المتابعة: عبدالواحد سعادي
قبل الحديث في شهر رمضان الأبرك المقبل في حلقات صياغات صحفية قصصية وتحقيقية عن إحياء التاريخ الخالد لمدينة أزمور من قبيل التأصيل الثقافي لبروتوكولات زيارات ضريح مولاي بوشعيب العلامة الهمام الفهام الورع الولي بالتمام والكمال ومحاولات استئصال ومحو اسم أزمور ، والتنزيل لأصول الشعوذة والخرافة من قبل المستعمر الفرنسي في بدايات القرن العشرين ،وكيف استطاع الوزير العتيد آنذاك المرحوم إدريس البصري تقليم أظافر أزمور لمنح الفرصة أمام مدن وقرى الشاوية ،قبل هذا أو ذاك ،نعرج إلى الحاضر الذي لم ينصف المدينة كي تستقبل مشاريع سياحية واقتصادية كبيرة تعيد إليها بريقا من إشعاع ماضيها التليد.
فمن يقرأ كثيرا عن صرح هذه المدينة الشامخة أو يتأمل أسوارها وأبراجها وعظمة مكانها وموقعها وينظر إلى حالها اليوم قد يصاب بالغثيان أو اضطراب في الدماغ حيث لن يتوقف احترامه وإجلاله لها عند حد استحقاقها للقب أم الربيع العظيم ،وإنما سيتيه عقله في سفرها الشيق المديد من خلال تاريخها العميق كي يسميها “أم الدنيا” لاعتبارات جمة نوجزها كونها أولى حواضر إفريقيا ومن قدماء البؤر لتجمع الإنسان القديم بالكرة الأرضية فأولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى !!
ومن يمعن النظر قليلا فيما كتبه السابقون كالمؤرخين الإغريق الذين كانوا يسمون آنذاك “كهنة المعرفة”قبل حجر الأساس للفلسفة ومجيء سقراط الذي أنزل الفلسفة من السماء كما يقولون ،وقبل وجود أفلاطون صاحب المدينة الفاضلة،فمن يعوم في هذا البحر العميق بشراع المنطق التاريخي ،سيكتشف أن أزمور كان لها وجود في هذه الحقبة الزمنية السحيقة وكانت مستقرا لتجمع بشري قديم جدا وسيفهم من هؤلاء الإغريق ،أنها وجدت بعد الطوفان الذي دعا إليه نوح ربه فاستجاب له،وأنها صفيحة مقدسة لاحها الفيضان شمال إفريقيا بعد استقرار الأرض ونضوب العيون التي فجرها الله بها “وفجرت الأرض عيونا” سورة نوح،مما يفيد أن المدينة اسمها أزمور وليس مولاي بوشعيب الرداد كما يعتقد الكثير من المسؤولين المركزيين وبعض المغاربة السدج ،ولهذه الغاية جعلوها مزبلة الحاضر ورموها بجميع علامات وأنواع الاستخفاف والرذيلة ،لأنهم لايقرأون وإذا ما قرأوا فسرعان ما ينسون فلا سامحهم الله حتى يتعظوا، منذ مطلع القرن الجاري في عام 2002 بالضبط فتحت لي جريدة الصباح الغراء صفحاتها الثقافية والإبداعية كي أبسط تاريخ أزمور للقراء المغاربة ، كما نشرت لي جريدة الأسبوع الصحفي المقتدرة مقالات شتى عن تاريخ وحاضر أزمور ،فتلقيت كثيرا من التشجيع والتهاني من أكابر الأزموريين الأقحاح سواء في موقع المسؤولية أو الأساتذة والمثقفين ،وذلك ما حفزني على المسير في هذا الخط المعطاء العريض الذي لايجف ولا ينضب ،أعود لأقول أزمور ليست هي مولاي بوشعيب ،وليست عائشة البحرية ،أزمور ليست يطو،أزمور ليست امرأة عاهرة تستحم بدماء جهلائها ،مدينة أزمور مكان نقي ومقدس دنسه سفلة القوم الغرباء هن النهر والبحر والهواء العليل والعراسي الزاهية والمصب العظيم وسر على ساحل القلعة الشامخة شمالا إلى نقطة الحدود مع قبيلة السولم جماعة سيدي رحال اليوم،هذه هي أزمور فقم واستقم ولا تظن أنك بدوار ازحيليكة.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=8245