ازمورانفو24:
تقدم موسم قلع الشمندر السكري بجهة الدار البيضاء سطات في ظروف جيدة بالرغم من قلة التساقطات المطرية و الموارد المائية المخصصة لسقي المدار السقوي لدكالة – جهة الدار البيضاء-سطات
بلغت المساحة المزروعة من الشمندر السكري برسم الموسم الفلاحي 2019/2020، 18.051 هكتارا منها 12.388 هكتار بالري الكبير(منها 2.698 هكتار مسقية بتقنية الري بالتنقيط) و 5.663 هكتار بالري عبر ضخ المياه الجوفية ، أي ما يمثل أكثر من 100% من البرنامج المسطر بداية الموسم الفلاحي الذي تميز بنقص حاد في مخزون المركب المائي المسيرة- الحنصالي و قلة التساقطات المطرية و الذي كان له أثر مباشر على المساحة المزروعة. و تتوزع مساحة الشمندر السكري حسب الأقاليم على النحو التالي:
– إقليم الجديدة: 1.361 هكتار منها 380 هكتار بالري الكبير و 981 هكتار بالري عبر ضخ المياه الجوفية،
– إقليم سيدي بنور: 14.232 هكتار منها 10.994 هكتار بالري الكبير و 3.238هكتار بالري عبر ضخ المياه الجوفية،
– إقليم آسفي: 1.726 هكتار منها 1.707 هكتار بالري الكبير و19 هكتار بالري عبر ضخ المياه الجوفية.
و قد استفاد من زراعة الشمندر السكري برسم هذا الموسم الفلاحي 11.262 فلاح منهم 10.048 بالمدار السقوي لدكالة و 1.214 بالمناطق التي تعتمد في السقي على ضخ المياه الجوفية .
و قد عرف الموسم الفلاحي 2019/2020 ظروف مناخية غير ملائمة تميزت بقلة تساقطات مطرية التي كانت جد محدودة تقدر بـ 168 ملم إلى غاية 12/05/2020، أي بانخفاض 26٪ مقارنة مع الموسم الفلاحي السابق (226 ملم) في نفس الفترة و 52 ٪ مقارنة بمعدل أزيد من 50 موسم فلاحي في نفس الفترة. وقد تفاقم تأثير هذا الانخفاض في كمية الأمطار بسبب التوزيع السيئ وغير المنتظم، فضلا عن ضعف حقينة المركب المائي المسيرة – الحنصالي، حيث تصل نسبة ملء 17٪ مقابل 26٪ خلال الموسم الماضي في نفس الفترة و مقابل 22٪ خلال انطلاق الموسم الحالي (شتنبر 2019) و ضعف الحصة المائية المخولة لسقي المدار السقوي لدكالة، لكن رغم الظروف الصعبة و بتضافر جهود جميع المتدخلين في القطاع، تمكنت الجهة من الوصول إلى مساحة 18.051 هكتار، لا تختلف كثيرا عن مساحة الموسم المنصرم التي ناهزت 19.626 هكتار.
و قد انطلقت عملية زرع الشمندر السكري مبكرا في شهر أكتوبر 2019 حيث تم زرع 5.937 هكتار (33٪)، و 7.000 هكتار خلال شهر نونبر (39٪) و 4.451 هكتار خلال شهر دجنبر (24٪) و 663 هكتار خلال شهر يناير 2020 (4٪).
و نظرا للأهمية التي يوليها المخطط الفلاحي الجهوي لزراعة الشمندر السكري ونتائج الموسم الفلاحي الفارط 2018/2019 الذي تميز بتسجيل أرقام قياسية سواء من حيث الإنتاج الذي فاق 1,7 مليون طن أو من حيث إنتاج السكر الذي يبلغ 230 ألف طن أو من حيث المردود المتوسط في الهكتار الذي سجل رقما تاريخيا بالمنطقة حيث و صل إلى 88,6 طن/هكتار فقد عرف الموسم الحالي إقبالا مهما من الفلاحين على زراعة الشمندر السكري مما أدى إلى تكثيف الجهود لتحقيق البرنامج المسطر بداية الموسم الفلاحي.
