أزمور أنفو24 المتابعة: عبدالواحد سعادي
وصل الوزير الأول التونسي محمد المزالي للمغرب،ولأول مرة في حياته يستقبل في المطار بالنشيط الرسمي التونسي،المزالي هذا كان رجل فكر أدبي ،عربي الاتجاه،لم تؤثر ثقافته المزدوجة على ما يمكن وصفه بالتعصب لكل ما هو عربي،وهذه أول مناسبة يجتمع فيها مع الملك الراحل الحسن الثاني رضي الله عنه .
قال جلالته لسفيره المحبوب محمد التازي ،سأثير مع الوزير المزالي منذ البداية موضوع التعددية الحزبية وضرورة التعجيل بالسماح للمستيري انشاء حزب معارض ،فالتحدي الذي يواجههنا في المنطقة هو تحدي الحزب الواحد،وفي 1978 استقل جلالته السيد المستيري والح عليه بانشاء حزب معارض معارضة شرعية ،ولكن المستيري استبعد الفكرة لصعوبة تحقيقها مع وجود الرئيس بورقيبة.
وعند حديثه للوزير المزالي عن التيارات الفقهية في البلدين قال جلالته :حين توفي الفاضل بنعاشور وعلال الفاسي قلت في نفسي سينقرض الفقة المالكي بغيابهما ،ولكن حين استمعت الى ابن الخوجة اطمأن قلبي على أن تلاميذهما سيواصلون الطريق،ومما يسعدني أن في خزانتي تسجيلات للشيخ الفاضل بن عاشور واستمع لها بين الحين والحين،انها ثروة علمية أنفرد بها.
ويعلق الوزير الاول التونسي قائلا: ان الفرق بين العالم بنعاشور وبين الزعيم علال الفاسي ـن بن عاشور كان عالما متبحرا في العلوم الدينية وتفسير القرآن تفسيرا بيانيا تفوق فيه على تفسير الزمحشري ،أما السيد علال الفاسي فانه كان عالما فقيها محدثا ،فانه كان زعيما سياسيا ،فجمع بين علوم الدين وعلوم السياسة ،فوافقه جلالته على وجود هذا الفرق وأثنى الثناء الجميل على علال الفاسي وقال جلالته ،لقد احسست بفراغ في الحياة العلمية والسياسية بوفاته،وكان الحديث عن علال مدخلا للحديث عن الحياة السياسية والحزبية في البلدين ،وتطرق سيدنا رضي الله عنه مباشرة الى موضوع التعددية الحزبية واثرها في تطوير الحياة الديمقراطية مؤكدا انه لا يخشى من كثرة الاحزاب لانه في النهاية لا تبقى الا الاحزاب التي لها ماضي،ولها رصيد شعبي، وقال جلالته لقد كلفت سفيري محمد التازي بان يشرح للسيد نويرة شفاه الله وجهة نظري من ضرورة وجود حزب معارض،ووجوده لن يؤثر على مكانة الحزب الدستوري ولا على الزعامة التاريخية للمجاهد الاكبر ،ثم دعوت المستيري لمقابلتي وشجعته على تاليف حزب ،ثم استقبلت رئيس الامة السابق الصادق المقدم، وطلبت منه ان ينقل للرئيس بورقية وللوزير الاول رايي بالسماح بوجود حزب معارض لان ذلك هو التحدي الذي نواجهه في المنطقة ويضيف جلالته قائلا: كلما اعددت لافتات الولاء للوطن ،كلما كان ذلك أدعى للاستقرار واطمئنان النظام، لان الولاء للوطن لا تفرضه قوة الحكم،ولا أجهزته،اما الولاء للحزب الواحد فليس بالضرورة ولاء للوطن ولا للنظام،لان أجهزة الحكم تستطيع ان تجمع المظاهرات وتجعل الهتاف والتصفيق عاليا،وبالروح بالدم نفديك يا…ولكن هل ذلك نابع عن ايمانلذلك أنصح وانا صادق في نصيحتي ان تعملوا على السماح للمستيري ورفاقه بتكوين حزب معارض ،حاى ولو كان عدد اعضائه عشرة اشخاص ،وقد وجدت فيه وفاء لتونس وحبا للرئيس واستقلالا في التفكير فلا يمكن اتهامه بالخضوع لاي جهة خارج تونس.
عقب السيد المزالي على توجيهات صاحب الجلالة بانه متفق مع جلالته بدون تحفظ ولا احتراز ،وان اخرين في الديوان السياسي متفقون على ضرورة السماح للمستيري او غيره بتكوين معارضة ،ولكن الرئيس يرى ان اي معارضة هي طعن في زعامته ،ومحاولة لاقصائه ،فماذا يستطيع خلفه ان يقدم للشعب ما حققه وانجزه في خمسين عاما ،هذا ما يقوله الرئيس كلما جاء حديث المعارضة،ويضيف المزالي:اعد جلالتكم اني ساواصل العمل مع الديوان السياسي لاقناع الرئيس بالسماح لاحمد المسايري بتأليف حزب جديد،فاذا تحقق ذلك فسيكون الفضل لتشجيعكم.
انتهت المقابلة بانبهار المزالي بها وبنتائجها وكان تعليقه للسفير التازي عليها،ليس من رأى كمن سمع،فهنيئا لكم بهذا الملك العظيم،بل هنيئا للمغرب العربي كله به.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=9066