أزمور أنفو24 المتابعة: جمال اسطيفي “المساء” عدد 2553
مازال الخروج المبكر لفريق المغرب التطواني يثير الجدل، ليس لأن الإقصاء ليس واردا في كرة القدم، ولكن لأن الطريقة التي تم بها خلفت حسرة وأسى في نفوس عشاق الفريق التطواني والجمهور المغربي، ذلك أن “الحمامة البيضاء” كان بمقدورها أن تواصل التحليق
وتحقق التأهل للدور المقبل بسهولة، لو أن الفريق لعب بإمكانياته وبقي مخلصا لفلسفته
وطريقته في اللعب، لكن للأسف الشديد، وحتى نكون منصفين فإن المدرب عزيز العامري خيب الآمال ولم يكن في مستوى التطلعات، ولعب بتحفظ دفاعي مبالغ فيه، وخلنا أن الفريق يلعب بدون خطة، بل إنه باستثناء الحارس محمد اليوسفي ومتوسط الدفاع فإن بقية اللاعبين لم يكن معروفا بشكل محدد الأدوار التي عليهم القيام به، لذلك، وجدنا أنفسنا أمام “خلطة” غريبة لفريق كان يقدم أداء جيدا وممتعا، فإذا بمدربه يحوله عن سبق إصرار وترصد إلى مسخ، وإلى شبح للفريق الذي عرفناه، وفي النهاية وجد العديد من اللاعبين أنفسهم يؤدون أدوار لم يعهدوها ولم يتدربوا عليها، ومع ذلك فإنهم “قاتلوا” حتى النفس الأخير وقدموا ما عليهم، وكانوا قريبين من تحقيق التأهل، حيث تم إقصاؤهم بالضربات الترجيحية.
قبل أن يشارك الفريق التطواني في منافسات “الموندياليتو” انتدب مجموعة من اللاعبين ليعزز صفوفه، ويقوي حظوظه في المنافسة، فتعاقد مع محسن ياجور الذي يملك خبرة كبيرة، بالنظر إلى أنه لاعب يحافظ على نفس الأداء ونفس الحضور منذ سنوات، وتوج بلقب هداف النسخة الماضية، وترك انطباعا جيدا لدى اللجنة التقنية للفيفا والملاحظين بأهدافه وتحركاته وسرعة بديهته، لكن العامري ظل يقول إن ياجور لم يندمج مع منظومة لعبه، وأنه من نوعية اللاعبين الذين يمكن أن تعتمد عليهم بعد أن يكون الفريق متقدما، وحينما جاء “الموندياليتو” وبدا أن ياجور في طريقه إلى التألق، فإن العامري رمى به وحيدا في “فرن” دفاع أوكلاند سيتي، دون سند، بل إنه ظل يطلب من زهير نعيم ألا يتقدم للأمام، وفي النهاية تابعنا ما حصل وكيف أقصي الفريق بسبب تهور العامري.
تعاقد الفريق التطواني أيضا مع رفيق عبد الصمد الذي يملك تجربة مهمة، لكن العامري لم يعتمد عليه، والأمر نفسه ينطبق على أنور حضوير القادم من الدوري الهولندي، فإذا كان هؤلاء اللاعبين لا يملكون الإضافة التي يمكن أن يقدموها، فلماذا قبل العامري التعاقد معهم، أليس هو الذي يؤشر على الانتدابات، وإذا لم يكن الأمر كذلك فما هو دوره تحديدا في الفريق؟ وأليس من المفروض أن يتواصل المدرب مع لاعبيه ويشركهم في كل شيء، وحتى في ما يتعلق بأدوار اللاعبين كما يقوم بذلك أكبر المدربين في العالم.
إنها أسئلة تحتاج إلى أجوبة، ليس من العامري، الذي لا شك أن أيامه أصبحت معدودة بتطوان،ففاقد الشيء لا يعطيه، ولكن من طرف مسؤولي الفريق التطواني.
لقد قال العامري في تنقيص صريح من قيمة فريق المغرب التطواني:” ما تنساوش هذي را غير المغرب التطواني”، مع أن هذا الفريق بات رقما صعبا في معادلة الكرة المغربية، ويتوفر على جمهور رياضي لا يشرف التطوانيين فقط، بل يشرف المغاربة بسلوكه الرياضي والحضاري وهوسه بكرة القدم.
لقد كان على مدرب المغرب التطواني أن يقول بدلا من كل ذلك:” أنا را غير العامري وماتديوش علي”.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=13043