أزمور انفو24:
نظم المجلس العلمي المحلي بالجديدة بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالجديدة يومه الأحد 20 غشت 2023 بدوار لعيايشة التابع لجماعة اولاد رحمون حفلا قرآنيا بهيجا بمناسبة الذكرى السبعين لثورة الملك والشعب وعيد الشباب المجيد وقد سهر على تنظيم هذا الحفل وتسيير فقراته الإمام المرشد عبدالحميد مقبول.
افتتح الحفل بقراءات جماعية للقرآن الكريم من طرف فقهاء المنطقة
بعدها قدم الاستاذ المختار نعيم كلمة باسم المجلس العلمي بين فيها فضل القران الكريم والعمل به مبينا أن الله تعالى أنزل كتابه شرعًا للعباد، ومنهجًا يحتذون طريقه، والعمل بكتاب الله تعالى هو أصل كل سعادة؛ فلن يسعد الخلق إلاَّ إذا عملوا بكتاب ربهم تبارك وتعالى، كما أنَّ ترك العمل بكتاب الله تعالى أصل كلِّ شقاء
مستدلا بقوله تعالى : “قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى”
مذكرا الحضور أن العمل بالقرآن هو ديدن السلف الصالح وشعارهم في هذه الدنيا؛ فسعدوا بذلكـ وجعل الله لهم التمكين والثبات في الحياة الدنيا، وسيجزيهم يوم القيامة خير ما يجازي به أولياءه مستحضرا أقوالهم في الموضوع:
قال ابن عمر رضي الله عنهما : كان الفاضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر هذه الأمَّة لا يحفظ من القرآن إلا السورة أو نحوها، ورُزِقوا العمل بالقرآن، وإن آخر هذه الأمَّة يُقرِئون القرآن منهم الصبيَّ والأعمى، ولا يُرزقون العمل به !
وقال أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله : كنا إذا تعلَّمنا عشر آيات من القرآن لم نتعلَّم العشر التي بعدها حتى نعرف حلالها وحرامها وأمرها ونهيها .
وإذا رأى الناس شخصًا ترجم القرآن بأفعاله كان تأثُّرهم به أ شدَّ ممَّن حفظه أو فهمه ولم يعمل به .
وهذه الخصلة هي التي رفعت أولئك الطاهرين رضي الله عنهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا ذلك النموذج الصادق للوحي الصادق، أو قل : «كانوا قرآنا يمشي على الأرض» !
حتى كانت أخبارهم كضربٍ من الخيال؛ لأنَّ الناس لم يعهدوا مثل تلك الأخلاق .. ولكنه القرآن الذي يرفع الله به من يشاء من عباده، ومن رفعه الله تعالى بكتابه؛ فأكرم بذلك من شرف وسؤدد، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
وفي مداخلة للاستاذ محمد مقساوي حول السياق الذي جاء فيه هذا الحفل وهو الذكرى السبعين لثورة الملك والشعب وعيد الشباب المجيد حيث يحتفي الشعب المغربي قاطبة يومه الأحد 20 غشت بذكرى ثورة الملك والشعب، وهو اليوم الذي أقدمت فيه السلطات الاستعمارية الفرنسية على نفي السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه والأسرة الملكية خارج أرض الوطن إلى كورسيكا ثم بعدها إلى مدغشقر، كشكل من أشكال الانتقام، لما كان يعبر عنه جلالته من مواقف مؤيدة ومساندة للحركة الوطنية وداعمة لاستقلال المغرب وسيادته ووحدته الترابية.
ويشكل تخليد هذه الذكرى الغالية على كل المغاربة ملكا وشعبا مناسبة لاستحضار معاني ثورة وطنية متجددة لبناء وإعلاء مكانة الوطن وصيانة وحدته الترابية. ففي يوم 20 غشت 1953 الذي تزامن أنذاك مع ليلة عيد الأضحى المبارك، اندلعت هذه الثورة المباركة حينما امتدت أيادي المستعمر الغاشم إلى رمز السيادة الوطنية والوحدة وبطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، لنفيه وأسرته الملكية الشريفة وإبعاده عن عرشه ووطنه، متوهمة أنها بذلك ستخمد جذوة الكفاح الوطني وتفكك العرى الوثيقة والترابط المتين بين عرش أبي وشعب وفي.
فكانت هذه الخطوة البئيسة بداية النهاية للوجود الاستعماري وآخر مسمار يدق في نعشه، حيث وقف الشعب المغربي صامدا في وجه هذه المؤامرة الدنيئة، مضحيا بما عز وغلا في سبيل عزة وكرامة الوطن، وصون سيادته وهويته وعودة الشرعية والمشروعية بعودة الملك الشرعي مظفرا منتصرا حاملا لواء الحرية والاستقلال.
