أزمور أنفو24 بقلم: عبدالواحد سعادي
قال صديقي الدكتور :
ألا توافقني ان الاسلام كان موقفه رجعيا من المرأة ؟
وبدأ يحسب ويعد على أصابعه ؛
-حكاية تعدد الزوجات وبقاء المرأة في البيت..-حكاية العصمة في يد الرجل..الحجاب والطلاق في يد الرجل..الضرب والهجر في المضاجع..حكاية ماملكت أيمانهم..الرجال قاامون على النساء..ونصيب الرجل المضاعف في الميراث…
قلت له وأنا أستجمع نفسي :
عهدي بوالدتك من أهل زمان لا تقرأ ولا تكتب تحيا ببادية نائية واختك مشاء الله محامية وشقيقك بكر أمك طبيب جراح وأنت. دكتوراة في الفيزياء ما شاء الله وأسرتك تنتمي لشريحة الفقراء ،فهل تسعى لتطوير أمك نحو إنتاج وعطاء أفضل من هذا ، أم تريد أن تكون بنتك أحسن من والدتك ؟ ليث بنتك تحقق لأبنائها ما حققته أمكم لكم..بلا ريب سيتربى أحفادك في أحضان الخادمات مادامت منشغلة بحكايات الاسلام مع المرأة وتنتقل من بلد إلى آخر تناضل م أجل هذا الأمر، ليس لديها وقت لتنتج لنا دكتورا أو طبيبا جراحا مثل ما فعلت أمك التي تقول عنها بنتك أن الاسلام احتقرها.
التهم هذه المرة كثيرة ، والكلام فيها يطول ، ولنبدأ من البداية ، من قبل الاسلام، وأظنك دكتور تعرف تماما ان الاسلام جاء على جاهلية والبنت التي تولد نصيبها الوأد والدفن حية في الرمل، والرجل يتزوج العشرة والعشرين ويكره جواريه على البغاء ويقبض الثمن ،فكان ما جاء به الاسلام من إباحة الزواج بأربع تقييدا وليس تعديدا ، وكان إنقاذا للمرأة من العار والموت والاستعباد والمذلة .
قل لي دكتور هل تعلم حال أوربا في ذلك الوقت، كانت الكنيسة غارقة في الذل والمهانة ويزاول روادها طقوس ممارسة الجنس الجماعي، يعني يأتي النصراني الهائج ويجلس عاريا في المحراب والنساء في طابور أمامه كل واحدة تنتظر أن يأتي الدور عليها، وعندما تحمل المرأة لم يعد لها مكانا بالطابور في الكنيسة لتخرج لممارسة الدعارة مع السبايا بالأماكن العمومية ( شيوعية الجنس) مع ممارسة أوربا لإجبارية تعاطي الدعارة لأجل النسل كي يتم إدماج أطفال هذه الحصيلة الرذيلة ضمن صفوف الجيش، وتذكر دكتور الحروب الصليبية وهمجيتها القسوى فغالبية جيش الكنيسة الصليبية كان من هؤلاء ،أما العرب فكانوا أشد حفاظ على الشرف، ولم تكن لتجد بينهم أبناء السفاح أو أطفال الدعارة كما هو حال أوربا المتخلفة آنذاك .
وهل المرأة الآن في أوربا أسعد حالا في الانحلال الشائع هناك وتعدد العشيقات الذي أصبح واقع الأمر في أغلب الزيجات، أليس أكرم للمرأة أن تكون زوجة ثانية لمن تحب لها كافة حقوق الزوجة واحترامها من أن تكون تكون عشيقة في السر تختلس المتعة وتبيع لحمها من وراء الجدران
أيرضيك دكتور أن تنتقد الاسلام ولا تنظر لرئيس فرنسا السابق الذي عشقته مستشارته ووزيرة مسلمة وأنجبت مولودا مجهول الأب لأنها لم تكن مع الرئيس وحده ، أنظر إلى ابنة الرئيس الأمريكي الحامل من مجهول ،لماذا تتهمون الاسلام ولا ترون مايحدث أمامكم من جرائم في حق المرأة واستغلالها وتقيرها من طرف أوربا وأمريكا على أعلى مستوى رؤساء وبابوات وكبار الشخصيات الأمريكان والاوربيين يستعبدون المرأة ويغمسون رأسها في التراب.
