إن ظاهرة المخدرات أصبحت أكثر تفشياً بين طلاب المدارس الثانوية و كذلك بين طلاب الجامعات و الشباب في مجتمعنا بصورة غير مسبوقة. إن المشكلة تكبر و تتضخم و لا تبذل جهود كبيرة في هذا الاتجاه من قبل الجهات الرسمية و المحلية و بالرغم من خطورتها فإن مجلسنا المحلي لا يعيرها الاهتمام اللازم.
و يرجع تفشي الظاهرة إلى سباب كثيرة و منها:
غياب دور الأسرة المؤثر في الانتباه و التوعية لأبنائهم مما أوقعهم في شرك هذا الوباء المدمر جراء الغفلة الأسرية الكاملة و الانشغال بهموم الدنيا .
غياب دور المدرسة و القيام بتوعية طلابنا و شبابنا من مخاطر استعمال المخدرات و كذلك المشروبات الكحولية .
تزايد شرائح و أعداد العاطلين عن العمل و بالذات بالنسبة للمتسربين مبكرا من مدارسنا. يقابل ذلك عجز تام في التعامل مع هذه الظاهرة من قبل الجهات المعنية : مجالسنا المحلية.
زيادة معدلات الفقر والبطالة والفراغ الكبير لدى الشباب في مجتمعنا العربي .
المشاكل المزمنة و المستعصية الموجودة لدى نسبة كبيرة من العائلات تجعل الشباب يلجأون إلى استعمال المخدرات للهروب من هذه المشاكل.
الأوضاع السياسية و الاقتصادية السيئة التي تسود مجتمعنا.
و لعل الأخطر من كل هذا أن تكون وراء الظاهرة أهداف سياسية مدمرة غايتها استهداف أبناء أزمور بصورة أساسية و خلخلة المجتمع من الداخل و تقويضه. عندما تتحول المخدرات إلى مصدر دخل لتجار المخدرات أو إلى أداة سياسية لتدمير شبابنا فإن الأمر يتجاوز حدود المعالجات التقليدية المتبعة و لذلك يتطلب درجة كبيرة من التعاون بين مجالسنا المحلية لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة والمدمرة لشبابنا، كما يفرتض مراجعة جادة لبعض الجوانب الاجتماعية و التعليمية ذات العلاقة بالمشكلة و إجراء مسح و أبحاث لمعرفة حجم الظاهرة بين شباب مجتمعنا بهدف التوصل إلى وضع خطة عمل مشتركة و شامله تقوم على معالجات مباشرة للأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة أو إلى تسربها للمدارس و الى شبابنا في المدن والقرى و معالجة الأوضاع و المفاسد التي تؤدي إلى قابلية شباب مجتمعنا للانغماس فيها أو السماح بدخولها و تعاطيها و هي و لاشك كثيرة و ليس هذا المكان الإشارة إليها .
كلنا أمل أن تاخذ قيادات مجتمعنا مأخذ الجد معالجة هذه الظاهرة الخطيرة و وضع خطة شاملة للحد منها، و يجب التجنيد لتوعية شبابنا من الوقوع في شرك المخدرات و كذلك المشروبات الكحولية لكي نجنب شبابنا مخاطرها المهلكة.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=594