لقد كانت ثورة الملك والشعب محطة تاريخية بارزة وحاسمة في مسيرة النضال الوطني، الذي خاضه المغاربة عبر عقود وأجيال لصد التحرشات والاعتداءات الاستعمارية، فقدموا نماذج رائعة وفريدة في تاريخ تحرير الشعوب من براثن الاستعمار، وأعطوا المثال على قوة الترابط بين مكونات الشعب المغربي، بين القمة والقاعدة، واسترخاصهم لكل غال ونفيس دفاعا عن مقدساتهم الدينية وثوابتهم الوطنية وهويتهم المغربية.
وبهذا بقيت ملحمة ثورة الملك والشعب في قلب كل مغربي لها مكانة كبيرة ومنزلة رفيعة لما ترمز إليه من قيم حب الوطن والاعتزاز بالانتماء الوطني والتضحية والالتزام والوفاء بالعهد وانتصار إرادة العرش والشعب.
كما أشار في كلمته إلى عناية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشباب التي يستلهم منها مولانا أمير المؤمنين عنايته بهذه الفئة من رعاياه باعتبارها أمل ومستقبل هذا الوطن.
وبعد ذلك قدم الدكتور عبدالصمد السايسي الحسني مداخلة حول ثمرات حفظ كتاب الله تعالى ذكر فيها أن الله تعالى يسّر على عباده قراءة القرآن الكريم؛ تلاوة وحفظاً، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)، وتكرر ورود هذه الآية أربع مرات؛ تأكيداً على ذلك، وفي ذلك دافع للمسلم ليكثر من تلاوة القرآن الكريم وحفظه والعمل على تعلّمه وتعليمه، وقد ميّز الله -تعالى- أهل القرآن بأن جعلهم أهله، كما أنّ الله -تعالى- اختار محمد -صلّى الله عليه وسلم- بالقرآن؛ فقال: (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ). متتبعا بالشرح والتحليل للآيات التي تبين أن القرآن الكريم روح هذه الأمة والجسد بلا روح لا معنى له..
وبعد ذلك تطرق الإمام المرشد بوشعيب القز في كلمة مقتضبة إلى آفاق حفظ كتاب الله ومواصلة الدراسة في التعليم العتيق والأصيل في ظل العناية المولوية لوملانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، كما أبرز أهم الغايات التي جعلت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تهتم بالتعليم العتيق لتحفيظ كتاب الله العزيز و تنشئة طلبة العلم وتفقيههم في أمور دينهم وتبصيرهم بالأحكام الشرعية على نحو يتمكن فيه الطالب من الإلمام التام بالعلوم العربية والفقهية باعتبارها إحدى دعائم المعرفة لما تشتمل عليه من معلومات وفوائد دينية قيمة.
ولذلك فإن هذه الوزارة تسهر على أن يحيط كل طالب من طلبة هذه المدارس بعلوم ومعارف عصره في مختلف أبواب العبادات والمعاملات على مقتضى مذهب مالك إمام دار الهجرة، حفاظا على كل ما من شأنه تزويد الوطن بأجيال تتوفر على حسن الفهم لمبادئ الدين وتوظيفها في بناء الوطن وازدهاره وحماية الهوية الإسلامية من التيارات المعادية وكذلك حفاظا على ما من شأنه تلبية حاجيات البلاد في ميدان القيمين الدينيين والوعاظ والمرشدين والخطباء والمدرسين.
ليختم هده المداخلات الإمام المرشد عبدالكريم بولهيب بكلمة تتبع فيها بالشرح والتحليل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
ومعنى هذا أن خير الناس من أقبل على تعلم القرآن حفظا وتلاوة وتدبرا، وعلَّمه غيره حفظا وتلاوة وتدبرا، وهذه الخيرية مطلقة لأنها تتعلق بكلام الله، وخير الكلام كلام الله ، والجامع بين تعلُّم القرآن وتعليمه مُكمِّل لنفسه ولغيره، جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدّي، ولهذا كان أفضل
وهذه الخيرية يستحقها العبد في الدنيا ، وفي الآخرة، أما في الدنيا فلحديث أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله فإن كانت قراءتهم سواء، فليؤمهم أقدمهم هجرة..) .
وأما في الآخرة، فلما رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخرآية تقرأ بها) رواه أبو داود الترمذي.
وفي الختام يمثل هذا الحديث بيان شرف القرآن وفضل تعلمه وتعليمه، كما فيه بيان أن أفضل العلوم ما كان له صلة بهذا القرآن، وهو أيضا دليل على فضل حامل هذا القرآن، متعلما كان أو معلما إذا كان عاملا بما فيه، ومخلصا في تعلمه وتعليمه.
وقد تخللت فقرات هذا الحفل فقرات إنشادية وأمداح نبوية…
وختم هذا الحفل بتكريم شابين من شباب القرية حفظا القران الكريم كاملا وبالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين على ما بذله و يبذله من جهود لخدمة القرآن الكريم وسنة رسولنا الكريم، وبالرحمة والغفران للملكين المجاهدين جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما.
في المتابعة ذ محمد مقساوي
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=51697
