أزمور أنفو24 بقلم:د. محمد معروف
تندرج عاشوراء ضمن الطقوس الأكثر ملاءمة في التقاليد المغربية لخلط الأمشاج السحرية من قبل بعض النساء قصد استمالة أزواجهن وكسب انجذابهم الجنسي المستمر نحوهن، عن طريق حرق مزيج من المكونات السحرية في أجيج نار طقوسية توقد في مجامر صغيرة بالمنازل، أو تلقى في نار ألهب لظاها الشباب في الهواء الطلق احتفالا “بالشعالة “أو المواقد الجماعية ليلة عاشوراء.
في واقع الأمر، منذ بدايات السنة الهجرية الجديدة حتى العاشر من محرم، تنشغل الكثير من النساء بالتحضير لاحتفال عاشوراء. وتقوم هؤلاء النساء في المقام الأول بتخزين بعض أجزاء أضحية عيد الأضحى بعناية عن طريق تقدديها، مثل عضلة ذيل الكبش) الديالة)، أو شرائح من لحم مقدد ([الكديد ؛ جمع كديدة]، وهي اللحوم المقطعة المملحة المتبلة المجففة في الشمس والهواء)، و تستخدم بعضها في مركبات سحرية لتمكين النساء من امتلاك السلطة المنزلية، والتأثير في قرارات الأزواج وأرائهم ضمن المجال العائلي.
ونظرا لانتمائها إلى نظام اجتماعي بطريركي تسود فيه السلطة الثقافية للذكور، تحتل المرأة العقيم مكانة دونية، ولا تتمتع بالموارد السلطوية الجنسوية المنبثقة عن النشاط الجنسي والإخصاب في المجال الحميمي للزواج. وعادة ما تستنبط النساء سلطتهن المنزلية بصفة عامة من خصوبة جنسانيتهن، حيث يعتبر إنجاب الأطفال مصدرا رئيسا لرأسمال جندري نسوي مهم تعتمد عليه النساء في تحقيق جنسويتهن، ويعتقدن أن إنجاب الأطفال وتربيتهم ورعايتهم والحفاظ على صحتهم يزودهن بسلطة منزلية واسعة النطاق، قد تتمثل في السيطرة على الأزواج، وأجنداتهم الاجتماعية التي تشمل النفقات المادية، و المواعيد، و الزيارات العائلية، و العلاقات التواصلية المختلفة. وعادة ما تلقي علاقات الآباء الوثيقة بأطفالهم، بظلالها على العلاقة الزوجية، فتتقوى وتتوطد بفضل مساهمة الأب و الأم في تنشئة أبنائهم، وحتى أولئك الذين قد يتمردون أحيانا على السلطة النسوية المنزلية، وعددهم كثير، فإنهم غالبا ما يمكثون جاثمين تحت نير “المعاشرة الاضطرارية”، “خانعين ” لرغبات زوجاتهم، خوفا من تشتيت أسرهم وتمزيق عواطف أبنائهم إثر حدوث الطلاق. وتعتبر ولادة الابن الذكر (العزري) في العائلة مصدرا تشريفيا للزوجة، يوفر لها الأمان، ويحقق لها استمرارية الوجود، والاعتراف الذكوري بجنسويتها، إذ تتسلق التراتبية العائلية، فتحتل مكانة محترمة ضمن زمرة النساء التي تمتلكها الأسرة الأبيسية، لأن الابن الذكر يضمن استمرارية النسب الذكوري، وسلالة الدم الذكورية.
و في إطار نضالهن من أجل عزل الأزواج عن أسرهم السلالية الممتدة وتشكيل أسر نووية، تعتمد النساء المتزوجات على الرأسمال الجنسوي الإنجابي، وفي حال تأخر عملية الحمل، قد تلجأ بعض النساء إلى الترياق السحري لتخليص الذات الاجتماعية النسوية النفاذية المستهدفة، ورقيتها مما يعتقد بأنه رمي بسحر العقم من طرف الغير، والذي عادة ما يتجلى في مكائد تقوم بها نماذج أنثوية منافسة محتملة، ويتم رقية الزوجة التي تأخر حملها كذلك لحمايتها من مرمى سهام العين الشريرة التي يعتقد أنها ترسانة هجومية تحركها النساء المنافسات في مناوراتهن، و لضمان استمرارية ارتباط الزوج بزوجته واشتهائها جنسيا، يتم اللجوء إلى مثل هذه الممارسات السحرية أثناء عاشوراء، إذ تعتبر مناسبة مواتية، كما جاء في التقليد الشعبي، لممارسة طقوس ترياق العقم و إبطال مفعوله عبر ما يدعى باحتفال “الكديدة”.
