في أعقاب الجدل الواسع الذي خلفته المذكرة التي تقدم بها الفاعل الجمعوي نور الدين عيوش، لاعتماد الدارجة المغربية لغة للتدريس في المؤسسات التعليمية، و في خضمّ النقاش الدائر حول إصلاح منظومة التربية و التعليم، خرجت إلى الوجود وثيقة جديدة، عبارة عن مخطط يتضمّن مقترحات عدّة، لإصلاح منظومة التربية و التعليم.
المخطّط تقف خلفه فعّاليات أكاديمية ووزراء سابقون وسياسيون وقادة من الحركة الوطنية وفعاليات من مختلف المشارب، حيث يتصدّر لائحة الموقعين على الميثاق، الذي تمّ تقديمه صباح اليوم في ندوة بالمكتبة الوطنية بالرباط، كل من عبد الرحمان اليوسفي ومحمد بنسعيد أيت يدر و كريم غلاب و محمد الحبابي و شخصيات أخرى معروفة.
و قال الأكاديمي و منسق المبادرة الوطنية من أجل إصلاح التعليم، محمد سبيلا، إنّ المبادرة جاءت انطلاقا من النقاش الدائر حاليا حول موضوع إصلاح المنظومة التربوية و التعليمية، منم منطلق منظور وطنيّ خالص، من طرف فعّاليات من المهتمين، الذين حرروا بيانا من حوالي 15 صفحة، يتضمن المشاكل البنيوية و التنظيمية و مظاهر الخلل و أشكال التعثر التي تعاني منها المنظومة، بعيدا عن أي تحيّزات حزبية أو فئوية.
و أضاف سبيلا أنّ المسألة التعليمية تهمّ الوطن و تطور المغرب، “و نحن كمثقفين و نخب نتداعى للبحث عن حلول لاختلالات المنظومة التعليمية”، موضحا أنّ المبادرة لقيت ترحيبا واسعا من طرف الشخصيات الوطنية و النقابية و الأكاديميين و المثقفين، و ستُصحب بندوات و لقاءات مع المسؤولين لشرح مضامين المبادرة، و عدد من الدراسات و الاحصائيات التي ستنشر على الموقع الرسمي للمبادرة، الذي سيكون مفتوحا أمام الجميع من أجل الانخراط أو تقديم الاقتراحات.
من جهته قال محمد الخصاصي، المتحدث باسم اللجنة المشرفة على المبادرة، إنّ المخطط الذي أعدّته اللجنة يرتكز على أسس ثلاث، أوّلها واقع الاختلالات والتعثرات التي تطال المدرسة والجامعة المغربية، رغم ما تبذله الدولة من جهد لإصلاح قطاع التعليم، ثم الاشتغال العميق إزاء تداعيات هذا الواقع، و انعكاساته على المؤسسات التعليمية، ثم دعم الإرادة السياسية لإصلاح المنظومة التعليمية التي عبّر عنها الخطاب الملكي.
وخَلَت المبادرة، التي وصل عدد الموقعين عليها لحدّ الآن إلى 101 موقّع، من أيّ إشارة إلى المذكرة الأخيرة التي تقدم بها نور الدين عيوش لاعتماد الدارجة لغة رسمية للتدريس في مؤسسات التعليم، وعزا محمد الخصاصي ذلك إلى كون المبادرة ليست سوى مبادرة جزئية، و غير ذات موضوع، بينما مبادرة إصلاح بينما انشغال الرأي الوطني ينصبّ على البحث عن إصلاح شامل للمنظومة التربوية و التعليمية، و استدرك “نحن نعتبر أنّ أيّ نظام تربوي لا يمكن أن يكون إلا باللغة الوطنية، الحاملة للتاريخ و الحضارة و الفكر”، واصفا النقاش الذي صاحب مبادرة عيوش بـ”الجدل العقيم الذي لا يقدم شيئا”.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=2992