أزمور انفو24:
بوشعيب جوال باحث
حاصل على شهادة الدكتوراه في الشريعة والقانون وقضايا المجتمع.
تعد العدالة الاجتماعية من أهم المبادئ التي يقوم عليها الإسلام، وقد أكد عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وإمارة المؤمنين، باعتبارها مؤسسة دينية وسياسية، تلعب دوراً أساسياً في تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع المغربي.
أذن فما هو مفهوم العدالة الاجتماعية؟ وما دور امارة المؤمنين في تحقيق العدالة الاجتماعية ؟ وما هي أهم التحديات التي تواجهها؟ وما هي أهم المستجدات في مجال العدالة الاجتماعية في المغرب؟
تلكم هي جملة من التساؤلات التي يمكن الإجابة عليها من خلال هذا المقال المتواضع.
العدالة الاجتماعية هي تحقيق المساواة بين جميع أفراد المجتمع، دون تمييز بسبب الجنس، أو الدين، أو العرق، أو المعتقد.
وتتحقق العدالة الاجتماعية من خلال تحقيق الحقوق الأساسية للمواطنين، مثل الحق في الحياة والحرية والكرامة، والحق في التعليم والصحة والعمل، والحق في العيش في بيئة صحية وسليمة.
وتمثل إمارة المؤمنين دورا أساسيا في تحقيق العدالة الاجتماعية والتي تتجلى بشكل مباشر فيما يلي:
- الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية: تلتزم إمارة المؤمنين بأحكام الشريعة الإسلامية، والتي تدعو إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، وتشمل هذه الأحكام، على سبيل المثال، أحكام الزكاة والصدقات، ومساعدة الفقراء والمساكين، وأحكام الوقف، وتوفير الخدمات الاجتماعية للمواطنين، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الأمن والاستقرار داخل المجتمع.
- إصدار التشريعات والقوانين: تقوم إمارة المؤمنين بإصدار التشريعات والقوانين التي تنظم الحياة الاجتماعية في المغرب، بما في ذلك القوانين التي تتعلق بالحقوق الأساسية للمواطنين والتي تمت الإشارة اليها بشكل مباشر وجلي في الدستور المغربي الذي نص على مختلف الحقوق والحريات، وتهدف هذه التشريعات والقوانين إلى حماية حقوق المواطنين وضمان المساواة بينهم.
- القضاء على التمييز: تعمل إمارة المؤمنين في القضاء على جميع أشكال التمييز في المجتمع المغربي، بما في ذلك التمييز بسبب الجنس، أو الدين، أو العرق، أو المعتقد.
- تعزيز المشاركة الشعبية: تعمل إمارة المؤمنين على تعزيز المشاركة الشعبية في الحياة السياسية والاجتماعية، مما يساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية.
ومن جانب آخر فإن المغرب خلال السنوات الأخيرة شهد عدداً من المستجدات في مجال العدالة الاجتماعية، من بينها:
- إقرار الدستور المغربي الجديد الصادر سنة 2011 العديد من الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين، بما في ذلك الحق في المساواة والحق في العيش الكريم.
- إطلاق عدد من البرامج الاجتماعية من قبل الحكومة المغربية حيث أطلقت الحكومة المغربية عدداً من البرامج الاجتماعية، مثل برنامج “الأمن الغذائي” وبرنامج “السكن الاجتماعي”، بهدف تحسين الظروف المعيشية للفئات الأكثر هشاشة….”
- إطلاق البرنامج الاجتماعي، حيث أطلق الملك محمد السادس نصره الله وحفظه دعما اجتماعيا تجسيدا لقيم التضامن الاجتماعي الراسخة عند المغاربة، فإن هذا البرنامج سيشمل إضافة إلى التعويضات العائلية، بعض الفئات الاجتماعية التي تحتاج إلى المساعدة”
ويساهم البرنامج في “رفع المستوى المعيشي للعائلات المستهدفة، ومحاربة الفقر والهشاشة، وتحسين مؤشرات التنمية الاجتماعية والبشرية”.
واعتبر مولانا أمير المؤمنين أن المجتمع “يكون أكثر إنتاجا وأكثر مبادرة، عندما يكون أكثر تضامنا، وأكثر تحصينا أمام الطوارئ والتقلبات الظرفية”.
فرغم هذه المستجدات التي أشرت اليها والتي لم أشر اليها فان هناك مجموعة من التحديات التي تواجه العدالة الاجتماعية في المغرب بالرغم من الجهود التي تبذلها إمارة المؤمنين وباقي المؤسسات الحكومية المغربية لتحقيق العدالة الاجتماعية، إلا أن هناك عدداً من التحديات التي تواجه تحقيق هذه الغاية، من بينها:
- الفوارق الاجتماعية والاقتصادية: يعاني المغرب من تفاوت كبير في مستوى المعيشة بين مختلف فئات المجتمع.
ويرجع ذلك إلى عدد من العوامل، مثل البطالة والفقر والهجرة الداخلية والخارجية.
- التمييز: لا يزال التمييز قائماً في بعض المجالات في المجتمع المغربي، مثل مجال العمل والتعليم والصحة.
- ضعف المشاركة الشعبية: لا يزال مستوى المشاركة الشعبية في الحياة السياسية والاجتماعية في المغرب منخفضا ويرجع الامر في ذلك إلى العديد من العوامل، مثل ضعف الوعي السياسي والثقافي لدى المواطنين.
خاتمة
تعد العدالة الاجتماعية من أهم الأهداف التي تسعى إليها إمارة المؤمنين في المغرب.
وقد حققت إمارة المؤمنين خلال السنوات الأخيرة عدداً من الإنجازات في مجال العدالة الاجتماعية، إلا أن هناك عدداً من التحديات التي تواجه تحقيق هذه الغاية ولكي يتمكن المغرب من تحقيق العدالة الاجتماعية بشكل كامل، فإنه يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة هذه التحديات.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=51954
