ازمورانفو24 بقلم .محمد الصفى.
من داخل عبق التاريخ الممزوج بدفء رداء الطبيعة الخلاب و الهدوء الساكن المنبعث من فيض القداسة الثلاثية و ضيق الأزقة و الدروب المظللة المتجهة صوب نقطة اللقاء الحميمي بين النهر و البحر سمفونية لا تنجب سوى فنان بالسليقة و العفوية ، من داخل مدينة آزمور مدينة الفن بامتياز نشأ محمد الشوفاني أحد الوجوه الساطعة في مجال الفن التشكيلي الذي أراد له القدر أن ينعزل في مرسمه – ذاته – بالقرب من ضريح الولي الصالح مولاي بوشعيب ، جاعلا من الألوان لغة حديثة للتحاور و التواصل مجسدا ذواتا موغلة في أعماق الذاكرة المنسية محاولا أن يجذبنا إلى أغواره لاكتشاف عوالم نرجسية تنبعث من خلال مجموعة تساؤلات سرمدية الحوار المتبادل بين الألوان ذات المغزى الشائك المقترن بفلسفة أي فنان عصامي يعشق ما يقوم به في صمت و سكون لا يضبط إيقاعات عمله بقدر ما يترك أريحيته تنساب من خلال الفرشاة و اللوحة محمد الشوفاني إحدى الوجوه التي أنجبتها مدينة آزمور و بدأت تشق مسارها في الساحة التشكيلية بكل صمود و ثبات ، شديدي الشغف بالبحث و السؤال حول ما وهب ذاته له فتجده يخلط الدارس للتشكيل و العصامي على شاكلته محاولا استلهام ما يمكن إضفاؤه على أعماله التي يلفها مدلول الذات الغائبة و الحاضرة في ذواتنا قد تختلف من حيث الشكل و الألوان لكن تبقى بنفس الرموز التي أريد لها أن تحاكي مجموعة انشغالات وفق عيون ساهرة أو مرايا عاكسة للقراءة البصرية غير المتحركة القابلة للنقد و التوجيه ، هذا هو محمد الشوفاني المتواضع الشغوف بالفن التشكيلي و الذي كلما سألته عن موقعه بين التشكيليين أجابك أنه لم يضع بعد قدميه في مصافهم ، فهو يرسم كما يقول و هذا هو الأهم بالنسبة له ما دامت راحته متجسدة فيما يقوم به لا يهوى التقليد و المحاكاة مشاكس مع الألوان مرتاح بين كائناته ذات البعد المغربي الشامل و النكهة الصادقة بكل المقاييس .
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=42870