أزمورأنفو24 المتابعة:عبدالواحد سعادي
أدار جلالته رضي الله عنه ظهره للطائرة وطلب من رئيس التشريفات أن يطلب من العقيد أن يعود الى بلاده ،لأن العلم المغربي الذي أخرج من غلافه لا يعود إليه إلا بعد أن ينحني القذافي رأسه تحية واحتراما للشعب المغربي.
حدثني السفير المغربي المرموق محمد التازي رحمه الله كما أورده في مذكراته عن قصة لا أعرفها لوحدي،فعند عقد إحدى القمم بالمغرب، وصلت إلى مطار محمد الخامس الطائرة التي تحمل العقيد القذافي الجبار،ملك الملوك قبل أن يعصف به بقادوس المياه العفنة،فأملى عليه جبروته كي يستعلي ويستطير ويستعرض عضلاته ،ومع من؟ أمام ليث مغوار الملك الحسن الثاني طيب الله تراه صياد الأسود كما كان عرب الجزيرة يلقبون عمه الأكبر حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما ، وتقدم جلالة الملك إلى سلم الطائرة ليستقبل العقيد،وصعد إليها رئيس التشريفات الملكية ليصحبه في نزوله من الطائرة،و إذا به يغادر الطائرة وحده ليبلغ جلالته أن القذافي لا يرى ضرورة للمرور أمام الفرقة العسكرية لاستعراضها وتحية العلم.
أتدرون ماذا كان رد فعل جلالته؟
أدار ظهره للطائرة في التو، وطلب من رئيس التشريفات أن يقول للقذافي عد إلى بلادك ،لأن العلم المغربي إذا أخرج غلافه لا يعود إليه إلا بعد أن يحني الضيف رأسه تحية واحتراما للشعب المغربي .
وقفل جلالته راجعا إلى الصالون في انتظار الضيف الآخر ،ولم يعد الملك لاستقبال العقيد إلا بعد أن انتظر في الطائرة انتهاء مراسيم استقبال الضيف الذي جاء من بعده ،ونزل العقيد واستعرض الفرقة وحيا العلم وسلم على رئيس الفرقة،واعتذر لجلالة الملك ،ناسبا طلبه إلى حرصه على عدم إتعاب جلالته ،وعدم معرفته بالأصول البروتوكولية.
هذا هو الملك الحسن الثاني الذي احترمه واستشاره رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية القوة الأولى في العالم.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=8849