أزمور أنفو24 : د. محمد معروف
يحتضن المشهد المارابوتي اليوم على امتداد البوادي المغربية العديد من المراقد المارابوتية المقدسة التي لا تزال تمثل خطا حدوديا يسيج حرمات تتخلل المناظر الطبيعية، مرصعة بجدران خارجية بيضاء، وأشكال هندسية مقببة، تترد فيها أوراد المريدين وأناشيدهم، و رقصات المتوسلين، مشربة بالعطور والأبخرة. وتعتبر الطقوس المارابوتية التي تشمل عملية صرع الجن، ورقصات الحضرة، شكلا من أشكال التعبير والتواصل المقبول اجتماعيا، حيث تعمل على ترويض النوازع العدوانية، و الإحباطات الناتجة عن القهر والغبن والتعاسة، وضنك العيش وهمومه، فتلبي حاجيات الذات الاجتماعية، النفسية منها والعاطفية، وتخلصها، ولو بشكل مؤقت من عتمة المصير، وتزرع الأمل بداخلها، مؤكدة أن الإغاثة والفرج قادمان لامحالة، كما أنها تستجيب لاحتياجات المجتمع العاجلة، من خلال العلاج بالوهم (Placebo)، والخلاص السحري، و محاولة التخفيف من عبء مشاكل المرض، و الضيق الاقتصادي و الاجتماعي، والحفاظ على التماسك الاجتماعي.
تزدهر الموسيقى الشعبية العلاجية بفضل مجموعة كبيرة من العوالم الروحية المارابوتية، و الإيقاعات الموسيقية التي تتخللها رقصات الجذبة والحضرة، و عمليات طرد الجن. وتظل الأسس المعرفية لهذه الممارسات الثقافية غريبة عن بعض الشرائح المتمدرسة التي قد تسترشد بالمعتقدات التجريبية المادية، فتلاحقها الحيرة، وقد تعتبر هذه الطقوس هرطقة ثقافية، بدلا من أن تنظر إليها كشكل من أشكال التصوف الشعبي الموجود على أرض الواقع، والذي يجب دراسته وفهمه في نهاية المطاف، أضف إلى ذلك انتشار الفكر الديني المتمذهب، الذي يخطئ هذه الثقافة بجميع أشكال تدينها، وعلى خلاف ذلك، يجب تفكيك رموزها الثقافية، و قراءتها قراءة علمية، فرفضها واعتبارها إسلاما خاطئا ، لن يغير من واقع الأشياء.
نحن نجادل على أن ثقافة الامتلاك الجني المارابوتية لازالت على قيد الحياة، و تعمل بشكل فعال، إذ يمكن من خلالها تسليط الضوء على ما يشعر به معظم المغاربة تجاه نظامهم السياسي و الاقتصادي الحالي، و كذلك على كيفية مقاومتهم للهيمنة السياسية و الاقتصادية، إذ يبدو أنه في عمق هذا المنطق الثقافي، يتم توظيف طقوس الامتلاك والحضرة بوصفهما شكلا من أشكال المقاومة الثقافية ضد الهيمنة.
هناك العديد من المسارات لأطروحتنا، فمن الناحية النظرية، يفترض امتلاك الجن للإنس نفاذية الجسد، إذ أن القوى الخارجية المهيمنة التي لا يمكن استيعابها في أشكالها التجريدية، قد تدخل جسم الإنسان على شكل أرواح، وأشباح، وجن، وسحر، ولها قدرة على السيطرة والتحكم في الذات الاجتماعية، ولا ينظر إليها على أنها ملتحمة بالجسد، بل إنها منفصلة ومستقلة عنه، ومختلفة اجتماعيا، فهي تنتمي إلى مجموعات، وجندريات، وأعراق غريبة، لكنها تظل معروفة ومألوفة بطريقة أو بأخرى، وقادرة على بعض العطاءات، وتوجد داخل العالم اليومي. تعتبر هذه العملية برمتها وسيلة لاستشعار القوى الهيكلية الكبرى الماكروية التي لا يمكن فهمها بشكل مجرد، من طرف الأعضاء الاجتماعين الرابضين في أسفل الهرم الاجتماعي، كما لا يمكن إدراكها مباشرة عبر اصطلاحات ثقافية محلية ملموسة.