و لتنظيم طقس قطع اللحوم المقددة لفائدة المرأة التي تأخر حملها، أو العاقر (لمكت ولدش) بالمفهوم الشعبي للكلمة، كما أكدت على ذلك عدد من المبحوثات، تجتمع النساء خلال فترة عيد الأضحى، و يطفن حيهن، بالإضافة إلى الأحياء المجاورة، و يطرقن أبواب المنازل، سائلات ساكناته أن تجود عليهن بقطعة لحم مقدد تسمى (بالكديدة)، وهن في حاجة لجمع مائة شريحة وشريحة واحدة مقددة من مائة أضحية وأضحية واحدة، ثم تستعمل الشرائح في إعداد وجبة الكسكس بعد يوم عاشوراء لاستجلاب التأثير المطلوب قصد إنجاء ما يسمى “بالمرأة العقيم المحول” وتحريرها من التعاويذ السحرية المحتملة التي يمكن أن تعيق عملية حملها.
و تستمد شرائح اللحم المملح المجفف بركة بلسمها من قدسية قربان العيد، وأيضا من الملح، تلك التقنية الضاربة في جذور التاريخ التي تساعد على تخزين المواد الغذائية، حيث استخدمت في الماضي السحيق والقريب للحفاظ على اللحوم والأسماك والأغذية الأخرى قبل ظهور تقنيات التبريد الجديدة . إن خمج اللحوم غير المملحة وغيرالمجففة وتعفنها، أدى إلى انتشار اعتقاد مفاده أن هذا النوع من الأطعمة يؤكل من قبل الجن والعفاريت والمردة، و حتى الآن، يتم استخدام الملح لتجنب تأثير شر الجن وإيذائهم عن طريق وضع قليل منها تحت الوسائد أو في التعويذات و التمائم والأحجبة المطلسمة والحمامات وأساسات الأبنية، وتزعم الكثير من النساء أن اللحوم المملحة المجففة تحت أشعة الشمس محصنة ضد الأرواح والفأل السيئ . و في الثقافة المارابوتية، تقدم اللحوم غير المملحة — أو ما يسمى “بالحلو”– باعتبارها قرابين تقي العضو الاجتماعي المستهدف من استحواذ الجن عليه، أو إبرام عقد هدنة قصيرة الأمد بالنسبة لوسطاء الامتلاك الجني، إذ يتم تجديده في إطار طقوس إشفائية موسمية ، و لقد أورد رشيق (1990) و صفا دقيقا لطقس إسكار، وهو طقس من طقوس الأطلس الكبير، يقام قصد التصالح مع الجن ومهادنته عبر ذبح القرابين دون أي استعمال للملح أو اليد اليمنى.
يبدو أن مكون (الملح) يقسم النظام الغذائي إلى تفرع ثنائي أو ديكوتومية تغذية، تنفلق من خلالها الكائنات إلى صنفين متنافيين، صنف يستخدم الملح في طهي الطعام وحفظه كقوم الإنس، و صنف يحظرها كمعشر الجن. و يمثل وجودها من عدمه الحدود الفاصلة بين العوالم الإلهية / الإنسانية (الشرعية) و عوالم السحر والتنجيم والرجم بالغيبيات (غير الشرعية)، وهكذا يتم تمليح الأضحية على سبيل المثال، خلال موسم عيد الأضحى، لأنها تنسب إلى المقدس، وتقدم قربانا إلى الله، فتحظر على الجن، وعلى عكس ذلك، تطهى ذبيحة طقوس الالتماس والاستعطاف وتقدم غير مملحة باعتبارها أكلة خاصة بالجن، إذ يعتقد أنها وصفة طعامه المفضلة. و تمة اعتقاد بأن أولئك الذين يتناولون الطعام غير المملح يلجون العالم الآخر و يقيمون روابط اجتماعية عقائدية مع الجن، و تفضي هذه الطقوس إلى تواصل الإنس مع عالم الجن من خلال تقاسم طعامه، و مضاهاة عاداته الشيطانية اللاثقافية، غير المأذون بها للاستهلاك الثقافي عند البشر الذين يخضعون لنظام قواعد وأعراف ومواثيق إلهية مقدسة.
