج ويسري المراكشي الذين طالبوا بتحسين ظروف العمل في القناة وفي البرامج التي يقومون بتنشيطها، حتى يقدموا منتوجا أفضل ينال رضى المشاهد.
كان من المفروض في بوطبسيل أن يتعامل مع رسائل المنشطين، كما يتعامل أي مدير محترف ومهني، هدفه الأول والأخير هو الدفع بالقناة التي يشرف عليها نحو الأفضل، بدل إعادتها إلى الخلف، وقتل كل بوادر الأمل داخلها، فعندما تضرب الغيرة على منتوج القناة صحفيين يعملون داخلها، فهذا أمر يجب أن يجعل مدير القناة «يتنطط» فرحا، ويصفق للمبادرة، بدل أن يضع العصا في العجلة.
وإذا كان بوطبسيل تعامل مع رسائل الزملاء المنشطين، بمنطق «اشربوا البحر»، إلا أن هذه الرسائل يجب أن تشكل مدخلا لمناقشة ما يحدث في قناة وضعت عليها آمال كبيرة لتقوية المشهد الإعلامي الرياضي المغربي، فإذا بها تتحول إلى «مسخ»، وإلى أصفار على الشمال في معادلة الإعلام الرياضي التلفزيوني المغربي.
أما لما سئل بوطبسيل عن ما يحدث في القناة، فإنه قال في تصريحات صحفية مستفزة إن القناة لا تتوفى على كفاءات، لكن المتتبع يمكنه أن يلاحظ أن بوطبسيل يحارب ما تبقى من كفاءات، ويفتح الباب أمام بعض عديمي الكفاءة، لغايات وأهداف يعرفها الكثيرون، هذا دون الحديث عن أن الرجل حريص في البرامج التي يشرف عليها بآلة التحكم عن بعد على استضافة الأصدقاء والخلان، بدل متابعة ما يجري من أحداث رياضية ووضعها تحت المجهر.
في قناة «ميدى 1 تي في» تحول برنامج «بطولتنا» الذي يديره باقتدار الزميل الصحفي نوفل العواملة إلى قناة قائمة الذات، فهذا البرنامج لوحده أفضل بكثير من كل ما تقدمه قناة «الرياضية» على مدار الأسبوع، لأنه يقدم منتوجا إعلاميا حقيقيا، ولأنه يطرح للنقاش الكثير من القضايا الشائكة، التي لا نعرف إلى اليوم لماذا لا يجرؤ بوطبسيل على السماح لصحفيي القناة بتحويلها إلى دائرة النقاش، مكتفيا بالأخبار الرسمية لرؤساء الفرق والجامعات، وكأن ما يحدث في المشهد الرياضي المغربي لا يعنيه في شيء، بل إن حتى مباريات البطولة «الاحترافية» التي تملك القناة حقوق بثها اصبحت تقدم بشكل بئيس، بدون تحليل ودون برامج تواكبها، وكأن الأمر يتعلق بقناة رياضية في جيبوتي أو جزر القمر مع الاحترام التام لهذين البلدين.
منذ أن جاء بوطبسيل إلى «الرياضية» وهذه القناة تتراجع بشكل فاضح، بل إن المرء يتساءل هل ما يحدث يتم بشكل مقصود؟
أما المثير أكثر فهو أن فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية والذي لايعنيه في القناة إلا رياضة التنس، يتابع ما يجري بهدوء مستفز، وكأنه ليس مسؤولا عن هذه القناة وعن تطويرها، أما الأكثر غرابة فهو أنه كافأ مدير الرياضية على البلادة التي يقدمها للمشاهد المغربي، وأضاف له مسؤولية اقتناء حقوق البث التلفزيوني.
قناة «الرياضية» لاتعدم كفاءات يمكن أن تمضي بالقناة في الطريق الصحيح، لكن الكفاءة الحقيقية تغيب على مستوى القيادة، خصوصا وأن «الكفاءة» أصبحت توظف في أمور تخدم الأشخاص ولاتخدم القناة.
جمال اسطيفي صحيفة “المساء” العدد :2469
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=10305