فالاسلام جعل من التعدد اباحة شبه معطلة وذلك بان شرط شرطا صعب التحقيق وهو العدل بين النساء..”وإن خفتم الا تعدلوا فواحدة”..”ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم” سورة النساء آية 129.
فنفي قدرة العدل حتى عنالحريص فلم يبق الا من هو اكثر من حريص كالأنبياء والاولياء ومن في دربهم.
أما البقاء في البيوت فهو أمر وارد لزوجات النبي باعتبارهن مثلا أعلى ” وقرن في بيوتكن” سورة الاحزاب اية 33 ، وهي اشارة الى ان الوضع الامثل للمرأة هي ان تكون أما صالحة تقدم بيتها وأولادها عن أي شيء آخر .
ويمكن أن نتصور حال أم في الشارع أو الملهى الليلي أوالمكتب أو مسافرة من دولة الى أخرى ومن مدينة الى اخرى بحكم ما يتطلبه منها عملها وأطفالها لوحدهم مع الخادمة أو في دور الحضانة والملاجئ أو عندالجيران، أتكون أحسن حالا من أمك يادكتور المرأة المتكاملة الخدمات لأبنائها رغم الفقر .
اسمع يادكتور هناك نساء عوانس أو بائرات كثيراث في مجتمعنا أصبن بعقد مرضية ونفسية متفاوتة الحقد والكراهية والسادية، لما خانهم حظ الزواج وتكوين عش أسرة سليمة، خرجوا للشارع منخرطات في جمعيات ومنظمات نسائية بهدف إفساد الاسر المستقرة المتلاحمة بدافع الحسد والكراهية لا بوازع الاخلاص في الخدمة ، إذ كيف تتوقع لامرأة ليست بكرا ولم يسبق لها زواجا وليس لها أولادا ضيعت شبابها في الملاهي الليلية والليالي الحمراء، ولما أصبح غير مرغوب فيها وذبل جمالها وراح شبابها ،ولم يعد الإقباال عليها من طرف زبناء “الهاي” ، تخرج في إطارجمعوي لتهدم الأسر الهادئة في حياتها وعيشها وتكرس ساديتها علىالمراهقات والمطلقات ونساء أخر ،تستند في تنفيذ استراتيجيتها المدمرة على عقدتها من الرجل والاسلام معا لتتظاهر بالحق والنضال والاصلاح.
ومع ذلك فالاسلام لم يمنع المقتضيات التي تدعو إلى خروج المرأة لعملها، وقد كانت في الاسلام فقيهات وشاعرات وكانت النساء يخرجن في الحروب ويخرجن للعلم ويخرجن لزيارة الاهل والاقارب ، انما توجهت الاية الى نساء النبي كمثل عليا، وبين المثال والممكن والواقع درجات متعددة ،وقد خرجت نساء النبي معه في غزواته وخرجت النساء المسلمات في عهده مع أزواجهن لممارسة التجارة.
وينسحب على هذا ان الخروج لمعونة الزوج في كفاح شريف هو امر لا غبار عليه ،اما الحجاب فهو لصالح المراة.
ومعلوم ان الممنوع مرغوب وان ستر مواطن الفتنة يزيدها جاذبية.
وعلى الشواطئ في الصيف حينما يتراكم اللحم العاري المباح للعيون يفقد الجسم العريان جاذبيته وطرافته وفتنته ويصبح أمرا عاديا لا يثير الفضول.
والاسلام يعطي للزوجة حقوقا لا تحصل عليها في اوربا وامريكا إكراما لها وعلياء لقدرها ،فالزوجة عندنا تحمل اسمها الخاص وليس لقب زوجها ” مدام فلان”والزوجة تفرض مهرا وعندهم تدفع دوطة والزوجة عندنا تتصرف في املاكها وعندهم تفقد هذا الحق بمجرد الزواج ويصبح الزوج هو القيم على املاكها.
أما الضرب والهجر في المضاجع فهو معاملة المرأة الناشز فقط ،أما المرأة السوية فلها عند الرجل المودلرحمة.
والضرب والهجر في المضاجع من معجزات القران الكريم في فهم النشوز ، وهو يتفق مع أحدث ماوصل اليه علم النفس العصري في فهم المسلك المرضي للمرأة.
