أزمور أنفو 24 المتابعة: عبدالواحد سعادي
من جميل المناسبات ،وجليل الموافقات، أن يكون أول مؤسس للدولة العلوية الشريفة يحمل الاسم الكريم محمد وهو الملك الهمام المولى محمد تغمده الله برحمته.
وأن يكون ملكنا أمير المؤمنين سيدي محمد حفظه الله ورعاه يحمل نفس الاسم المحبوب،ومن المعلوم أن هذا الاسم المبجل لع اعتبار خاص في الاسلام،فهو اسم سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم،وقد جاء هذا الاسم في القرآن الكريم في أربعة مواطن ،في سورة آل عمران الاية 144 ” وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل” وفي سورة الاحزاب ،الاية 40 ” ما كان محمد أبا أحد من رجالكم،ولكن رسول الله وخاتم النبيئين” وفي سورة محمد الاية 2 ” والذين آمنوا وعملوا الصالحات وامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم” وفي سورة الفتح الاية 29 ” محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم”.
واسم محمد اسم شريف مشتق من الحمد الذي يحبه الله سبحانه ،ومن أسماء الله الحسنى الحميد ، بمعنى حامد ومحمود ،فهو حامد لنفسه ولسعي عباده المخلصين،ومحمود لحمده لنفسه، وحمد خلق له،المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى،للامام الغزالي .
ونظرا لتسلسل ملوك دولتنا العلوية الشريفة من السلالة المحمدية الطاهرة،وانتمائهم الى موئل الشجرة الزكية الطاهرة،وعملا بمحبة الرسول الأعظم والنبي الأكرم ،سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،فان هؤلاء الملوك الأماجد سمو أبناءهم وأحفادهم باسم جدهم المبارك الميمون.
وفي دولة الاشراف الكرام وجواهر يتزين بها الذكر و الكلام ،وباقة من زهر وأفنان تليق بالمقام، لملوك عظام وحماة الاسلام والنظام ،منهم سيدنا وامامنا محمد السادس له النصر والتأييد على الدوام ،راميا في نفس الوقت الى ما يحقق ذاكره الجليلة في عيد شبابه الميمون الذي هو غرة في جبين الأيام،وذكره الجميل المحبوب زينة الكتب والاقلام.
فمن الملوك المحمدين في عهد هذه الدولة المباركة،المولى محمد بن الشريف مؤسس الدولة العلوية ” محمد الاول” ـ المولى محمد بن مولاي اسماعيل “محمد الثاني” ـ سيدي محمد ابن عبدالله ” محمد الثالث” ـ سيدي محمد بن عبد الرحمان ” محمد الرابع” ـ سيدي محمد بن يوسف”محمد الخامس” ـ سيدي محمد بن الحسن الثاني “محمد السادس” .
سيدي محمد الأول توفي شهيدا عام 1664 م / 1075 ه ـ سيدي محمد الثاني المتوفى عام 1775 م / 1189 ه ـ سيدي محمد الثالث المتوفى عام 1790 م / 1204 ه فخر ملوك الدولة العلوية ، ومجدد إهابها وممن أعاد اليها نضارة شبابها، العالم المجاهد ، الكريم، ابن الاكرمين ، له في كل المجالات أثر وفي كل الميادين نظر، حرر البلاد من كيد الاعداء المناوئين وأحيا شعيرة الجهاد ، بنى مدينة الصويرة وحرر أرض الجديدة وحمى الثغور من الشرور ـ ثم سيدي محمد الرابع المتوفى عام 1290 ه / 1883 م ، السلطان المجاهد في سبيل الله ووطنه، المكافح عن حوزة وطنه وبلاده بالنفس والنفيس، وكان له مع العدو الاجنبي جولات ،انتهت بالانتصار كما كان له مع فتن القبائل صولات ، حاز في نهايتها النصر والفخار ،نظم الجيش على الطراز الحديث واعتنى بالعلم وشؤونه وفي عهده عم الأمن والأمان واستقرت الأحوال في كل مكان، أنظر في ترجمته الاستقصاج 9.ص80 ـ ثم سيدي محمد الخامس المتوفى عام 1380ه / 1961 م، ملك المغرب المفدى ،رمز الاستقلال وأب الوطنية المغربية، المناضل الذي ضحى بعرشه في سبيل وطنه وشعبه،الملك الانسان الطاهر النبيل الذي أحبه المغاربة حبا كبيرا،كتب له الحب والصفاء في السماء فكان له مثله في الأرض مع الثناء والفداء ،فتربع طيب الله على عرش القلوب وكان بحق المثل الأعلى للملكالمحبوب ، واجه الاستعمار من أجل التحرير بكل شجاعة وصبر وناصر الحركة الوطنية في السر والجهر،وتعرض للنفي والغربة في سبيل الاستقلال يوم 20 غشت 1953 وكانت ثورة الشعب العارمة وهي تعارض هذا النفي الغاشم والعمل الظالم الصادر من الحماية الفرنسية ،وفي يوم نونبر 1955 عاد جلالة الملك المفدى الى بلاده ،وأرض أجداده منتصرا معززا مكرما فاستقبلته الوفود بدموع الفرح وخفق البنود وهو يتلو نور الله ضريحه ،قول سبحانه وتعالى3 الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور” فعليه رحمة الله الشاملة ومغفرته الدائمة الكاملة، على ما أسدى للمغرب والمغاربة من فضل وبر واحسان وعلى ما قام به من جهاد وكفاح واصلاح ،سيجازى عليه في دار السلام وجنة الرضوان ـ ثم أمير المؤمنين سيدي محمد بن الحسن الثاني ،محمد السادس حفظه الله ورعاه الملك المحبوب ،سليل الكرام الأماجد أمل المغرب والمشرق رمز السيادة وعنوان الريادة ،العالم الحقوقي ،الانسانية دثاره والاحسان شعاره،كان اسمه الكريم موافقا لاسم جده العظيم،في علو نفس ودماثة خلق ،وشهامة روح، وحب للوطن وحنو على الفقراء ورحمة بالضعفاء.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=9972