لهذا، و بالنظر للدور السوسيو إقتصادي الذي تلعبه زراعة الشمندر السكري بالمدار السقوي لجهة الدار البيضاء سطات، فقد عقد المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة و باقي شركائه في إطار اللجنة التقنية الجهوية اجتماعات مكثفة خلال الموسم الفلاحي 2019/2020، كان الهدف منها إنجاح الموسم عن طريق التتبع الدقيق لجميع مراحل إنتاج الشمندر السكري و اتخاذ تدابير محكمة لتجاوز هذه الوضعية الصعبة على رأسها إحكام عملية للسقي و تقنين استعمال المياه وكذلك وضع برنامج الزرع وبرنامج السقي والمتابعة المستمرة للزراعة و وتعميم الزرع الميكانيكي لجميع المنتجين من أجل إنجاح عملية الإنبات وتوفير المدخلات الفلاحية اللازمة من استعمال لأصناف البذور أحادية الجنين المقاومة للأمراض و المتميزة بإنتاجيتها العالية و الأسمدة و المبيدات و كذا المواكبة و التأطير للمنتجين في كل مراحل الإنتاج و التي مكنت من إنجاز أشغال الصيانة في الوقت المناسب بالإضافة الى وضع برنامج للقلع.
كما نظمت اللجنة التقنية أياما تحسيسية و تكوينية لفائدة الفلاحين حول تقنين و ترشيد عملية السقي و التسميد و أهمية الزرع المبكر والقلع المبكر، والحرث العميق، والمحافظة على الدورة الزراعية والسقي في الوقت المناسب و محاربة الأمراض الناتجة عن الحشرات والطفيليات وشملت هذه العملية عدد كبير من الفلاحين بهدف تحسين الإنتاج والمردودية.
و قد تم قلع و شحن 450.000 طن من الشمندر السكري إلى غاية 2020/06/07 بواسطة آلات القلع و الشحن تم نقلها إلى المعمل.
و منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر، ساهم هذا الأخير بدور كبير في النهوض بالقطاع، من خلال نهج مقاربة تشاركية لكل الفاعلين في القطاع، ونخص بالذكر المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي لدكالة، و شركة كوسومار إلى جانب جمعية منتجي الشمندر السكري، و الغرفة الفلاحية، حيث تم تعميم البذور أحادية الجنين إلى جانب مكننة الزرع و القلع و التخطيط الجيد لعملية السقي و ترشيد استعمال الأسمدة و المبيدات بالإظافة إلى التسيير الجيد و اعتماد التقنيات الحديثة، كما تم تسجيل ارتفاعا في استعمال الآلات الفلاحية و صلت إلى تعميمها خلال هذا الموسم الفلاحي بما فيها القلع الميكانيكي للشمندر السكري في ظل الإجراءات الإحترازي لمحاصرة جائحة كورونا فيروس. و قد تم تأطير و مواكبة حولي 11.262 من منتجي الشمندر السكري بالجهة بهدف التغلب على جميع المعيقات خلال الموسم الفلاحي الحالي.
كما تم اتخاذ تدابير إضافية مهمة من طرف الدولة في إطار مخطط المغرب الأخضر تتعلق بمتابعة إنجاز البرنامج الوطني لاقتصاد مياه الري، ومتابعة المساعدة التقنية لصالح الفلاحين لإنجاز مشاريع مقتصدة لمياه السقي والاستفادة من المساعدات الممنوحة من طرف الدولة لصالح الفلاحين في إطار صندوق التنمية الفلاحية . حيث تتراوح معدلات الدعم بين 80 و100 بالمائة حسب المساحة المخصصة تهذف بالأساس إلى تشجيع الفلاحين على استخدام تقنيات تساهم في ترشيد مياه الري (نظام السقي بالتنقيط).
و تعد زراعة الشمندر السكري من الزراعات الأكثر انتشارا بمنطقة دكالة و رافعة للتنمية المحلية في جهة، بالنظر إلى تواجد معمل السكر كوسومار بسيدي بنور، و الذي يعد أكبر وحدة إنتاجية على الصعيد الوطني بمعدل الطاقة الإستعابية 14.500 طن/اليوم، علما بأن إنتاج السكر تضاعف مرتين خلال الخمس سنوات الأخيرة. و تعتبر سلسلة الشمندر السكري من أهم القطاعات المنتجة على صعيد جهة فهي تساهم ب 40 % من الإنتاج الوطني من الشمندر السكري و ذلك نظرا للمؤهلات الطبيعية التي تزخر بها و الملائمة لزراعة الشمندر السكري، فضلا عن المجهود المستمر للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة وكذا الإجراءات التحفيزية التي اتخذتها وزارة الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية و القطاع البيمهني بالإظافة إلى تمكن الفلاح في السنوات الأخيرة من تطوير آليات الاشتغال و الاختيار الجيد للبذور والأسمدة وكذا التنسيق الجيد بين جميع المتدخلين في هذه السلسلة الفلاحية الإنتاجية، الأمر الذي يخلق رواجا تجاريا مهما حيث يساهم القطاع في تحسين دخل الفلاحين وتوفير فرص الشغل لليد العاملة (مليوني يوم عمل في السنة) بالإضافة إلى تنمية المنطقة و تنشيط العديد من المجالات كالمساهمة الفعالة في خلق شركات مانحة للخدمات. مما جعل هذه السلسلة الإنتاجية تحظى بأهمية خاصة في إطار المخطط الفلاحي الجهوي، وباهتمام وتتبع دائمين من طرف اللجنة التقنية الجهوية للسكر، المكونة من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة، وجمعية منتجي الشمندر السكري، ومعمل وحدة كوسومار لإنتاج السكر بسيدي بنور و الغرفة الفلاحية لجة الدار البيضاء
و قد تم الإستعداد لموسم قلع الشمندر السكري بتدابير اسثنائية من طرف معمل السكر و اللجنة التقنية و ذلك باتخاذ الترتيبات المتعلقة بعملية قلع وشحن الشمندر السكري مع الأخذ بعين الاعتبار الظرفية المتميزة لهذا الموسم، خاصة وأنها اقترنت بوباء كورونا فيروس “كوفيد- 19″، الأمر الذي استوجب من خلاله مراعاة الجانب الوقائي والاحترازي لفائدة جميع المتدخلين في سلسلة الإنتاج (منتجو الشمندر السكري، أرباب الشاحنات والشركات المتخصصة في عملية قلع وشحن الشمندر، وأطر وعمال معمل السكر والشركات المياومة…).
