بقلم: عبدالواحد سعادي
لما حصد حزب العدالة والتنمية الأغلبية شاع بين الأوساط السياسية المغربية أن الأستاذ الفقيه الجليل الدكتور سعد الله العثماني أولى وأحق برئاسة الحكومة الجديدة ،نظرا لنرفزة وتقليقة ابن كيران ولو أنه الأمين العام للحزب الفائز،ولكون العثماني أكثر ثباتا ورزانة وابن در العلم بسوس على مدى ألف عام،إلا أن سيدنا نصره الله حكم مبدأ الديمقراطية ومبدأ إرادة الشعب وعين الأمين العام للحزب الأول في الانتخابات رئيسا للحكومة.
وفي خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي أمجاد الفتوحات الإسلامية الكبرى التي حققها الجيش الخطابي الإسلامي بقيادة سيدنا خالد بن الوليد،قرر سيدنا عمر عزل خالد من الزعامة حتى لا يفتتن المسلمون بشجاعة وعبقريته كمحارب شجاع مقدام كي يمهد لعثمان بن عفان بعده خلافة آمنه يرضاها الله ورسوله،عمر وعثمان يخافهما الشيطان كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وأورده مسلم والبخاري في صحيحهما وكذلك تم تأخير خلافة سيدنا الإمام الهمام البطل المغوار الى الرتبة الرابعة أي أربع الخلفاء الراشدين وآخرهم رغم أنه اقرب الناس للرسول صلعم ابن عمه وزوج ابنته فاطمة الزهراء وأول من أعلن إسلامه من سباب آل البيت وقريش كلها ،كيف ذلك لأن الإمام رجل حرب أكثر من رجل دولة،لذلك اصطفاهم الله بتزكية رسوله ورغبة المسلمين كافة أبو بكر رفيق الرسول إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن فإن الله معنا ،وعمر الذي وقف في وجه الرسول صلعم ينهاه عن الصلاة والدعاء لعبد الله بن سبإ كبير المنافقين بقبره ونزل القرآن كما نصح عمر يقول سبحانه “ ولا تقم على قبره“ ولا تصلي على أحد منهم مات أبدا علاوة على عثمان الذي كان النبي صلعم يستحيه ومهما دخل عليه جر عليه جلاليبه عليه السلام.
ومادام الأستاذ عبدالاله بن كيران من العارفين بالسلف الصالح والخلافة الراشدية فلا ينزعج إن قال المغاربة أنه ليس رجل دولة ،قد يكون أستاذا لا معا في الفيزياء وخطيبا سياسيا ماهرا أو داعية اسلامي،أما أن يكون رجل دولة ناجح أو دبلوماسيا متمكنا ومتمرسا فلا أعتقد أن مزاج وطبع ابن كيران ينسجم مع ذلك،فسيدنا خالد بن الوليد قلب الأرض ومن عليها من الكفار وفتح بلدانا وبقاعا كثيرة وقهر الفرسان والجيوش الجبارة ومع ذلك عزله سيدنا عمر من رئاسة جيش المسلمين وصار محاربا عاديا في صفوف جيش الخليفة كما أن معاوية بن ابي سفيان الذي ازدهرت فتوحات المسلمين في عهده وعلى يده كان حقيقة رجل دولة بالفعل رغم أنه انتزع الحكم من سيدنا علي كرم الله وجهه بالخدعة ،حيث خدعه في حرب صفين بواسطة حمل المصاحف على السيوف والرماح بعدما كاد الإمام علي ينهي الحرب لصالحه ،وبواسطة دهاء معاوية وسياسة عمر بن العاص وارتخاء ذكاء سيدنا علي والإمام ابو موسى الأشعري قلب معاوية وحليفه عمربن العاص وحليفته أمنا عائشة زوجة النبي الطاولة على سيدنا علي وحليفه الأشعري وحليفه زيد ابن الرسول بالتبني وان كان الرسول صلعم قال في حياته لزيد:“زيد تقتله الفئة الباغية“ وفي حرب صفين سقط زيد ابن وخادم الرسول ميتا من طرف جيش معاوية وعائشة .
أوردت هذه الخلاصات من زمن الأنوار ،العهد الراشدي الزاهر،زمن أصدقاء وصحابة محمد صلى الله عليه وسلم لأقول أن لكل ميدان رجاله فليس أي سياسي ببلادنا يمكنه أن يكون رجل دولة أو رجل دبلوماسية محنك ومتمرس ،لكننا كمغاربة يمكننا جميعا أن نكون مسيسين أو متسيسين ،يعني في مقدور الجميع الولوج مجال السياسة وبفضل النضال والتجربة والصياح وأدوات البلاغة والخطابة والجرأة أن نصبح سياسيين ماهرين ومنا من يصعد أو يرقى إلى أمين عام لحزب ما ،لكن أن نصبح جميعا رجال دولة فلا يمكن ،لأن رجل دولة رجل من طينة ثقيلة جامعة لأشياء كثيرة وعديدة في الشخصية وفي السيرة والأفعال وردود الأفعال وغيرها كثير،فرجل دولة بأي بلد من بلدان العالم رجل من عيار ثقيل.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=9070