فجر فؤاد مسكوت رئيس الجامعة الملكية المغربية للمصارعة ورئيس الاتحاد الإفريقي للرياضة ذاتها، قنابل من عيار ثقيل في ندوة صحفية عقدها أول أمس الخميس بمدينة الجديدة.
لقد كشف مسكوت أن الرئيس السابق كان يتلاعب في مالية الجامعة، والإشارة هنا واضحة إلى محمد بن زهير العبدي، وقال بالحرف إن 70 مليون سنتيم تخص صفقة بمركز بوركون، تبخرت منها 60 مليون، بينما وضع موظف وزاري 10 ملايين في جيبه، كما كشف عن تحايل قامت به الجامعة السابقة على إدارة الجمارك، إذ أنها حصلت على بساطين للمصارعة كهدية من الاتحاد الدولي، واستفادت الجامعة من إعفاء ضريبي، لكن في التقرير المالي للجامعة تم تسجيل رقم 25 مليون سنتيم على أساس أنها دفعت لإدارة الجمارك بينما الأمر يتعلق بمعاملة مالية لم تتم، هذا دون الحديث عن شيك بنكي في اسم الجامعة، قال إن الرئيس السابق وضعه في الحساب الشخصي الخاص بزوجته، و26 ألف فرنك فرنسي تم الحصول عليها عن طريق الوزارة ومكتب الصرف لتوضع في حساب الاتحاد المصري كرسومات للمشاركة، لكن تبين في ما بعد بحسبه أنها أخذت طريقا آخر بعد أن راسل الاتحاد المصري الجامعة الحالية، علاوة على ما يقارب 45 الف أورو رسومات مشاركة الدول في بطولة إفريقية بتشاد، لم توضع في حساب الاتحاد الدولي وزعم الرئيس السابق أنها سرقت منه بمطار نجامينا بتشاد.
المعطيات المثيرة التي أدلى بها مسكوت في الندوة الصحفية، تسائل الجميع، فمسكوت يقول إن لديه أدلة دامغة وحججا ووثائق تدين “المتورطين” بحسبه، وأولهم رئيس الجامعة السابق.
وبالتأكيد فمسكوت لو لم يكن يتوفر على أدلة لما عقد ندوة صحفية ولما كشف عن هذه المعطيات، لأن غياب الأدلة من شأنه أن يحول الأمر إلى تشهير موجب للمسائلة القضائية، خصوصا أن الأمر يتعلق باتهامات ثقيلة جدا.
لكن في المقابل، فإذا كانت الاتهامات صحيحة، فإن المفروض أن ينقل الملف إلى ملعب القضاء، وأن تتم محاكمة المتورطين، فالأمر يتعلق بتزوير واختلاس ونهب وتحايل على إدارة عمومية وفساد بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
عندما سألت “المساء” مسكوت عن سبب عدم كشفه عن المعطيات المتعلقة بالاختلاسات في وقت سابق، قال إنه أخبر الجهات المعنية، وأولهم الوزارة.
لقد قلنا أكثر من مرة إن مال الرياضة “سايب”،وإن هناك غيابا للمحاسبة والمساءلة، وأن هذا الأمر شجع كثيرين على وضع اليد عليه.
اليوم من المفروض أن تتحرك الأجهزة المسؤولة، وأن يتحمل كل طرف مسؤوليته لتنظيف المشهد الرياضي ووضعه على السكة الصحيحة.
لقد فتح مسكوت ثقبا في جدار سميك، لكن الأساسي أن يتم التقاط الإشارة ومحاسبة المتسيبين، أما دون ذلك، فإن ديناصورات جدد سيولدون في الرياضة المغربية، وسيغتنون وسيحققون مصالحهم الشخصية، وفي النهاية سيغادرون كأن شيئا لم يكن، أما الخاسر الأكبر فهم فلذات أكبادنا، وأبطال المستقبل وصورة المغرب.
رجاء تحركوا، فقد طفح الكيل.
جمال اسطيفي “المساء” عدد 2483
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=10610