تسبب تصريح صحفي لفؤاد الصحابي، المدرب والمحلل بقناة “ميدي 1 تي في” في غضب موريتاني كبير لدى تحليله للمباراة الودية التي جمعت بين المنتخب المحلي وموريتانيا وانتهت لفائدة المنتخب المحلي المغربي بخمسة أهداف لصفر.
لقد قال الصحابي وهو يتحدث عن المباراة وأيضا عن منتخبي إفريقيا الوسطى وتشاد، “إننا نواجه منتخبات تأتي إلى المغرب بدون ملابس كموريتانيا ومنهم من جاء بدون أحذية وآخرين بالثوب فقط ـلكي يفصلوه في المغرب”.
أثار التصريح زوبعة في موريتانيا وغضبا كبيرا، دفع القائم بالأعمال في السفارة الموريتانية إلى الاحتجاج بشكل رسمي لدى الخارجية المغربية، على ما اعتبرها إهانة للشعب الموريطاني، قبل أن تدخل الجامعة الملكية المغربية على الخط ويبادر رئيسها فوزي لقجع إلى ربط الاتصال برئيس الاتحاد الموريطاني أحمد ولد سويلم، حيث قدم له اعتذارا عن تصريحات الصحابي، معتبرا أن الأخير لا يمثل إلا نفسه، وأنه سبق وتم توقيفه من طرف لجنة الأخلاقيات، وهو الاعتذار الذي قبله الطرف الموريتاني، مؤكدا في بلاغ له أن العلاقات المغربية الموريتانية أقوى بكثير من مثل هذه الانزلاقات.
لقد أخطأ فؤاد الصحابي وهو يتحدث عن موريتانيا ومعها إفريقيا الوسطى وتشاد، ولم يكن لائقا أن يتحول التحليل التقني للمباريات إلى تنقيص من كرامة هذه البلدان.
وإذا كان الصحابي أخطأ، وعلى الأرجح فإنه خطأ تم دون قصد منه وسقط ضحية زلة لسان وحماس غير محسوب لإيصال فكرته إلى المشاهدين، إلا أن رد رئيس الاتحاد الموريطاني بعد ذلك لم يكن محترما ولا يليق بشخص يمثل موريطانيا.
لقد رد الرجل في لحظة انفعال بقوله إن اتحاد بلاده بإمكانه “أن يلبس المغاربة كاملين”.
في حالة الصحابي، فنحن لسنا إزاء رجل يمثل مؤسسة في المغرب، فالصحابي تحدث بصفته الشخصية كمحلل ومدرب وفي النهاية فإنه يمثل نفسه، ولا يمثل المغاربة، أما رئيس الاتحاد الموريطاني الذي نزل إلى “المستنقع”، فإنه يمثل مؤسسة قائمة الذات، ومن المفروض فيه أن يكون أكثر اتزانا وتعقلا وهدوءا، فالخطأ لا تتم معالجته بخطأ أكبر، وليس مقبولا أن لا يرضى هو بما اعتبره إهانة للشعب الموريطاني، وفي المقابل يقوم بنفس الفعل عندما يقول إن بمقدوره أن “يلبس المغاربة كاملين”.
هذا المستوى في النقاش هو الذي يثير الفتنة، وهو الذي يأخذ الأمور إلى الاتجاه الخطأ.
حسنا فعلت الجامعة الملكية المغربية عندما احتوت الأزمة لكن هذا لايمنع من القول إن رد رئيس الاتحاد الموريطاني لم يكن مقبولا ولا لائقا، وأنه مدين للمغاربة ولاتحاد الكرة باعتذار رسمي ومباشر دون لف أو دوران.
جمال اسطيفي “المساء” عدد 2504
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=11298