و تبعا لرشيق، يتم استخدام الملح باعتباره رمزا ثقافيا لتعزيز العلاقات الاجتماعية ودعمها بين الأعضاء الاجتماعيين الذين يتشاركون الطعام نفسه . و للتعبير عن التواصل الاجتماعي، والحفاظ على الروابط الاجتماعية، و ترسيخ مبدأ الالتزام العلائقي، وحث الذات الاجتماعية على الوفاء بعهودها والتزاماتها الاجتماعية، وإظهار ولاءاتها لبطانتها، يلتقط العضو الاجتماعي تعابير من ثقافته الشعبية تستخدم للدلالة على هذا السياق، مثل: ” راحنا تشاركنا الملحه والطعام!” وبالتالي، تصبح الملح نذرا ملزما لا يجرؤ الأعضاء الاجتماعيون على نقضه خوفا من التعرض لانتقام القوى الغيبية، على الرغم من أنه في الوقت الراهن، بسبب الانتشار الواسع لقيم الرأسمالية، أصبح مبدأ “الملحه و الطعام” أقل فعالية في تأسيس دعائم الروابط الاجتماعية بالمغرب.
و نعود للحديث عن حفل الكديدة، إذ تختار النساء لتنظيمه موعدا بعد احتفالات عاشوراء ، و تقول إنه لا يجب أن ينعقد هذا الحفل حتى تشتعل نار مواقد عاشوراء الجماعية (حتى طرطق الشعالة)، لأنه في اعتقادهن، إذا اجتمعت النساء قبل هذا الموعد، سينتهي الحفل بالخلاف والشجار .
توضع مائة وشريحة واحدة من اللحم المقدد الذي تم جمعه خلال عيد الأضحى وتخزينه ليوم الاحتفال في خليط شبه سائل مشبع بزيت الزيتون، و إكسير لعلاج أمراض “البرد”، وهو خليط من الأعشاب الطبية يسمى “بالمساخن” (أعشاب تسخينية/ مدفئة)، بالإضافة إلى أفضل بهارات و أبازير العطار أو بائع التوابل، المعروفة في المغرب باسم (رأس الحانوت)*، ثم يتم الاحتفاظ بها منغمسة مرقدة في صلصة ليلة كاملة قبل الاحتفال. و في اليوم التالي، يتم تجهيز الزوجة التي تتوق إلى الحمل وتزيينها لحضور الحفل، كما لو أنها عروس من جديد، مسترجعة ذكريات ليلة زفافها. وخلال هذه المناسبة، تتوافد على العروس القديمة- الجديدة صديقاتها وقريباتها من كل حدب وصوب لمؤازرتها والدعاء لها بالإنجاب والذرية الصالحة، وتستقبلهن، وهي ترتدي ملابس العروس، مزينة بنقوش الحناء وزخارفها، وعند حلول العصر، تتجمع النساء في محفل صاخب بالطرب و الغناء والرقص، وأحيانا تستدعى مغنيات / راقصات الفن الشعبي (الشيخات) لتنشيط الاحتفال. وحين يقترب الحفل من نهايته، يتم تقديم الكسكس المطبوخ بشرائح اللحم المقدد في الصلصة الخاصة السابقة الذكر للضيوف، و ينص التقليد الشعبي أو ما يعرف بالعادة (القعيدة) عند المغاربة، أن المرأة” العقيمة/ القاحلة “هي أول من يتذوق من الطبق، ثم يستأنف باقي الزوائر تناول عشاء” الكديدة”.