نحن نرى أن هناك أشكال تحدّ كثيرة ترتع في هذه التربة الصوفية الخصبة، و يمكن نقل أغراسها إلى تربة مآزق حديثة وشتلها من جديد، فعلى سبيل المثال، لما تنعقد المحكمة الطيفية الأسطورية خلال محاكمة الجن، ببويا عمر، أوابن يفو، أو سيدي شمهاروش، على الأقل داخل هذا النوع من المحاكم ينصت إلى المتوسلين، ويحصلون على قسط من القصاص ولو بشكل وهمي، وهذا أكثر مما يحصلون عليه في واقعهم المعيش لمجابهة ضنك الحياة الاجتماعية، ومظالمها الاقتصادية والسياسية العديدة.
يمكن الامتلاك الجني الوسيط البشري المضيف من إظهار بعض القدرات المتساوية أمام نظيره الجني، ولا يزال هذا الأخير حتى الآن قوة غير مفهومة بالنسبة للعضو الاجتماعي، بالرغم من شخصنته في صفات آدمية، فإن الامتلاك الجني، ليس سحقا لحشرات دون لون أو خيال بشري، إذ أن الذات الاجتماعية المضيفة قد لا تستطيع السيطرة على مصيرها، ولكن على الأقل تستطيع الابتلاع المحتمل لكثافة من القوى الهيكلية الغريبة و المخيفة حقا، من خلال تجسيدها في كائن جني أكثر أنسا، وبالرغم من أنه قد يكون مؤذيا، فإنه على الأقل قابل جزئيا للتحاور و السيطرة.
إن ابتلاع القوى الاجتماعية على نطاق واسع وهضمها، باعتبارها سكنا داخليا، يعترف على الأقل بأهمية التوسع البشري من خلال احتضان قوى غير شخصية ، وعلاوة على ذلك، فإن الاحتلال المزدوج للجسد (آدمي وجني) على الأقل يطرح عمليا إن لم يكن فلسفيا موضوعا حول كيف يفترض أن تكون الذات الاجتماعية المستقلة، وما نوع الخطاب الذي من المفترض أن ترقص عليه، وهذه جميعها ملفات مغلقة في السجل الحاكم المهيمن، إذ لا يعرف كيف من المفترض أن تتحول الذات الاجتماعية المقهورة إلى ذات رافضة معارضة و محتجة.
في الواقع، إن السياسة المارابوتية للمقاومة محاصرة في حلقة مفرغة من السلطة التي اشترت ولاءاتها مقدما، ولهذا تظهر الذات المارابوتية كذات نفاذية مدربة على التحدي، و إعادة النظر الرمزيين في السلطة، لكن دون اختراع أشكال احتجاجية جديدة لفائدة الذات الاجتماعية، أو زعزعة استقرار الأشكال الراسخة للوجود والمعرفة.
و في هذا السياق، تدور المقاومة المارابوتية في دوامة من العلاقات السلطوية الثابتة، والمقفلة مسبقا من قبل المؤسسة المارابوتية، إذ تسود مظاهر مكافحة الهيمنة في شكل طقوس، ورقصات الحضرة، وعمليات طرد الجن، لكن دون أن تستطيع الذات الاجتماعية من خلالها الهروب من وضعها الاجتماعي، وذلك بالرغم من أنها تستطيع أحيانا التملص من التقاليد والأعراف المحيطة بهذا الوضع. وقد تصبح الذات الاجتماعية بطريقة أو بأخرى حرة على المستوى الرمزي، تتحدى و تتجاوز القواعد والقوانين الاجتماعية على الأقل لفترة من الوقت، وهذا قد يعتبر نوعا من الخلاص السحري الذي لا يمت بصلة إلى التحرر الاجتماعي المنشود. وقد ينظر إلى هذا على أنه حيلة من السلطة للترخيص للذات المحتقنة بتفريغ نوازعها وشحنتها الحاقدة وتخفيف توتراتها حتى تعود مستعدة للقبول برتابة الحياة الاجتماعية، و تسلسلاتها الهرمية، لكن تظل تلك المعاني البديلة كامنة في كل وقت، ويمكن أن تطفو على السطح من جديد في ظل الظروف الاجتماعية والسياسية المناسبة، لأن التدين الشعبي أبقى بذور المقاومة على قيد الحياة، حيث يمكن زرعها من جديد في تربة ثقافية مختلفة.
