أزمور انفو24 بقلم : عبداللطيف البيدوري
عاشت بلدية أزمور الدورة العادية لشهر أكتوبر في شوطها الثالث يوم الأربعاء 18 أكتوبر 2017 – بجدول أعمال يتضمن نقطة متعلقة بمشروع الميزانية برسم السنة المالية 2018 – على وقع السب و الشتم و الاتهامات الخطيرة كالسرقة والتزوير وتبذير المال العام، و تحويل أملاك بلدية بدون موجب حق و تجزيء مرأب البلدية وتفويت جزء منه ،و صرف اعتمادات من ميزانية البلدية بدون سند قانوني، و الشك في بعض الفقرات و الفصول و الأبواب و الأقسام في الميزانية ، و صرف تعويضات بدون مهام، و الخروقات التي يعرفها مجال التعمير و الرشوة السائدة في هذا القسم و توزيع رخص السكن بالمقابل…. في الوقت الذي كان كاتب المجلس يسرد هذه الخروقات و الاتهامات ، طلب رئيس المجلس من الحضور و السلطة تسجيل كل ما تلفظ به الكاتب، ليدخل أعضاء على الخط منهم من فند هذه الادعاءات و التهم، و منهم من ساير كاتب المجلس و اعتبروا ما عبر عنه حقيقة تستدعي تدخل المسؤولين لكشف حقيقة ما يروج داخل أسوار البلدية .لان التهم ثقيلة و يمكن لرئيس المجلس المنتمي لنفس الحزب أن يلتجأ إلى القضاء حسب تعبير احد المقربين.
لكن ما يأسف له المواطن هو هذا التجاذب و تحويل المجلس إلى حلبة للصراع بين رفاق الأمس و إخوان اليوم، همهم الوحيد الاستفادة و توزيع الغنيمة في الوقت الذي تعيش فيه المدينة وضعا متأزما على كل المستويات، الأزبال و الروائح الكريهة، انتشار الأتربة و الأوساخ في كل الأمكنة، ارتفاع الجريمة بكل أنواعها من اغتصاب و اعتداء و سرقة، انتشار المخدرات بالمدينة و محيطها أمام أعين الأمن و السلطات .
و تحولت المدينة إلى سوق عشوائي، مقاهي تحتل الشوارع الرئيسية تتقاسمها العربات و الباعة المتجولين، و أصبح الرصيف محتلا من طرف مجهولين، مما يعرض التلاميذ و التلميذات إلى حوادث سير مميتة كما حصل في الدخول المدرسي .
كيف يحق لمدينة أن تعيش الهدوء و الطمأنينة و التفكير في مستقبلها ؟ جميع المصالح معطلة، فلا أمن يهدئ و يستبق الأوضاع الخطيرة التي تتعرض لها الساكنة، و لا سلطة محلية قاطنة و موجودة بالمدينة فالباشا تائه بين الجديدة و أزمور، و قائد عديم الحضور، ومصالح الوقاية المدنية في سبات عميق فلا حضور و لا تتبع لعشرات الحالات التي تبقى مرمية في شوارع المدينة، و لا مستشفى تتوفر فيه الظروف لمعالجة المرضى، و محنة المواطنين مع وسائل النقل بمختلف أصنافها و خاصة النقل الحضري، و ارتفاع فواتر الماء و الكهرباء، ……
هذا الغياب الممنهج في حق مدينة طالها ظلم المقربين و المنتخبين في ظل لا مبالاة من طرف السلطات الإقليمية العاجزة عن ممارسة حقها في محاسبة كل من ساهم و يساهم في وأد مدينة تاريخية كانت بالأمس القريب مدينة النظافة و الثقافة و الطمأنينة بامتياز .
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=30503