أزمور أنفو24 المتابعة. خالد الخضري
دأب مهرجان الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة والذي ينفرد بتيمة متمية ضمن خارطة المهرجانات السينمائية المغربية هي تيمة: “السينما والموسيقى” على تكريم فعاليات محلية ووطنية وأيضا دولية تنتمي لكلا الحقلين ” السينما والموسيقى” أو تجمع بينهما .. وهكذا تم تكريم كل من مدير المعهد الموسيقي ” المستقبل ” بالجديدة: الحاج بوشعيب السبوعي .. والمخرجة المغربية المقيمة بفرنسا يزة جينيني باعتبار إخراجها لأشرطة سينمائية قصيرة تهتم بأصنافلموسيقية مغربية متنوعة كالملحون والأندلسي، واكناوة والعيطة .. وفي هذا السياق أخرجت فيلما يوثق لواحدة من أيقونات الغناء الشعبي المغربي – العيطوي تحديدا – هي المرحومة الحاجة فاطنة بنت الحسين.
في الدورة 3 كرمنا كلا من الفنان عبد الوهاب الدكالي إلى جاني المرحوم الشيخ الموتشو . في حين كرمنا في الرابعة المخرج حسن بنجلون إلى جانب مجموعة “الورشان” الجديدية ذات النسق الغيواني والتي تأسست في سبعينيات القرن الماضي وكان من بين أفرادها المرحوم امحمد بحيبيحة المعروف ببرشيد .وعبد العالي بن دمكيلا. لتحل بعدها مجموعة أخرى تحمل نفس الاسم “الورشان” وهي التي اشتهرت وعمرت طويلا مقارنة مع سابقتها. وكان من بين أفرادها: المرحومان عبد الفتاح لهلالي والحاج بوحدو ..إلى جانب كل من موحاريق والحاج الطاهر ودريد ثم فوزي أطال الله عمرهم جميعا.
في هذه الدورة حل دور مجموعة الإخوان رحو الذين قدمنا نبذة عنهم .. لنخصص الورقة التالية للمخرج الكبير الجديدي الأصل السيد لطيف لحلو الذي تم تكريمه بمسرح عفيفي في اليوم الثالث للمهرجان، أي الجمعة 23 أكتوبر 2015 حيث قدم في حقه الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم كلمة مستفيضة حول مساره الإبداعي كمخرج ومنتج – ننشرها لاحقا – تلاه الفنان عزيز موهوب مقدما بدوره شهادة مهنية وحميمية أثيرة في حق السيد لطيف والذي سبق أن اشتغل تحت إدارته كممثل في فيلم (شمس الربيع) سنة 1969.
وفي نهاية حفل التكريم هذا وقبل عرض فيلم (شمس الربيع) تم منح السيد لطيف لحلو صورة تركيبية من إعداد إدارة المهرجان قدمتها إليه الناقدة السينمائية المصرية الأستاذة أماني علام .. في حين أهداه الفنان عبد الكريم الأزهر لوحة تشكيلية وذلك قبل أن يتسلم السيد لطيف ذرع “الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة” والذي قدمه له كبير ومقدم الإخوان رحو – المكرمين في نفس الدور – السيد محمد رحو الملقب “بالولد” فنسخة من الكتاب الذي أعده مدير المهرجان من أجله تحت عنوان: “لطيف لحلو، عميد السينمائيين المغاربة” وهو باللغتين العربية والفرنسية يحمل فيه الجانب الفرنسي عنوان:
“LATIF LAHLOU Doyen des cinéastes Marocains”
فيما يلى الورقة التي تم إنجازها ونشرها بكاتلوغ المهرجان بخصوص هذا التكريم.
***********************************
تكريم مهرجان في شخص رجل
كتب السيد لطيف لحلو في تقديمه لكاتلوغ الدورة الرابعة لمهرجاننا: “الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة” تحت عنوان “عز الخيل مرابطها”:
” بدرب الكباص بمدينة الجديدة، انطلقت صرخة حياتي الأولى.. بين أزقة مازاغان ودروب البريجة لعبت كسائر الصغار الدكاليين الذين لا هم لي في الحياة إلا اللهو والنط فوق الأسوار، والجري بين دروب الملاح، وحي الصفا، وحديقة (سبيني) parc spini ثم الثانوية الفرنسية المختلطة collège mixte التي كانت هي ملاذي التعليمي الأول قبل أن أرحل إلى الرباط، ثم أعود إلى الجديدة كزائر يأسره شغب الصبا ويكبله حنين مسقط الرأس.