و عموما، يعتبر استمرار إحياء طقوس طرد الجن ورقص الحضرة بين العوام بمثابة جمود هذه الفئة سياسيا، إذ أن أي تحرك ملموس نحو التحرر الاجتماعي، لم يحدث بعد، ويمكن أن ينظر إلى هذا الشكل من المقاومة الثقافية كنشاط تحويري وهمي، يقوم من خلاله المستضعفون بطرد الخطر في الخيال دون أي جرأة على إدراك خطر الظالم الحقيقي ومواجهته. إن الخطر القسري والخوف الملهم القادم من الحقائق الاجتماعية، أو القوى مجهولة الهوية، قد يتمثل في الخيال على شكل مرئي-خفي من الجن أو الشر، و يرمز إليه بالاسم والصورة والسلوك الاجتماعي، فاليهود، على سبيل المثال، الذين لم يتمكن العرب من هزيمتهم في الواقع، يتمثلون ثقافيا كجن و مردة لا تقبل الهزيمة في الأساطير المغربية، حيث هناك إجماع واضح بين المعالجين والمرضى على حد سواء على قوة الجن اليهودي التي يصعب تجاوزها، ويعتقد أن يكون الصنف الأكثر ضررا من الجن، تماما مثل نظرائهم الإنس، ويعتقد أنهم كذابون، ويقومون بتعذيب الجسد الذي يمتلكونه، ويوهمون المعالج أثناء عملية صرعهم بالخروج، إذ يتمردون و يتحايلون عليه عبر إعطائه العهود ونقضها.
يعتبر السلطان الأسود (السلطان الكحل) شخصية أسطورية أخرى سكنت المخيلة الشعبية المغربية لعدة قرون، فهي رمز للحاكم الذي يمارس الإرهاب والقمع في المخيال الشعبي، وهو لا يقهر لا في الواقع ولا في الخيال على حد سواء، وقد لاحظنا أن المرضى الذين يزعمون أنهم تحت سيطرة الأسود (الكحل) لا يسعون إلى طرد الجني، ولكن يعمدون إلى مجرد تهدئته عبر طقوس، مثل رقصات الحضرة، وذبح القرابين لعقد تسوية سلمية مع أوامره، وإبرام عقدة هدنة إلى حين. لقد كان السلطان الأسود (السلطان الكحل)، تاريخيا، كنية أطلقها العوام على أبي الحسن المريني أو مولاي إسماعيل، ربما بسبب سواد لون بشرتهما، و اشتهر المولى إسماعيل بقسوته التعسفية القمعية العنيفة، و التعذيب اللأخلاقي، وقطع الرؤوس في الأماكن العامة، وتهدف هذه الممارسات إلى إرهاب قلوب الناس وملئها بالرعب والفزع. ووفقا لتراجم الأولياء وسيرهم، لا يمكن لأي سلطة أن تقف ضد جبروته سوى بركة الأولياء، ولا يجب أن ننسى أن الحاج التهامي الكلاوي الذي شغل منصب قائد بمنطقة الحوز لقب هو الأخر بالسلطان” الكحل “.
