عبد الودود وشان فنان تشكيلي من مدينة أزمور جمع بين الثقافة الواسعة والحس المرهف والكلمة البليغة والذوق الرفيع، عشقه لمدينته يصنفه ضمن مجانين الجمال الروحي والفني والأدبي ، زجال يؤسس لمدرسة جديدة (الزجل الخفيف). كما يطيب له أن يسميه.
عشق الريشة فأجاد حيقا صبحت لوحاته تغزو (المشرق والمغرب)حين تستمع إليه متحدثا تخال نفسك تجالس شخصية أكاديمية لما حوته تجربته الذاتية التي جمعت بين التكوين والتسيير،شارك في عدة ملتقيات وطنية ودولية رياضية، وفنية وثقافية.
شخصيته تجعله محط احترام وتقدير داخل مدينته وخارجها .في حوار مباشر أجراه مدير موقع أزمور أنفو 24 وسكرتير التحرير لجريدة سلام عبدالاله كبريتي كاتب هذا المقال تبين أننا نقف أمام شخصية غير عادية تستحق التقدير والاحترام .
س : في البداية نطلب منكم تعريفا شخصيا لحياتك.
ج: عبد الودود وشان من مواليد 1961 بأزمور أب لثلاثة أطفال، أستاذ زجال وفنان تشكيلي.
س: كيف يوفق الأستاذ بين عمله كأستاذ داخل الفصل وفنان تشكيلي وزجال؟
ج: صحيح أن هناك صعوبة في التوفيق بين المجالات الثلاث، حيث يأخذ منى عملي كأستاذ نصيب الأسد نظرا لكون الرسالة التربوية أمانة في عاتقي وأحبها وأكرس معظم وقتي لأدائها على الوجه الأكمل. أما العمل التشكيلي فهو جزء مني نشأ منذ نشأتي هو أكسجين حياتي محط بحثي الدائم ما حييت . أما الشعر والجزل فله ناموس خاص به يحتاج إلى طقوس معينة يحضر فيها الإلهام نظرا للتراكمات والاصطدامات اليومية التي أعيشها منغمسا في قضايا وطني ومدينتي وأمتي.
س: نعرف أن أصلك ينحدر من ضريح معروف بأزمور يسمى سيدي وعدود فهل لهذا الانتماء تأثير على شخصيتك؟
ج: نعم وبكل تأكيد لا يمكن لأي إنسان أن ينسلخ عن أصله فقد نشأت في وسط ديني وحافظ تعلمت فيه الحكمة والتربية الروحية الخالصة ومحبة الآخر.
س: وماذا عن التشكيل؟
ج: في البداية أشعر بالفخر حين يصنف جدي سيدي وعدود كأول فنان بالمغرب فلقد كان صوفيا وطبيبا حيث كان مقامه يشكل أقدم مستشفى بالمنطقة حيث كان يعالج سرطان الجلد. وقد استمر ذلك العلاج إلى زمن غير بعيد في حياة المرحوم محمد وشان.
س: إلى أي مدرسة تشكيلية ينتمي الفنان عبد الودود وشان ؟
ج: أنا أنتمي إلى المدرسة الجمالية السريالية وهذا ما يجعل أعمالي لا تقرأ للمرة الأولى حيث تتطلب التمحيص الدقيق والوقت اللازم لاكتشاف مكوناتها.
س: ماهي الأفاق المستقبلية لفناننا التشكيلي؟
ج: صحيح أن هذا المجال تحكمه أحيانا الأكاديمية وهو الشيء الذي يدفعني لدراسة النقد التشكيلي والتعمق فيه، فمساري المستقبلي سيكون طابعه أكاديمي محض وسيتجلى هذا خلال المعارض المستقبلية القريبة الأجل.
س: هل يتم توصيل وتبليغ هذا الفن إلى أجيالنا؟
ج: قد أكون أنانيا إن جعلت هذا الفن حكرا علي لأنه رسالة عالمية تفرض تلقيتها وتبليغها للجميع بكل صدق.
س: ما هي المدارس التشكيلية الممثلة بمدينتك أزمور؟
ج: أزمور مدينة التشكيل دون منازع حيث تلتقي فيها جميع المدارس التشكيلية التجريدية منها والواقعية (الانطباعي وغيره) وهذا ليس مزايدة مني كفنان وإنما طابعها الجمالي التي حباها به الله يجعل كل إنسان فيها يجيد مبتكرا مبدعا أنا كان ذلك شعرا قصة زجلا أو تشكيلا، فهي موطن للجمال الروحي والأدبي والفني، مما جعلها تصنف ضمن المدن الثقافية والسياحية على الصعيد الوطني.
س: علمنا أنكم أنجزتم رواقا جديدا بالمدينة العتيقة كخطوة ثانية بعد رواق أقواس للفنان رحول عبد الرحمان ما الدافع لذلك؟
ج: سبق وأشرت أن تصنيف أزمور كمدينة ثقافية كان له بالغ الأثر في نفسي كأزموري إنسان وفنان الشيء الذي جعلني أهدف إلى تخليد ذكرى جمالية تليق (كمعلمة فنية) بمسار المدينة الآني والمستقبلي وتخلد اسمي إن قضيت نحبي.
س: كيف تنظر للفن التشكيلي بالمغرب؟
ج: سبق وأن أشرت في احدى الصحف الوطنية متحدثا عن مسار الفن التشكيلي المغربي وقلت بأن المغرب كبلد جمع كل المدارس التشكيلية وأبرز أسماء معروفة على الصعيدين الوطني والدولي ، فعاشق الجمال يكون بخيلا إن لم يتغنى به. وهذا ما تعرفه الساحة التشكيلية الوطنية.
س: كلمة أخيرة للفنان عبد الودود وشان؟
ج: أحيانا أسائل نفسي هل جذبتني الريشة ففتنت بها أم أن الأمانة التاريخية للأصل هي من دفعتني لذلك . أحب مدينتي حتى الجنون وقاطنيها وكل منتسب إليها فهي عندي مدينة الجمال والروح والخلود وأشياء كثيرة كثيرة أخفيها بين ضلوعي فهي مائي وهوائي ومتنفس عمري.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=2076