منذ فجر الاستقلال و آزمور تعيش تناقضا و تضاربا واضحين بين خطابين ــ استعمل لفظة خطاب هنا بمفهومها اللساني ــ الخطاب الرسمي تبنته و تتبناه المجاليس الحضرية المتعاقبة و من يدور في فلاكها التي تعاقبت على تسيير و تدبير شؤون البلاد و العباد، والخطاب الذي يفرزه الواقع الأزموري العيني بكل مشاكله و احباطاته ،حاول (يحاول الخطاب الأول) خطاب الواجهة أن يقنعنا بان وضعية آزمور بخير وعلى خير، و ان آزمور قد”حرق”أشواطا و مراحل كبيرة و كبيرة جدا في طريق التقدم و التنمية، و في جميع القطاعات والمجالات، سياسية أو اجتماعية أو… دستورالمغرب من أرقى الدساتير العالمية، و “التعددية” الحزبية وجدت تربتها الملائمة في خريطته السياسية لدرجة أن حزبا يظهر بالأمس و “يحصل” في الغد على عطف الناخبين و على “الأغلبية”، و الاهم من هذا فهو يحصل بسخاء حاتمي مبالغ فيه على عطف و حنان الإدارة الاقليمية. و كلمات من قبيل الشفافية و النزاهة و المصداقية و الديمقراطية الفريدة و مشاريع الخير و النماء، حتى في عز الجفاف، و دولة الحق و القانون و…و…من الأشياء التي يجترها الإعلام المحلي و الشفاهي على واجهة المقاهي و يلوكها بمناسبة و بدونها . و كما يحاول خطاب الواجهة اعتماد أسلوب التمويه و البهرجة من اجل تلميع صورته و تزيينها لدى المرسل إليه ذلك المتلقي، فان هذا الأخير يقوم هو الأخر باعتماد أسلوب مضاد و هو الانتقاء و التصفية، إذ يأخذ ما يريد و كما يشاء و يترك ما لا يريد، و غالبا ما يفهم الإرساليات و البلاغات بالطريقة التي أراد و ليس بالطريقة التي هدف إليها خطاب الواجهة. و”الغريب” في المسالة هو أن هذا الخطاب_الواجهة لا يراعي و لا يخجل حينما يعمل معها الاختيار من اجل البرهنة و التدليل. …فان لم تستحيي فافعل ما شئت … و لا تقل ما لا تفعل…لأن الزمان مرآت تعكس ما لا يشتهيه المعانيد
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=3466