و يتطلب احتفال الكديدة شروطا ضرورية تكفل فاعلية تأثير أكاسيره الوهمية على المرأة المستهدفة، إذ أن إيمانها واعتقادها المتين (النية) في فعالية العلاج التقليدي و تصديق طقوسه، و مشاطرتها للمعالجين التقليديين في نظرتهم إلى الوجود، سينتهي بها حتما إلى الاستجابة للعلاج، وهنا يجب أن نميز بين الشعور بالتحسن و الشفاء الفعلي، لأن هذا الأخير يتطلب متابعة طبية دقيقة لمعرفة النتائج، ويعتبر هذا النمط من الطقوس العلاجية صنفا من أصناف العلاج بالوهم (بلاسيبو إفكت)، حيث ينتاب المريض شعور بالشفاء بغض النظر عن فعالية العلاج، لأنه مقتنع تماما بأن الوصفة العلاجية التي قدمت إليه نافعة للبدن، وبأن لها القدرة على مقاومة المرض.
وفي الختام، يشكل طقس الكديدة مناسبة للذات الاجتماعية الأنثوية للاحتفال بجنسويتها، وإعادة بناء هويتها الاجتماعية إلى أنثى مخصبة قادرة على الإنجاب، محصنة برقية مناعية تحجب عنها هيمنة المصائب والعوائق، وتصد عنها سوء الطالع ، وعتمة المصير الناتج عن الانزلاقات الخطيرة، و التقلبات غير المستقرة لعجلة القدر. إن حفل اللحوم المقددة الذي ينعقد بعد نهاية رأس السنة الهجرية، و بعد سعر مواقد عاشوراء ولفح نيرانها، لهو طقس مفعم بالدلالات الثقافية:
هو أولا تمثل لسحر التقليد الذي ينبني على مبدأ التشابه، حيث أن خصوبة المرأة في طقس الكديدة تماثل خصوبة الأرض، لا سيما حين يقترن هذا الطقس بطقوس و ممارسات أخرى تقام شعائرها في عاشوراء، كطقس دفن بقايا الشعر، ودفن بابا عايشور، وطقس “العنصرة” عند الأمازيغ، وهي كلها طقوس تنطوي على تمثل المرأة المثمرة التي تشاكل خصوبة التربة، كما تنص على ذلك تقاليد و أعراف المجتمع الزراعي الذي يخلد أعياد الخصب الزراعية عن طريق طقوس الجنس المقدس– ناهيك عن أمثلة حية أخرى تزخر بها الثقافة الأمازيغية، كطقس طلب المطر (تغنجه) وأسطورة الجنس المقدس لإله المطر أنزار.
ثانيا، يمكن تصنيف طقس اللحوم المقددة ضمن خانة الطقوس التطهيرية، لأن المرأة القحط تسعى من خلال هذا الطقس إلى أن تتطهر من رواسب وبقايا المكائد والمناورات السحرية المفترضة، والتي يعتقد أنها السلاح المهلك الذي يستخدمه الخصوم والأعداء طيلة السنة لزرع العوائق والموانع في طريقها، فاحتفال نهاية السنة هذا يوفر لها الحماية والأمان و سلامة الإخصاب والحمل في العام الموالي . و ليس من باب الصدفة أن يقام هذا الطقس بعد اشتعال نيران عاشوراء، إذ أن للنار في الذهنية الثقافية الشعبية دلالات رمزية استشفائية تعالج عدة أسقام، خصوصا عند استخدام تقنية الكي بالنار، كما أنه ليس عرضياً أن تسمى النار بلفظ “العافية” في الدارجة المغربية، إذ يحيلنا هذا التعبير على معان إيجابية تلتحم به كالمعافاة والصحة و سلامة الجسد، ونسوق مثالا في هذا السياق يبين لنا كيف تستخدم نار عاشوراء الجماعية أو الفردية التي توقد بمجامر صغيرة في تطهير الأمكنة، والحيوانات والأشخاص، إذ تروي أحد المبحوثات أنها تقفز في تلك الليلة المباركة فوق المجمر الملتهب عدة مرات، داعية النار أن تنقذها من اعتلالها وأن تشفي أوصابها، فتقول: “خليت فيك مرض راسي وعضامي!” (تركت فيك ضر رأسي وعظامي). يبدو لنا جليا من خلال هذه الأمثلة لماذا تتشبث النساء بالاحتفال بطقس الكديدة بعد اشتعال نار عاشوراء، إذ مادام يأتي هذا الطقس لاحقا، فإنه يصادف أجواء نقية مطهرة، تمهد سبيله، و تجعل أدعيته مستجابة في التصور اللاواعي لهؤلاء النساء اللائي يعتقدن في السطوة المؤثرة للعلاج بالنار والاحتفال بالكديدة، و لاداعي للتذكير في هذا الصدد بتأثير البلاسيبو.
