المتابعة: جمال الصطيفي جريدة المساء
نجح فريق الدفاع الجديدي لكرة القدم، في إحراز أول لقب في تاريخه، وهو يتوج أول أمس الإثنين، بكأس العرش متفوقا على الرجاء بالضربات الترجيحية في نهائي مثير حبس الأنفاس وتلاعب بالأعصاب، إلى غاية النفس الأخير من المباراة، التي جرت بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط.
منذ سنوات طويلة، والفريق الدكالي يبحث عن إحراز لقب أو بطولة، لكن السرعة النهائية كانت تخونه، لقد لعب الفريق ثلاث مباريات نهائية في مسابقة كأس العرش، بيد أنه خسرها جميعها، المرة الأولى أمام الرجاء سنة 1977 بهدف قاتل للراحل بكار، ثم أمام الجيش الملكي في سنتي 1985 و1986 بثلاثة أهداف لواحد، وبثلاثية دون رد.
في المرة الرابعة اختلفت الأمور وبدا أن الفريق لا يرغب في التفريط في اللقب وأنه يسعى بكل السبل إلى أن يسجل اسمه بأحرف من ذهب ضمن قائمة المتوجين.
قبل انطلاقة الموسم لم يكن أكثر المتفائلين يعتقد أن الفريق الدكالي يمكن أن يذهب بعيدا سواء في منافسات البطولة، أو في كأس العرش، لقد حافظ الفريق بصعوبة على مكانته ضمن البطولة “الاحترافية”، أما لما كانت الفرق قد بدأت تداريبها وتحضيراتها للموسم الحالي، فإن لاعبي الفريق الدكالي كانوا يواصلون عطلتهم في الشواطيء، فقد غادره المدرب جواد الميلاني على نحو مفاجئ، وشد الرحال صوب الجيش الملكي، بعد أن تأخر مسؤولو الفريق في تجديد التعاقد معه، ليبدأ الفريق رحلة البحث عن مدرب، لم يكن إلا الجزائري عبد الحق بنشيخة، الذي وجد أمامه فريقا يعيش على وقع عدة مشاكل، لكنه تمكن من تذويبها، ونجح في زرع الانسجام بين اللاعبين وجعلهم يتكلمون لغة واحدة، أكثر من ذلك فإن بنشيخة لم يورط الفريق في انتدابات كثيرة، بل إنه ألح على التعاقد فقط مع الغيني سوماح والغابوني لانغوا لاما، وبمقابل مادي زهيد، كما وافق على ضم أيوب سكوما وبكر الهيلالي وأحمد الدمياني، ونجح بنشيخة في ظرف زمني قصير في أن يطبع الفريق بأسلوبه، وأن يضع بصمته عليه، وأن يحوله إلى فريق حاضر تكتيكيا وبدنيا وذهنيا.
اليوم، فك الفريق الدكالي عقدة اللقب، ونجح في أن يتوج به، والمطلوب هو أن يستثمر مسؤولو الفريق وفعاليات المدينة من داعمين ومنتخبين وسلطات هذا اللقب من أجل وضع الفريق على السكة الصحيحة، وتنمية موارده المالية، من أجل أن يفوز الفريق الدكالي بألقاب أخرى، وأن لا يظل يلعب دور المنشط للبطولة فقط، ومن أجل كذلك طي صفحة الخلافات، وقطع الطريق على متصيدي الفرص ممن يحسنون الاصطياد في الماء العكر.
يستحق بنشيخة التحية لأنه قاد الفريق بشجاعة رغم الظروف الصعبة التي وجدها، مثلما يستحقها لاعبو الدفاع الجديدي الذين قاتلوا من أجل اللقب، والتحية موجهة كذلك للاعبي الرجاء الذين قدموا درسا في الروح الرياضية، وهم يهنئون ويصفقون للاعبي الفريق الدكالي المتوجين
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=1726