بقلم: عبدالواحد سعادي
مادامت ازمور مركزا للثقافة ومعبدا للتاريخ قبل التاريخ نفسه أحبد كي أهمس في آذان بعض جيرانها أو أحوازها ،ان الثقافة بحث عن الحقيقة وتفاعل مع الآخر وإصغاء له وحوار وتفاهم ،وليست رفضا وإقصاء وتهميشا واعتداء ،والثقافة رحابة في الفكر وسعة الصدر واستعداد دائم للمعرفة ودائب للبحث عنها وليست برما وانغلاقا وعجبا،الثقافة قيمة لاحترام الذات وتمنيعها وتعزيزها وبناء الكيان والهوية،وكل من يؤمن بهذه المبادئ لاينكر أن مكان تواجد حجرة بيبور مكان أزموري لا يحجبه تقطيع أوتقسيم عشوائي بغربال عن شمس الحقيقة الثقافية والتاريخية الساطعة.
لو لم تكن هذه الحجرة صماء بكماء وكانت ناطقة جريئة مسؤولة لعبرت بنفسها عن انتمائها الحقيقي ولصدعت بالحق في وجه منتهكي حقوق ازمور ومغتصبي تراثها ومعالمها في المكان والزمان ،ولكن قوالب جاهزة وأوامر وتعليمات وتسليما وخوفا،وارتباطا باجهزة التحكم عن بعد،لاتستطيع حجرة بيبور التحرك والتململ من مكانها، فقط يسعها استقطاب النساء والبائرات والعوانس والرجال الكهنة والمشعودين للتبرك بتحجرها وصمتها الرهيب والقاء اللائمة الخرافية والرذيلة على مدينة أزمور ،هذه الحجرة بدورها كرست ولا زلت تكرس بدورها ظلما وجورا على أزمور،لان الحجرة المعنية لاتقدر ولا تستطيع ان تفترق عن اصلها الازموري بحرف واحد ،ولانها ظالمة جائرة تمنح ريعها ونعمها وخيراتها لجماعة الحوزية وتقذف اصلها وفصلها باقبح النعوت وأنذل الاوصاف ،لانها خائفة ومهزوزة بفعل الحاضر الحاقد الجاحد على ازمور ،حتى صارت بوقا أجوفا للتوصيل ،تصل أزمور بالخطيئة والنقيصة وتفيض أمواجها السبع على الحوزية بسخاء كبير،فتبا لحجر عاق ناكر للمعروف وتبا للعقول المتحجرة التي جعلت مداخليها للاحواز ونواقصها لازمور بدون وجه حق.
وتلكم وصلة من وصلات أو ملمح من ملامح التعامل والنظر الى مدينة ازمور ترسم علامات استفهام كثيرة بين مؤسسات الدولة المغربية الانتخابية والداخلية والاقتصادية والثقافية وبين الدور التاريخي والحضاري ووظائفه الاجتماعية لازمور،مما اعتبره خرابا حقيقيا لتاريخ المدينة ،وخرابا فكريا يجعل كل محاولة للاقلاع بازمور وتحررها من الاقصاء واللامبالاة من قبل هيئات ومنظمات المجتمع الازموري المدني مجرد انتفاضة هستيرية أو مجنونة لاتؤدي الى شيء محكوم عليها مسبقا بالاجهاض ،في ظل غياب ارادة الحكومات المتعاقبة على المغرب للالتفات الى ازمور ،رغم أن المجلس البلدي للمدينة سواء مع الاستاذ بوشعيب خلوق من قبل أو الاستاذ زكرياء السملالي يسير على نفس المنوال ويوافقني الرأي والسعي نحو ارجاع الحق للمدينة كي تنفتح على نهرها وبحرها المسلوبين منها منذ أمد بعيد.
هناك تغلغل عميق لتهميش ازمور ،وهناك استماع سادي بوضعها الحالي عوض ان تصبح كبيرة كمراكش وفاس وتمنصورت لاحقا واكادير بعد زلزال 1960 ، هناك خراب بنيوي شنيع لم يعد يسمح لازمور الحضارات بان تمشي بعيدا اعتبارا لما يتظمنه تاريخها العميق ،هناك تزييف وتمييع ونفاق وانعاش تطلعات انتهازية تقوم على مبادئ واهداف نفعية مما افسد المدينة بكاملها ،وهناك أجهزة وهياكل وهيئات مدعوة أكثر من غيرها الى التزام الجدية ومبدأ تكافؤ الفرص أمام المدن المغربية العميقة آنذاك سيكون الامر غير الامر وسينطلق مشروع أزمور احدى أقدم المدن المغربية والافريقية والعربية والعالمية.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=8270