ازمور انفو24 المتابعة :مصطفى طه جبان.
يعرف المجتمع المدني٬ على انه ذلك الفراغ الذي تملؤه مختلف أنواع المؤسسات٬ التي لا تتبع للهيئة الحكومية في دولة معينة٬ و التي استطاع عدد من الأفراد المعروفين بتفوقهم في مجالاتهم أو بميولهم التطوعية أو بأفكارهم المختلفة الايجابية٬ الهدف منها الإشراف عليها خدمة للمجتمع و تنميته.
يعمل المجتمع المدني٬ ضمن الأطر القانونية النافذة و المعمول بها على ارض الدولة٬ و من ابرز أنواع المؤسسات التي تندرج تحت مؤسسات المجتمع المدني٬ نجد الأندية الرياضية و الملتقيات الاجتماعية و النقابات المهنية و الهيئات و المنظمات التطوعية و النقابات العمالية و الأندية الثقافية و الأحزاب السياسية و العديد من المؤسسات الأخرى.
تتضافر الأفكار٬ التي أسست لقيام مؤسسات المجتمع المدني٬ مع المبادئ الإنسانية الأساسية٬ و مع المثل العليا التي تحكم الجنس الإنساني٬ فكل ما يصدر عن هذه المؤسسات٬ يصب في اتجاه تحسين حياة الناس و صيانة حقوقهم و تعريفهم بواجباتهم٬ إلى جانب حفظ كرامتهم و نشر القيم العليا بينهم٬ و من هنا فان أهداف إنسانية بلا شك٬ و هي تعمل في مصلحة الناس٬ لا عكسهم إلا في بعض الحالات المعينة التي تكون فيها هذه المؤسسات٬ وبالا و نقمة على المجتمعات و هي الحالات التي تبيع فيها هذه الجهات المبادئ٬ التي تأسست عليها و التي ناضلت و كافحت من اجلها٬ لقاء اجر زاهد من جهة معينة. هذا الجانب يتعلق ببعض جمعيات المجتمع المدني بمدينة الدروة٬ التي ظلت تفتقد المصداقية الإنسانية و الأخلاقية٬ و عجزت القيام بمهامها ألا و هي رصد جميع اختلالات الشأن المحلي و مراقبة عمل المجلس الجماعي٬ مع المشاركة و المساهمة في التسيير.
على الرغم من ذلك كله٬ ظلت هاته الجمعيات في المجمل عاجزة عن مراقبة مؤسساتية فاعلة لعمل المكتب المسير للرأي العام المحلي٬ في جميع القضايا الحيوية و لم تكن لها يوما صوتا مسموعا٬ و لا أذانا صاغية لدى المسئولين الجماعيين٬ لماذا؟ لأنها نهجت سياسة الصمت و التملق و التذلل٬ الهدف من هذا الأسلوب ليس سوى وسيلة للبعض٬ من اجل الانتفاع و المصلحة الشخصية.
ساكنة مدينة الدروة٬ تتساءل اليوم هل مازالت بعض جمعيات المجتمع المدني أداة للمزايدات السياسية الضيقة؟ هل عرفت بنيتها و أداؤها تطورا نوعيا في ضوء التغيرات الذي يشهدها المغرب؟ هل مازالت المؤسسة الجماعية تتحكم فيها؟
التباس و غموض٬ يصب في مجمله على بعض الجمعيات بمنطقة الدروة و عن عدم القدرة على إثبات الذات كفعاليات جمعوية٬ تهتم بالصالح العام المحلي سعيا منها لتنميته و مساهمة منها في تقدمه٬ بالإضافة إلى رصد المخالفات و التجاوزات قد تحدث في التراب المحلي.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=28137