ثالثا، يقام طقس الكديدة كما ذكرنا سابقا خلال فترة عاشوراء، لأن هناك اعتقادا سائدا بين النساء في أن هذه المناسبة تتيح للمرأة إبراز مهاراتها السحرية، ومعرفتها بعالم التنجيم، وتشكل فرصة لاستجابة القوى الغيبية لاحتياجاتها ورغباتها، ومعاضدتها عبر طقوس و ممارسات سحرية. باختصار، قد يشارك البالغون والأطفال الذكور في احتفالات عاشوراء، لكن النساء تعتبر ذواتا فاعلة في هذه الطقوس، و كما ناقشنا الموضوع في مقالات سابقة، تشعر النساء بارتياح مؤقت من نير المراقبة الذكورية المهيمنة خلال هذه المنافذ الطقوسية، ويحصلن على مساحة مباحة من الحرية للتعبير عن غضبهن وإحباطاتهن، وتحديهن للسلطة الثقافية للذكور في لحظة بهيجة، يثبتن من خلالها وجودهن، ولو لمدة قصيرة مرخصة، تشكل مصدرا سحريا يضمن لهن الشعور بالأمان، ويجدد لهن الثقة في أنفسهن، حتى يستطعن الصمود طيلة السنة الموالية في وجه نير الهيمنة الذكورية، ويدافعن عن مواقفهن في مجال عائلي خاص يئن تحت وطأة عنجهية النظام البطريركي وغطرسته.
* تعتبر الأعشاب التسخينية من أشهر البهارات المعروفة في المغرب، وتباع عند العطار، حيث تعرف في الدارجة باسم “المساخن”، و تستخدم لعلاج نزلات البرد، و أمراض المسالك البولية، و مشاكل العقم، و تشمل عددا من المكونات، نذكر منها رأس الحانوت (أفضل توابل العطار)، وتتكون هذه البهارات من التوابل التالية: نويويرة، كبابة، لسان الطير، ضهر الفلفل، قاع قلة، خرقوم عود، سكينجبير، لبزار البيض، بسيبسة الخ…بالإضافة إلى مكونات أخرى مثل الكبار، حبة حلاوة، ودن الحلوف، حب رشاد، زعتر، قرنفل، جنجلان، الخروع، قرجلان/خدنجل، الحبة السوداء/الشانوج، خزامه، زعفران حر، الخ . ووفقا لبعض المبحوثات، ينبغي أن تجفف هذه المكونات جيدا، ثم تغربل وتنقى من الشوائب، ثم تطحن على شكل مسحوق، و يجب في نظرهن توخي الحذر باستخدام كمية قابلة للقياس لعلاج الأمراض المذكورة أعلاه. و عادة، ما تذهب المريضة أو المتوسلة أولا إلى الحمام للاضطجاع وإحماء جسدها، ثم تعود إلى المنزل لتناول طبق من الدجاج البلدي مطهو بهذه التوابل و الأعشاب الغنية السالفة الذكر. و بعد ذلك، تتمدد فوق سرير النوم، وتلتحف بالبطانية جيدا للمحافظة على دفء جسدها، والملفوظ الشعبي المستعمل في هذا السياق، يأتي كما يلي: “يجب على المريضة أن تعرق على الأعشاب” (خاصها تعرق عليهم). ووفقا لأحد العشابين، فإن النساء لا تستطيع شراء الوصفات معتمدة على خبراتهن، إلا ذوي الدربة فقط من النساء التقليديات اللواتي يفقهن في مزج المكونات والأجزاء الدقيقة لهذه الخلطات، أما بقية السواد من النساء، يفضلن وضع ثقتهن في عطار ضليع متمرس على تحضير وصفات الأعشاب الطبية.
د.محمد معروف، أستاذ بجامعة شعيب الدكالي – الجديدة
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=17493