أزمور أنفو24 المتابعة: محمد الصفى
بحضور مثقفي وأساتذة باحثين ومهتمين وإعلاميين نظمت حركة الطفولة الشعبية فرع آزمور ليلة السبت 11 يوليوز 2015 بفضاء قاعة بلدية آزمور لقاء مفتوحا مع الدكتور و الباحث المصطفى الريس من خلال كتابه ” مقاومة شيوخ الزوايا للوجود الاستعماري الفرنسي بالمغرب من خلال جريدة السعادة ( 1907 – 1920 ) بمشاركة كل من الأستاذ الباحث عبد اللطيف عوام و الدكتور محمد نعايم والدكتور عبدالفتاح فاقيد والأستاذ عبداللطيف البيدوري الذين قام كل منهما بتقديم قراءة مستفيضة في هذا الإصدار الذي يعد ثمرة مجهود غير مسبوق في مجال امتزجت فيه السلطة الرابعة بسلطة الباحث و المنقب و التاريخي، كتاب جاء ليسلط الضوء على مجموعة من الأشياء التي باتت غائبة على المتتبع سيما في فترة محددة من تاريخ المغرب و من خلال منبر إعلامي – جريدة السعادة – مكتوب باللغة العربية و الناقل لآراء ومواقف الإقامة العامة للحماية الفرنسية، التي استخدمتها كآلة حربية من أجل التشهير بشرف وسمعة علماء أجلاء ومقاومين أفذاذ ومناضلين أشداء وضرب أنوية المقاومة و المواجهة لها التي تزعمتها بعض الزوايا عبر التراب الوطني أو محاولة استدراج أو إغراء البعض منها قصد توظيف نفوذها فيما يخدم مخططاتها التحكمية أو على الأقل ضمان حيادها. و يقع هذا الكتاب الذي أشرفت المندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير على نشره في 184 صفحة، تضم أربعة مباحث .
لقد كان هذا اللقاء فرصة أوضح من خلالها الدكتور الباحث المصطفى الريس أنه يتوخى من هذا العمل المتواضع أن يساهم بقدر كاف في دراسة تاريخ المغرب في الفترة المعاصرة الفترة التي مازال يكتنفها الغموض لقلة الدراسات و الأبحاث المنجزة حولها انطلاقا من المادة الصحفية المتوفرة في جريدة السعادة كجريدة عربية معبرة عن وجهة نظر الإقامة العامة حاول من خلالها معالجة الموضوع في أربعة مباحث :خصصنا المبحث الأول لإشكالية توظيف الصحافة في الكتابة التاريخية ، والإكراهات والصعوبات المنهجية المتعلقة بكيفية التعاطي مع الصحافة كمصدر للتاريخ وتطرقنا في المبحث الثاني لظروف وملابسات تأسيس جريدة السعادة التي كانت لسان حال المفوضية الفرنسية بطنجة وتقوم بدور لدعاية والمنافحة عن أطروحات الدبلوماسية الفرنسية وتحولها إلى أداة إعلامية رسمية للإقامة العامة ابتداء من سنة 1913.فيما خصص المبحث الثالث لرصد الصحافة الموالية للإقامة العامة ، خاصة جريدة السعادة، لردود فعل شيوخ الزوايا إزاء التوغل الاستعماري في المغرب خلال العقد الأول من القرن العشرين، في محاولة لإبراز مواقف شيخ الطريقة المعينية الشيخ مصطفى ماء العينين ، وربطها بملابسات وتداعيات الوضعية العامة التي شهدها المغرب في مطلع القرن العشرين . أما الفصل الرابع فقد تناول لجريدة السعادة، باعتبارها الجريدة العربية الوحيدة التي ظلت تصدر بمنطقة الحماية الفرنسية إلى حدود سنة 1937،وإسهام الطرق الصوفية والزوايا في المقاومة المسلحة ، حيث بين الأسس الفكرية والعقائدية للمقاومة المسلحة ، ومدى حضور الوازع الديني فيها ، المتجسد في قيادة ثلة من شيوخ الزوايا للمقاومة وتأطير الأتباع والدعوة إلى الجهاد ، وذلك من خلال نماذج لشيوخ معينيينو درقاويين وناصريين. متجنبا إعادة نفس المقولات والخلاصات التي راكمها البحث التاريخي حول نشأة المقاومة المسلحة وسيرورة تطور تنظيماتها وإستراتيجيتها وانجازاتها الميدانية ،
متسائلا في الوقت نفسه عن حضور العامل الطرقي الصوفي كحافز معنوي في تغذية وإذكاء روح المقاومة ، لما يتميز به الفعل الديني من جاذبية روحية وقدسية داخل المجتمعات الإسلامية ،هذا ،فضلا عن حضور الوازع الديني في المقاومة المسلحة الذي جسدته مساهمة شيوخ الزوايا والطرق الصوفية في تعبئة وتأطير الأتباع ، إنما تعبير عن مدى إيمان هؤلاء الشيوخ أن المقاومة ليست مجرد رد فعل عاطفي وتلقائي فحسب ، بل تجسيد لغيرة دينية متجذرة في المجتمع المغربي وفي وعيه الجماعي . فيما اختتم اللقاء بعد ثلث من المداخلات للحضور والإجابة عن تساؤلاتهم إلى إعطاء الفرصة للكاتب إلى توقيع الكتاب للكل من اقتناه من الحضور واختتم اللقاء بصورة تذكارية بالمناسبة، لتبقى الإشارة أن الدكتور المصطفى الريس – من مواليد 1964 بمدينة آزمور التي كان له شرف احتضان أول توقيع للكتاب، أستاذ باحث في تاريخ المغرب المعاصر، حاصل على دكتوراه في الآداب، شعبة التاريخ، وحدة البحث والتكوين : الرباطات والزوايا في المغرب – جامعة أبي شعيب الدكالي – الجديدة 2012، نشرت له العشرات من المقالات في الدوريات والمجلات كمجلة المناهل وأمل والمريد وآفاق و”كان” التاريخية، وكذا بعدد من الملاحق الثقافية للجرائد الوطنية والأجنبية، كما أنه سيصدر له قريبا كتابان الأول حول الزاوية الكتانية من خلال الصحافة العربية الموالية للحماية الفرنسية في شهر أكتوبر ضمن منشورات الزمن ، هو من الكتب المدعمة من قبل وزارة الثقافة ، وأخبرني مدير منشورات الزمن أنه من الكتب التي ستتبارى على جائزة المغرب للكتاب في موسم 2016 والكتاب الثاني حول موضوع ” إضاءات جديدة حول الطرقية بمغرب الحماية ” سيصدر أواسط2016. وسلسلة مقالات تبنتها إحدى الجرائد اليومية الواسعة النطاق ستصدرها إما في فسحة رمضان الكريم أوفي فسحة الصيف ، ومشروع كتاب حول ” صورة المغرب من خلال الصحافة المصرية ”
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=17521