كما اتخذ معمل السكر كوسومار بسيدي بنور جميع الإجراءات احترازية والاستباقية لمحاربة جائحة “كوفيد-19 لكي يمر موسم قلع الشمندر السكري لعام 2020 في ظروف جيدة في ظل الجائحة. و قد سطر معمل السكر كوسومار بسيدي بنور برنامجًا متكاملا لمكافحة كورونا فيروس يرتكز على ترسانة من الإجراءات الصارمة تتكون من 34 إجراء وقائي ضد Covid 19 مع الأخذ بعين الاعتبار الإجراءات المتخذة من طرف وزارة الصحة بهدف حماية صحة موظفي و عمال المعمل وشركائه . من أهم التدابير الاحترازية والاستباقية التي اتخذتها المعمل واللجنة التقنية للشمندر السكري لمكافحة جائحة “Covid-19”:
– تعميم عملية القلع الميكانيكي للشمندر السكري،
– دفع مستحقات محصول الشمندر السكري للفلاحين عن طريق التحويل المصرفي،
– حظر التجمع بين الفلاحين و سائقي الشاحنات ومقدمي الخدمات الفلاحية،
– تحسيس الفلاحين لاستعمال الكمامة من طرف الفلاحين في البقعة الفلاحية، إلى جانب المطهرات وغسل اليدين بالماء والصابون كل ربع ساعة،
– حظر الاجتماعات بين أعضاء اللجنة التقنية، حيث يتم تبادل المعلومات عن طريق الهاتف أو تقنية التداول بالفيديو visioconférence،
– الإشعار بالقلع من طرف المعمل عن طريق الرسائل القصيرة ومراقبة حركة الشاحنات والآلات باستخدام تقنية تحديد المواقع،
– و طبقا لتعليمات السلامة الصحية للسلطات المحلية، تم استبدال الوسائل الورقية بخدمة الرسائل القصيرة من أجل إخبار الفلاح بالشحنات المسلمة للمعمل و كذا إمكانيتها الخامة،
– تخفيض عدد العاملين في معمل السكر بنسبة 50٪ من خلال إتاحة الفرصة لبعض الأشخاص للعمل من منازلهم “العمل عن بعد”، وخاصة المصابين بأمراض مزمنة ؛
– – تركيب كبينة تعقيم ذكية عند باب مدخل المصنع يعبر من خلالها الموظفون و العمال الواحد تلو الآخر تحت النفق ؛
– توفير جميع وسائل التعقيم وتوزيع الكمامات الواقية و المحاليل المائية – الكحولية المعقمة على جميع المشاركين في عملية القلع والنقل، علاوة على تعقيم المرافق والمعدات و جميع وسائل نقل الشمندر السكري داخل و خارج المعمل،
– استعمال الرقمنة في جميع المراحل من طرف المعمل، بدءا من الزرع إلى القلع، مرورا بتسليم المنتوجات إلى المعمل، وصولا إلى استخلاص مستحقات الشمندر لفائدة الفلاحين، سيُمكن من ضمان التباعد الجسدي بين جميع الفاعلين في القطاع،
– تحسيس بالممارسات الجيدة ضد الوباء عبر كبسولات تحسيسية و رسائل قصيرة لفائدة الفلاحين و العمال في الحقول و المستخدمين و مناولي الخدمات، وكذلك سائقي الشاحنات والجرّارات والآلات الفلاحية.
و قد كان لهذه التدابير أهمية قصوى في تقدم موسم قلع الشمندر السكري في ظروف جيدة.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=45233