وتوجد في الأساطير المغربية هوية جنية أخرى تدعى عائشة قنديشة (وهذا اللقب، هو تشويه صوتي لللقب التشريفي البرتغالي “كونديسسة” [السيدة النبيلة])، وهي شخصية أسطورية قوية عنيفة، لكنها تختلف عن النموذج السابق لكونها مناهضة للهيمنة. وتتمثل في المخيلة الشعبية كمصدر خوف يلازم البرية والبحر وعالم الظلام. تاريخيا، كانت عائشة قنديشة محاربة خلال الحقبة الاستعمارية البرتغالية في المغرب، وتميزت بتكتيكات حرب العصابات، وأبرزت نهجا وتكتيكا قتاليا غير عادي عن طريق استدراج الجنود إلى البرية، وقتلهم، والتنكيل بهم عن طريق تقطيعهم وتشويه جثثهم. وقد زرعت عمليات القتل الوحشية والتشوهات التي أحدثتها في جثث العدو الرعب في قلوب السكان الأصليين إلى درجة أنهم بدأوا يشككون في ما إذا كانت عائشة إنسية حقا، فالأهوال الأسطورية التي نسجت حولها، رمت بالتأكيد إلى إضعاف معنويات العدو وإرادته وقوته. و يمكن أن تكون هذه المحاربة الشجاعة قد توفيت في الواقع، لكنها عاشت في الخيال الشعبي كأميرة جنية، تصول و تجول دون رادع في البرية عند حلول الظلام.
ونستدعي مثالا آخر من عالم الجن، فنتأمل كلمة (باشا)، حيث تعزى إلى الجني المسمى الباشا حمو، و كلمة باشا لفظ لغوي يموضع الجني في الزمان والمكان، إذ يشير إلى لقب تشريفي إداري مغربي خلع على عالم الجن، وهذا مثال يضاف إلى الأمثلة السابقة عن كيفية إسقاط المغاربة لخوفهم الوهمي من القمع على عالم الجن. ويبدو مجتمع الجن مشابها تماما للمجتمع المغربي، حيث يشتمل على السلاطين، والقياد، والباشاوات، والقوات المساعدة (المخازنية)، وهذه جميعها شخصيات توراتية (archetypal) تمثل صورا مصغرة من القمع والترويع اللذين تختزنهما المخيلة الشعبية.
ووفقا للفقهاء المعوذين الذين قابلناهم خلال قيامنا بمشاريع بحثية في الموضوع، يعتبر الباشا حمو واحدا من ملوك الجن، وهو جني لا يقهر يتردد على المذابح والمسالخ (نحيرات)، وهو جزار يحب الدم، فالجثة ( الخشبة) التي يدخلها تحب رقصة الحضرة، و ممارسات ضرب الأطراف، وجلدها، وشقها، وتجريحها، وبالنسبة للنساء، فإنه يتسبب لهن في النزيف. وهذه الخصائص تساعد على الإسقاط اللاواعي الجماعي للباشا الحقيقي، تلك الشخصية القمعية التي ملأت قلوب الناس بالرعب.
إذن، في الأساطير المغربية، يعكس عالم الجن العالم الاجتماعي، فكثير من الجن هو بمثابة إسقاطات لصور الهيمنة التي مارستها شخصيات تاريخية مستبدة تركت على الكرامة الجماعية الشعبية ندوبا أسطورية لا تمحى، وخير دليل في هذا الصدد، هو المثال أعلاه للجني الباشا حمو الذي يعتبر بناء أسطوريا خياليا للباشا التاريخي الحقيقي. في الواقع، كان هناك بالفعل اثنان من القواد التاريخيين الحقيقيين الذي مارسوا القمع، و كلست أسماؤهم السجلات التاريخية المغربية: هناك الباشا حمو بن العباس (1875-1975)، الذي حكم منطقة دكالة بقبضة من حديد خلال الحقبة الاستعمارية، و لازالت الذاكرة الشعبية في دكالة تحتفظ بروايات حول أحكامه الصارمة، لكن المنصفة أحيانا، إذ حمل مؤيدوه شعار أن له قفطانا بلون الكبريت، وأن حكمه ينطق بالحقيقة: “قفطانو كبريتي وحكاموا فيريتي”، و هناك الباشا حمو، الذي توفي في عام 1900، ودفن في مقبرة سيدي و سيدي بتارودانت، والذي اشتهر بقطع الرؤوس إلى درجة أن الروايات التاريخية تحدثت عن عدد الرؤوس المبتورة والمعلقة في الساحات، والتي تفوق عدد شرفات أسوار المدينة.
