يكتبها عبد العظيم حمزاوي
وجد مجتمعنا المغربي في الصحافة المكتوبة منها الورقية و الرقمية، دون وسائل الإعلام الأخرى، وسيطا من أهم الوسائط التي يعبّر من خلالها عن طلباته و مواقفه، و تبين رأيه و تطرح همومه. و نجح رجال و نساء الصحافة في أحوال كثيرة في تحقيق هذه الإحتياجات.
لكن الملاحظ أن هناك من يحاول أن يكمّم فم الصحفي ويكسر قلمه حتى في أكثـر الأشياء إتاحة للنقاش والحوار، بل إن بعض مسؤولينا، سواء في قطاع الإعلام أو بالأحرى قطاع العلاقات العامة، لا يجدون حرجا في استخدام أي وسيلة لمنع الصحفيين من أداء دورهم، حتى و لو استخدموا أسلوب المنع و الحجب للمعلومة و النفي لها عندما تتسرب مهما كانت دقة مصداقيتها.
و على الدوام كثير من الشباب يبدأ مارسة هواية الكتابة في المرحلة الإعدادية أو قبلها أو بعدها، يكتب الخواطر وربا القصص و المقالات، و يتجرأ البعض بإرسال ما يكتب إلى الصحف “صحف الرصيف”. و لما صارت الصحف منها “جريدة الرصيف” لديها صفحات كثيرة وفراغ كبير؛ فإنها تنشر بعض هذه الكتابات دون تدخل كبير، ودون تقديم
النصح و المشورة للكاتب . ويظن الشاب أنه أصبح كاتبا بجرد ظهور كتاباته في الصحف و يسكنه الغرور ولكن الحقيقة عكس ذلك و غير ذلك، فليس هذا النشر دليلً على ذلك مطلقا و تستمر المحاولات تلوى المحاولات دون توجيه صحيح من قبل ريس التحرير أو مدير الجريدة الذي يكون في بعض الأحيان متطفل على الميدان ، حتى إننا نرى من أدمن الكتابة دون قدم يذكر. بل إن البعض عندما يرى إسمه مطبوعا تصيبه النشوة فيلجأ أحيانا الى إستعارة بعض كتابات غيره.
و علينا أن نذكر في هذا السياق أن : ”الصحافة ركن من أعظم الأركان التي تشيّد عليها دعائم الحضارة والعمران”.. إنها مقولة شهيرة قالها “نابليون بونابرت”، و لم يكن يبالغ أبدا فيما قال عن مهنة المتعب، فهناك كمٌّ هائل من الأدلة و الوقائع التي أثبتت صدقها، والتي راهنت عليها الصحافة في بلادنا و جعلتها شعارا ترفعه في كل المناسبات و الظروف.
و في نفس السياق أيضا، قال الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية، “توماس جفرسون”: ”أن أعيش في بلاد فيها صحافة و ليس فيها قانون، أفضل لدي من أن أعيش في بلاد فيها قانون و ليس فيها صحافة”. و هذا” هيغو شافيز”، رئيس فنزويلا، هو الآخر بدوره يعترف بشجاعته المعروفة: ”لا أخاف بوابة جهنم إذا فتحت أمامي، و لكني أرتعش من صرير قلم الصحفي”.. و قال أمير الشعراء “أحمد شوقي” في و صفه للصحافي: ”لكل زمان مضى آية… و آية هذا الزمان الصحفي”.
و أمام هؤلاء لا نستطيع إلا أن نردد عبارة “فولتير” النبيلة: ”الصحافة آلة يستحيل كسرها، و ستعمل على هدم العالم القديم ليتسنى لها أن تنشئ عالما جديدا”. و مغربنا العزيز و شعبه بقيادة العاهل محمد السادس نصره الله و أيده، و معه الصحافة الوطنية الملتزمة، تتقدم نحو المستقبل الزاهر المسطر و المنشود، و يخطئ خاطئ من يظن أنه قادر على منع تقدم بلادنا المغرب العزيز. و على حمايته تعهدنا و قسمنا قسم “المسيرة الخضراء” .
و تبقى ”الصحافة ركن من أعظم الأركان التي تشيّد عليها دعائم الحضارة و العمران”
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=7681