وكما نعلم يقسم علم النفس هذا المسلك المرضي الى نوعين ،”المسلك الخضوعي” وهو مايسمى في الصطلاح العلمي ” ماسوشزم” وهو تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها المرأة بأن تضرب وتعذب وتكون الطرف الخاضع ، والنوع الثاني هو “المسلك التحكمي” وهو مايسمى في الصطلاح العلمي “سادزم” وهو تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها المرأة بان تتحكم وتسيطر وتتجبر وتتسلط وتوقع الأذى بالغير ، ومثل هذه المرأة لا حل لها سوى انتزاع شوكتها وكسر سلاحها الذي تتحكم به، وسلاح المرأة أنوثتها وذلك بهجرها في المضجع فلا يعود لها سلاح تتحكم به.
اما المرأة الاخرى التي لا تجذ لذتها الا في الخضوع والضرب فان الضرب لها علاج ومن هنا جاء في القرآن “واهجورهن في المضاجع واضربوهن” النساء آية 34 ، إعجازا علميا وتلخيصا في كلمتين لكل ما أتى به علم النفس في مجلدات عن المرأة الناشز وعلاجها.
أما حكاية “ماملكت ايمانكم” التي أشار اليها صديقي الدكتور فانها تجرنا الى قضية الرق في الاسلام واتهام المستشرقين للاسلام بانه دعا الى الى الرق والحقيقة ان الاسلام لم يدع الى الرق بل كان الدين الوحيد الذي دعا الى تصفية الرق ” بلال بن رباح”نموذجا.
ولو قرأنا الانجيل وماقاله بولس الرسول في رسائله الى اهل افسس وما اوصى به العبيد لوجدناه يدعو العبيد دعوة صريحة الى طاعة سادتهم كما الرب. ” ايها العبيد ..اطيعوا سادتكم بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما الرب”.
ولم يأمر الانجيل بتصفية الرق كنظام وانما اقصى ما طالب به كان الامر بالمحبة وحسن المعاملة بين العبيد وسادتهم.
وفي التوراة المتداولة كان نصيب الاحرار أسوأ من نصيب العبيد ومن وصاياه ان البلد التي تستسلم بلا حرب يكون حظ أهلها ان يساقوا رقيقا وأسرى والتي تدافع عن نفسها بالسيف ثم تستسلم يعرض اهلها على السلاح ويقتل شيوخها وشبابها ونساؤها واطفالها ويذبحوا تذبيحا.
كان الاسترقاق اذن حقيقة ثابتة قبل مجئ الاسلام وكانت الاديان السابقة توصى بولاء العبد لسيده.
فنزل القرآن ليكون أول كتاب سماوي يتكلم عن فك الرقاب وعتق الرقاب.
وينبغي يا دكتور الا ننسى موقف الاسلام من العبد الرقيق وكيف جعل منه أخا بعد ان كان عبدا يداس بالقدم.
” انما المؤمنون اخوة” س الحجرات آية 10.
” هو الذي خلقكم من نفس واحدة” أل عمران آية 189.
“لا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله” آل عمران آية 64.
وقد ضرب النبي محمد عليه السلام المثل حينما تبنى عبدا رقيقا هو زيد بن حارثة فأعتقه وجعل منه ابنه ثم زوجه من الحرة سليلة البيت الشريف زينب بنت جحش.
اما ان الرجال قوامون عن النساء فهي حقيقة في كل مكان في البلاد الاسلامية وفي البلاد المسيحية وفي البلاد التي لا تعرف إلها ولا دينا..في موسكو الملحدة يادكتور الحكام رجال من. من ايام لينين وستالين وخروشوف وبولجانين الى اليوم ،وفي فرنسا الحكام رجال ، وفي لندن الحكام رجال ، وفي كل مكان من الارض الرجال أكثر من النساء يحكمون ويشرعون ويخترعون، وجميع الأنبياء كانوة رجالا وجميع الفلاسفة الإغريق ورواد عصر النهضة في أوربا ورؤساء أمريكا كاهم رجال، وكما يقول العقاد ساخرا : حتى صنعة الطهي والحياكة والموضة وهي تخصصات نسائية تفوق فيها الرجال وانفردوا بها.
وهي ظواهر لا دخلللشريعة الاسلامية..فهي ظواهر عامة في كل بقاع الدنيا حيث لا تحكم شريعة اسلامية ولا يحكم قرآن.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=14012