ونود أن نجادل هنا على أن التطابق الدقيق بين الشخصيات التاريخية وتمثلهم الأسطوري لا يهمنا في هذا النقاش، لأن تمثل الباشا حمو لا يمكن على أي حال تمييزه من الصورة الاجتماعية للسلطان الأسود، فكلاهما من الجن الذي قد يكون تجسيدا أسطوريا لمشاعر الخوف والإرهاب التي طبعت الثقافة المحلية، من قمع، وهيمنة السلاطين والمسؤولين الذين حكموا القبائل بطريقة وحشية، وغير إنسانية في تاريخ المغرب.
إن الأنغام العيساوية القادمة من مدينة مكانس، عاصمة الحكم الإمبراطوري فيما مضى، و كذلك الممارسات السادية المازوخية لطائفة حمادشة التي تتميز بضرب الرؤوس وشقها، كلها ذكريات شعبية تؤرخ بشكل درامي لمقاومة السلطان الأسود، وحكمه الاستبدادي الأسطوري، أضف إلى ذلك تمثيل دراما الباشا حمو، مصاص الدماء (الشارب دمو)، الراقصة و الملطخة بالدماء، وتجسيمها الاجتماعي. إذن، فالتعذيب الرمزي والوهمي الذي يمارسه السلطان الأسود الجني، و شق الجسد الذي يمارسه الباشا حمو— على الرغم من تباعدهما في الزمن التاريخي— يتجلى في استحضارهما في الزمن الأسطوري معا في أشكال درامية دموية تتألف من طقوس رقص الحضرة، يؤديها مجموعة من الوسطاء وأتباع الطوائف، بشكل دوري يتم من خلالها استدعاؤهما لحضور محاكمتهما الأسطورية، ويتم إعادة تمثيل الجرائم والمظالم والعدوان وسوء المعاملة التاريخية للذات الاجتماعية في طقوس و تمثيليات صامتة لاواعية تتسم بالرقص والهذيان. ويمكن اعتبار مثل هذه النماذج الثقافية من الرقصات و الحضرة، على حد تعبير فانون، “جهودا ضخمة لا شعورية يبذلها مجتمع يحاول جاهدا أن يروض مشاعر خوفه، وإحباطاته، ويحاول أن يفهم ذاته لتحريرها من قيود الهيمنة.”
بالرغم من أنه من السهل إدماجه في النظام الاجتماعي، يرمز التمثل الثقافي للرعب في شكل الأرواح والجن بالمخيلة الشعبية المغربية إلى أن المقاومة الثقافية، من خلال عمليات طرد الجن، ورقصات الحضرة، لا تزال ممارسة ثقافية نابضة بالحياة، وتضمن مساحة رمزية للجماهير، لممارسة بعض السلطة على الرغم من عدم تغيير الأوضاع، أو القيام بتحدّ قد يزعزع العلاقات الثابتة للسلطة. ولا يزال الامتلاك الجني يظهر جوانب من المقاومة والأنا الظاهراتية التي قد تفضح السلطة الحاكمة وتقوضها، إذا تغيرت الظروف الاجتماعية، وتسرب خطاب التوعية الثقافية إلى ثنايا الطبقات الدنيا في المجتمع، وحتى الآن، أضفت هذه الممارسات شرعية على التسلسلات الهرمية الاجتماعية، و علاقات القوة غير المتكافئة، عن طريق تنشيطها و تمثلها في الطقوس، ولكن الاحتواء لا يعني الهزيمة.
إن بذور التمرد والتطبع على مكافحة الهيمنة، لا تزال كامنة تحت هذه الرموز الصوفية، إذ نصر أنها لازالت جاهزة دائما كأدوات ثقافية ملحقة قد ترتبط بأشكال احتجاجية حديثة في ظل ظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية جديدة. ولا تزال المقاومة و الأنا الظاهراتية موارد لأنواع بديلة من التعبير تحت أشكال جديدة وضمن أزمات جديدة.
هذا المقال عمل مشترك بين د. بول ويليس، حالياأستاذ بجامعة بكين–الصين
و د.محمدمعروف،أستاذ بجامعة شعيب الدكالي– الجديدة
ترجمة د. محمد معروف
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=15867