ثم رحلت إلى فرنسا لدراسة السينما، ثم عدت للجديدة دائما يشدني الحنين والشوق حيث مرتع الطفولة البريئة، وحيث لازال والدي وجدي رحمهما الله يرقدان بأمان وسلام جنب بعضيهما في رحاب الزاوية الناصرية بدرب الطويل.. وحيث أتمنى أن أجاورهما..
جبت شتى بقاع العالم وساهمت في عدة مهرجانات سواء كسينمائي مشارك في المسابقات الرسمية، أو كعضو لجان التحكيم، أو على الأقل كضيف شرف ثم… أعود إلى الجديدة ودائما بنفس الحنين والحب الطفولي الراسخ بوجداني.
فمازلت وسأظل مصرا على العودة إلى الجديدة بشكل أو بآخر ولا غرو في ذلك، فأنا إلى حضن الأم أعود، أو لا يقال: “العودة إلى الأصل أصل؟” أو بتعبير آخر “عز الخيل مرابطها”
من هذا الدفق العاطفي الذي يجمعني بالسيد لطيف لحلو اقترحت تكريمه وبإلحاح في مهرجان “الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة” في دورته الخامسة الحالة، وليس في ذلك أية مبالغة، لأنني عرضت عليه هذا التكريم أكثر من مرة فرفضه.. لهذا ارتأيت أن أجمل هدية يمكن تقديمها للسيد لطيف بمناسبة تكريمه: “كتاب”.. وهي هدية متواضعة في حقه بالنظر إلى عمق تجربته ورحابتها.. كتاب لا ندعي أنه جامع مانع لكل ما يمكن أن يعرفه المهتم والباحث والقارئ الشغوف عن هذا الرجل، ولكنه محاولة لتسليط الضوء على عدد من الجوانب الفنية والإنسانية في حياة السيد لحلو الذي يعتز بانتمائه الدكالي دون أن ينكر أصوله الفاسية.
ولد لطيف لحلو بمدينة الجديدة يوم 3 أبريل 1939 ، تابع بعد البكالوريا دروسا في السوسيولوجيا من 1957 الى 1959 بجامعة السوربون ، ثم التحق في نفس الوقت بمعهد الدراسات السينمائية العليا بباريس ((IDHEC ليتخرج منه سنة 1959 بدبلوم في المونطاج (الفوج 14). بعد عودته الى المغرب سنة 1960 توظف بالمركز السينمائي المغربي فركب لفائدته عدا كبيرا من الأفلام الوثائقية القصيرة
كما “الأنباء المصورة” التي كانت تعرض بالقاعات السينمائية في غياب التلفزة آنذاك وقبل عرض الفيلم.
تضم فيلمغرافية لطيف لحلو من حيث الأفلام الروائية الطويلة: شمس الربيع” (1969)
-“شبهة” أو”غراميات” (1986) -“الدار الكبيرة ” (2010) – “عيد الميلاد” (2013)
* أما على مستوى الأفلام القصيرة لاسيما الوثائقية فقد وقع عددا وفيرا منها كمخرج مما أثرى الفيلمغرافية المغرب من ضمنها:
1962: “الأمن الوطني” – 1966: “علف”- 1967: “سين أغفاي” – 1972: “المغرب أرض الرجال”- 1974: “اللوكوس” – 1976: “الغرب، الماضي والحاضر” – 1981: ثلاثة أفلام عن زراعات : القمح، القطن و الشمندر بتادلة – 1990: “من محطة إلى محطة” عن السكك الحديدية .
* من أعماله التلفزيونية: “حائط الرمل” فيلم روائي مع القناة الثانية 2M حصل به على النجمة الذهبية كأفضل فيلم تلفزيوني في إطار مسابقات (نجوم بلادي) سنة 2003.
* أما على مستوى الإنتاج فقد وقع لطيف لحلو في إطار شركته سواء كمنتج أو مساهم في الإنتاج عددا من الأفلام المغربية والأجنبية.
إذا كان المبدعون يكرمون بمهرجان أو لوحة أو كتاب…
فإن مهرجان “الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة” هو من تم تكريمه في شخص السيد لطيف لحلو.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=19350