أزمور أنفو24 المتابعة: عبدالواحد سعادي
من أجل سياسة المدينة هذه أطرح السؤال ؟
الدولة المغربية بكافة مشاربها لا تفكر في وضع أو بناء مراحيض عمومية بشوارع وفضاءات المدن المغربية..فهل لا زالت الحكومة تفكر بعقلية التبول على الحيطان وقضاء الحاجة بالهواء الطلق ؟
اقتراحي على الوزير سن أو وضع بنذ مادة بقانون التعمير يلزم ملاكي التجزئات العقا رية والمنعشين العقاريين ويجبرهم على إدراج مساحة للمرافق الصحية ( المراحيض ) بتصاميمهم المعمارية لإيجاد مراحيض عامة بكل ساحة وبكل شارع بالمدن المغربية ، لأننا نوفر بذلك النظافة للسكان والزوار كما نوفر لهم الصحة والكرامة، فمن العار أن تحيا مدننا الألفية الثالثة بلا مراحيض، إن كانت الدولة فعلا تؤمن بأن النظافة من الإيمان.
كتبت كثيرا بالمنابر الوطنية منذ 17 سنة في هذا الموضوع دون جدوى لأن أمزجة المسؤولين لم ترق إلى مدارج التحضر بعد ،لأني أجده إصلاحا وليس عبثا، فقبل 18 سنة قرأت للصحافية الأمريكية المناضلة الشهيرة ” رامونا بارت ” عما أسمته حربا صليبية قامت بها كي تعمم ” السيفون ” في مراحيض العموم بنيويورك ، والسيفون هو المضخة التي تكسح المرحاض وتنظفه، وقامت هذه السيدة الفدة الأنيقة بجمع التبرعات وشراء السيفونات وتزويد المراحيض بها فوجهت بذلك صفعة قوية لوجه الحكومة الأمريكية، أجبرتها على سن قانون بخصوص المراحيض العمومية بجميع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث جعلت هذه الصحافية دعواتها عملية بمؤازرة الشعب وتفوقت بكفاحها، وما أجمل أن نكافح لأجل ستر عيبنا وعوراتنا، وما أجمل أن نكافح من أجل النظافة، وما أجمل أن نخدم المواطنين وننظف شوارع مدننا ونطهرها من القذر والعفن والذباب ، حتى لايبقى عندنا مواطن واحد يتبول بمرحاض مقهى بدفع درهم أو درهمين مقابل تبول واحد، أو يتجه نحو حائط ليقضي حاجته أمام الملإ كما كان الناس عليه زمن العصر الحجري البائد….أجدادنا المؤمنون الطاهرون كانوا يسمون المرحاض (بيت الراحة) ولأننا أنانيون ولا نحب الحديث في نواقصنا وضعفنا الخلقي لا نولي أي اهتمام لهذا المرفق الصحي الحيوي في حياة البشرية جمعاء…..فمن اغتر بنفسه واستعلى ولم يسمع لصيحاتنا وندائنا بهذا الخصوص أقول له تأمل نفسك جيدا وأنت بالمرحاض ، فذلك أنت ولا يمكن أن تفترق عن التبرز بحرف واحد، فاصلحوا أحوالنا وأحوالكم أصلح الله بالكم ، فكلنا في هذا الهوى سوا..
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=13717