أزمورأنفو 24 من ديوان الشاعرة فاطمة الزهراء السلماني :
إن كنت الأول فأنت بثور وألم وأحزان وقروح.
وإن كنت الثاني فدواء وشفاء وبلسم الروح.
أنت كنت الأول زوان في بيادر القلب.
وأنت الثاني فأنت حكمة ونور في العقل.
أحبيب يستبيح لنفسه الخيانة،ويلتهم منها حتى التخمة.
أم رفيق يتصاغرأمام من ولاه مفتاح قلبه بلا وعي ولا فكرة.
ولا يفوز بأمر جميل إلا ذو قلب سليم!
أيها الأول الكاهن الخوان للفؤاد،المتلاعب بالعواطف والوجدان.
وأنت الثاني القريب البعيد،الساعي للود بالعرفان.
إن كنت الأول فأنت سخافة مطرسة وبلادة مزركشة.
وإن كنت الثاني فأنت جواب للسائلين وفاكهة للجائعين وماء للظامئين.
أغادرمنافق أنت يضرب الطنبورأمام أبواب القلوب العاشقة.
أم خائن سائرأنت تمشي وراء جثت ضحايا الحب الهامدة.
وأنت الآخرالبازغ كالقمرفيتارةأنت تجذب قلوبنا للحياة القادمة.
إن كنت الأول فأنت ضباب زائل وعراف كاذب،من الذين لاينبهون في قلوبناسوى عكس مايقصدون.
وإن كنت الثاني فأنت بصيرة مشعشعة وراءبصرنا ومنارة تضيءالطريق ولحن عذب يطرب العاشقين.
في مدارج الحب موكبان:موكب من عجائزالظهوريسيرون متوكئين على العصي العوجاء.
وموكب من طيورالوادي العذب تترنم بالشدى الموزون والنغمة السمحاء.
فمن أي فئة أنت أيها الخائن اللئيم،الناسي للعهدوفي أي موكب تسير ؟
أنت من عجائزالعرافين وديرالكهنة المشعودين،أبناءالأمس الذين يمشون في جنازة العهدالذي أوجدهم وأوجدوه.
أقول إنهم ضحاياالحب الجم يشدون بحبل أوهت الأيام خيوطه وأبان الزمان زيفه فانقطع ثم هبط من تعلق به إلى حفرة النسيان.
إنهن أحببن الضباب،أحببن بيوتا بلاعنوان ومنازل متداعية الأركان، آيلة للسقوط،مهماصدع الحب في فضائهاانهارت وتهدمت بلا رأفة.
أما أبناء الغد فحياة ثابتة تعشق القمر،هم فجرعهدجديد،يزيح الضباب،ويقودنا نحوالنور،لايحجب الدخان أنوارهم.
وفي الغصن المزهرماليس في غابة يابسة، لا نتن وعفن المستنقعات يتغلب على طيبهم وعطرهم.
وفي حبة القمح ماليس في رابية التبن.
هم طائفة قليلة العدد بين طوائف كثرعددها في الغدروالخيانة.
هم فئة مجهولة لكنهم يعرفون بعضهم بعضا،مثل قمم عالية يرى واحدهم الآخر ويسمع نداءه فيفهمه ويناجيه.
وأما أنت التي تبلع الثمرة وترمي العصفة،أنت أفعة عمياء لاترى الجمال ولاتستحق الحب.
أنت أفعة طرشاء لاتسمع الطرب الموال.
وأما هو فجوهرة تسطع أمام وجه الشمس.
وشجرة ذات ظل شاسع وفير تصاعدت فروعها إلى أعماق الوجدان، تقينا مرارة وحرارة جهنمك القاتلة..!
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=12268
