ازمورانفو24:بقلم احمد دوالرشاد.
يعاني قطاع الصحة بإقليم الجديدة من عدة معيقات، ترتبط أساسا بالبنية التحتية وقلة الموارد البشرية. وتزيد حدة المعاناة بالعالم القروي، الذي يفتقر إلى أبسط شروط العلاج، فإذا كانت المنظمة العالمية للصحة، تسجل بفخر، أن بعض الدول تخصص طبيبا لكل 200 مواطن، فإنه بالجماعة القروية لأولاد رحمون التي تبعد عن مدينة أزمور بأقل من عشر كيلومترات، نسجل تخصيص طبيب واحد ل29000 مواطن.
ودفعت هذه الوضعية المزرية عددا من سكان الدواوير التابعة للجماعة نفسها، خاصة القريبين من مركز الجماعة القروية، إلى الاحتجاج في عدة مناسبات، أمام المركز الصحي القروي مستوى “1”، كان أخرها في ماي الماضي، وهددوا بخوض مسيرة احتجاجية، سيرا على الأقدام في اتجاه مقر عمالة الجديدة بسبب الوضع الصحي الكارثي، الذي أصبح يعيشه هذا المركز، حالة من الفوضى تتجلى في إغلاقه في أوقات معينة منذ إحالة الممرضة الوحيدة على التقاعد ولم يتم تعويضها إلا منذ أيام قليلة، كما اشتكوا من غياب الأدوية، خاصة المرتبطة بالأمراض المزمنة، من الانسولين الموجه لمرضى داء السكري.
وصرح عدد من المواطنين، أن الوضع الصحي يعيش خصاصا فظيعا، إذ عرف المركز ذاته، منذ سنة 2016، إحالة ممرضه الرئيسي على التقاعد دون تعويضه، وتلجأ مندوبية الصحة من حين لأخر إلى الاستعانة بالممرض العامل بمركز بوسدرة، الذي يغلق أمام المرضى أثناء غيابه.
وأكد المواطنون المتضررون، أن المركز الصحي، الوحيد بالمنطقة، لا يتوفر على أبسط التجهيزات الأولية الأساسية التي من الممكن أن تساعد في بعض الحالات على الإسعافات الأولية .
وتوجد الجماعة القروية أولاد رحمون التابعة لدائرة أزمور على بعد أقل من 30 كيلومتر من مقر المديرية الإقليمية للصحة، تتوفر على 29 ألف مواطن و61 دوارا موزعا على مساحتها الشاسعة، وتتوفر على مستوصفين أخرين، واحد ببوسدرة به ممرض واحد والثاني بمقر جمعة الحوزية يعمل به ممرض وحيد أيضا، في حين تتوفر الجماعة كلها على طبيب واحد، يعاني من مضاعفات صحية ويضطر إلى التغيب عدة مرات في الأسبوع.
ويضطر مرضى الجماعة القروية إلى التنقل إلى مدينة أزمور أو مدينة الجديدة لتلقي العلاج، في ظل إكراهات قلة وسائل النقل، مما يزيد من محنهم ومشاكلهم اليومية. وأكد أحمد وصفي رئيس المجلس الجماعي، أنه في غياب حملات التوعية والقوافل الطبية، لجأ المجلس الجماعي إلى توقيع اتفاقية شراكة مع جمعية الأمومة بأزمور، التي تقدم خدمات جليلة للأمهات الحوامل المقبلات على الوضع، إذ يتم استقبالهن واحتضانهن بتوفير الإقامة لهن.
وأضاف أن المجلس الجماعي يضع سيارتين للإسعاف رهن إشارة المرضى للتنقل إلى المستشفى المحلي بأزمور والإقليمي بالجديدة، للاستفادة من العلاج. والتمس من المديرية الإقليمية للوزارة المعنية بضرورة تكثيف جهودها وتعيين طبيبة إضافية وممرضين لتخفيف العبء على مواطني وسكان الجماعة نفسها.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=42762