أزمور أنفو 24 المتابعة: عبدالواحد سعادي وعبدالاله كبريتي.
حطمت حلبة استعراض ملحمة التبوريدة بفضاء موسم مولاي عبدالله الأغر برسم عام 2014 رقما قياسيا لها بخصوص الجياد المشاركة في الفانتازيا بحضور 1802 جواد المكونة ل 108 سربة أو علفة مساهمة ومتدافعة بأرضية الميدان ،تجسد جميعها لأحد أبرز الفنون التراثية المغربية الأصيلة الفريدة من نوعها بسائر بقاع الدنيا على الكرة الأرضية ،من بينها بطبيعة الحال فرق نسائية متميزة ،مع العلم أن سربات أخرى لم ندرجها في خانة هذا الحساب كانت قد غادرت حلبة مولاي عبدالله أمغار باتجاه مدينة البئر الجديد لتنشيط فعاليات المهرجان المحلي الأول للمدينة بهذف ادخال البهجة والسرور على قلوب سكانها المغاربة ،مواصلة لاستمتاعهم وغبطتهم التي دشنتها فعاليات مهرجان جوهرة الدولي لأول مرة بالبئر الجديد ،والتي واكبها عامل الاقليم بتفقده واشرافه بعد زوال يوم الخميس 14 غشت 2014 بحضوره الفعلي الى مدينة البئر الجديد.
هذه الخيل أو الجياد المسومة التي نفضل إسداءها هذا الاسم الشريف اقتداء بما ورد في حقها بالقرآن الكريم ،وكما أسماها وأكرمها وأعلى شأنها الله عز وجل ،فجمعها جيادا ومفردها جوادا ،والجواد من أسماء الله الحسنى ،هو الجواد ،فسبحانه من خالق عظيم ،جواد كريم ،الجود من أعظم سماته ،فمن أعظم منه جوادا؟ وهو الجواد ومنه الجود سبحانه وتعالى ،بلا ريب ستتدبرون معي وتتأملون هذه الخيل المسومة مفردها جواد أي فرس ،الملاذ والرفيق والرقيق والأنيق والأنيس وحجر الأساس في وغى ومواقع بدر وأحد والخندق والقادسية والفتوحات الاسلامية العظمى من روما والاندلس الى بلاد الهند والصين وروسيا وغيرها من فيافي وصحاري وأدغال أفغانستان التي قهرت تكنلوجيا وعسكر أوروبا وأمريكا ،إنه السرحان الجواد المنزل من السماء وقد ركبه الامام علي كرم الله وجهه،وما أدراكم بحدث الاسراء والمعراج وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يركب براقه،فسبحان فاطر السماوات والارض،وتلكم ألف من الجياد تستعرض بحلبة مولاي عبدالله،تستعرض فضل الله علينا كمغاربة وقد استرجعنا حريتنا واستقلالنا وآباؤنا وأجدادنا الأوفياء الأفداد يضرورعون أو يمتطون ويركبون ضهورها ،شاركت في استقلال وطننا الحبيب وأ برعت وتفوقت في نشر الدعوة لديننا الاسلامي الحنيف ،بطونها كنز وضهورها عز، وهاهي اليوم تواصل رسالتها البالغة بلغتها الخاصة في صمت وزينة متناهية ،قريبة الى قلوبنا تمتع ابصارنا بالخالدات الصالحات ،وتدخل السرور علة المهموم ،وتدكي الحماسة والشهامة والنبل والتسامح في صدورنا ونفوسنا وتحول البارود القاتل والمدمر الى برد وسلام وأمان وفرجة عارمة ،فعلى ضهر الخيل تحقق الايمان بالله وعلى ضهرها اليوم تتحقق رسالة موجهة للعالم أجمع لا زال لم يفهمها بعد تلقنه من خلالها كيف يمكن للبشرية استغلال البارود في الفرجة والبهجة والسلام فمن يركب الجواد وبيده لجام وبندقية بالمغرب ليس كمن يركب دبابة وبيده زمام مدفع رشاش بالجزائر وبلاد الشام.
وبالمناسبة نعود للاشارة الى سربات أو علفات جماعة مولاي عبدالله وجماعة أولاد احسين المتفرعة عنها ،المشاركة في فانتازيا التبوريدة بالموسم الكبير لنذكر سربة المقدم غانم المالكي عضو الجمعية الاقليمية للتبوريدة ،وسربة المقدم فضلي،سربة العلام محمد الرخامي،وسربة العلام العربي فضلي ،سربة المقدم بوشعيب رشيد ،سربة المقدم اسماعيل العسري وسربة العلام احمد زيدان وجميعها فرق أو سربات محلية تنتمي لمحيط مولاي عبدالله أمغار.
ولكل غاية مفيدة نلفت كريم علم الشباب العزيز الى المعجم المغربي الدارج المأثور فيما يتعلق بكلة سربة الخيل وتعني الفرقة أو السرب،وإن كان السرب في اللغة يعني الجماعة من الطير،فبحكم أن الخيل ترفع بشمامها وهالتها وهامتها باتجاه الفضاء أو السماء فقد قارنها أجدادنا بسرب الطير،وأسموها سربة الخيل ،أما كلمة العلفة ،فقد دأب الجيل الأول من مغاربة فجر الاستقلال منحها اسم علفة الخيل اشارة منهم الى مجموعة من الجياد يقوم أحد أعيان القبيلة المولع بالتبوريدة بترتيبها ورعايتها لوحده من ماله الخاص،ويختار لها فرسانا من القبيلة كي يستعرضوا على ضهورها ،فالعلام العلاف هو الذي يقوم بتقديم مواد العلف لخيله باسطبله الخاص،فعلفة الحاج بن دغة مثلا تعني أن جميع خيول الفرقة في ملكية الحاج بن دغة رحمه الله،أما السربة فتعني فرقة فرسان التبوريدة معظمهم يملكون جيادهم باسمهم الخاص ويجتمعون في سربة واحدة ،وفي الزمن الراهن ناذرا ما تلقى علفة نظرا للامكانيات التي أضحت تتطلبها الخيل من مراقبة بيطرية وأدوية واعلاف باهضة الثمن ويد عاملة واستطبلات الخيل وغيرها حيث لا يمكن لمقدم أو علام أن يقدر على احتواء 18 جواد أو 20 من الخيل بمنزله يعولها ويرعاياها بمفرده كما كان عليه الحال في الماضي،أما كلمة مقدم السربة فتعني المخاطب الرسمي والمكلف بتدبير شؤون الفرقة في حالها وترحالها وكلمة علام تعني الفارس الذي يقوم ويشرف على فرسان السربة بالحلبة،فعلام السربة فاعل ميداني بحلبة الاستعراض ينبه ويرشد ويصيح ويصدر تعليماته للفرسان أثناء التدافع والحراك والسباق واخراج البارود،ويمكن للمقدم أن يكون علاما ومقدما في نفس الوقت ،فالمقدم يدير السربة والعلام ينده فيها.
وقد استقينا هذه المعلومات بحكم التجربة كوننا ملمين بتربية خيل السباق وفارس حلبة في منتصف سبعينات القرن الماضي.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=9800