أزمور أنفو 24 متابعة
يواصل عبد الله غلام قيادته لجامعة تصريف الأعمال، وتواصل كرة القدم المغربية تخبطها، ودورانها في متاهة، الله وحده يعلم متى ستخرج منها، ويواصل علي الفاسي الفهري اختفاءه عن الأنظار، وكأن كل النكسات وكل الاختلالات التي وقعت في الكرة المغربية لا تعنيه في شيء، ويواصل عدد من اللاعبين سواء الحاليون أو السابقون إبداءهم لغضبهم، وتذمرهم ومرارتهم من هذا الذي يحدث للكرة المغربية، آخرهم الدولي السابق مصطفى حجي الذي أطلق صرخة مدوية، وهو يصف ما يقع بأنه “حرام”، وبأن المغرب الذي يتوفر على إمكانيات مالية كبيرة، وبنية تحتية محترمة، تحول إلى بلد متخلف في كرة القدم، وقبله خرج العميد المهدي بنعطية ليضع النقاط على الحروف، ويقول “اللهم إن هذا منكر، وإن كأس إفريقيا للأمم 2015 على الأبواب، والمفروض وضع مشروع جدي للفوز بلقبها، وإسعاد الجمهور المغربي، بدل أن يخرج المنتخب الوطني مرة أخرى من الدور الأول”.
إذا كان المنتخب الوطني يتخبط اليوم، ويعيش أسوء فترة في تاريخه، فإن المسؤولية لا يتحملها اللاعبون أو المدربون، فقد تعاقب على تدريب هذا المنتخب الكثير من المدربين، ومن مدارس مختلفة، كما حمل قميصه عدد كبير من اللاعبين، ودائما كان هذا المنتخب يحصد الخيبة تلو الأخرى.
إن مسؤولية تردي المنتخب الوطني يتحملها علي الفاسي الفاسي الفهري، والذين جاؤوا به إلى رئاسة الجامعة، في تعد سافر على القانون وفي انتهاك لحرمته.
لقد جاء الفهري إلى الجامعة، وبدل أن يحافظ على الأقل على رصيد الكرة المغربية، وبالخصوص على هيبة المنتخب الوطني، فإن الرجل أصر على أن يشتت شمل هذا المنتخب، فقد أقال الفرنسي روجي لومير، وعين بدلا منه “تركيبة رباعية” ضمت حسن مومن وجمال السلامي وعبد الغني بناصري والحسين عموتة، ثم أدخل هذا المنتخب في عطالة دامت عام آخرا في انتظار “الفارس” إيريك غيريتس، الذي تسلم دفة قيادة المنتخب وسط حالة من الاحتقان، والرفض الشعبي بسبب راتبه المثير للجدل.
فشل غيريتس، وغادر وبدل أن يستوعب علي الفاسي الفهري، ومن يحركونه الدرس، فإنه تعاقد مع رشيد الطوسي بموجب عقد يمتد لعام، وبأهداف قصيرة المدى، جعلت المدرب يعمل تحت الضغط، وساهمت في ارتكابه للكثير من الأخطاء، قبل أن يغادر بدوره المهمة، ويترك منصب مدرب المنتخب الوطني فارغا، ثم عندما وجد الفهري نفسه مضطرا لمغادرة الجامعة غير مأسوف عليه، أسندت المهمة لحسن بنعبيشة ليقود المنتخب الوطني في مباراة واحدة، في أمر نادر الحدوث في عالم الكرة.
إذا كان هناك من يتحمل مسؤولية تردي المنتخب الوطني، فإنه علي الفاسي الفهري، الذي لم يكتف بذلك، بل إنه ساهم وبعدم وعي في إحداث التفرقة بين اللاعبين، عندما أصر في بداية ولايته على السفر إلى فرنسا لملاقاة عبد السلام وادو الذي هاجم المحترفين المغاربة بالخليج، مما فجر أولى الأزمات.
إن المنتخب الوطني “يتخبط” بالرغم من وجود عدد مهم من اللاعبين الذين بمقدورهم حمل قميصه، لأن الفهري الذي تولى المسؤولية، لم يكن في مستواها، بل إنه خان الأمانة، ووجه ضربة قاصمة لمنتخب يمثل أكثر من رمز بالنسبة للمغاربة.
إن مسؤولية الفهري قائمة، وثابتة، هذا دون الحديث عن المصاريف المالية الباهظة للجامعة، التي ظلت ترمى هنا وهناك دون حسيب أو رقيب، ودون الحديث عن استفادة الأصدقاء والخلان والأحباب وهلم جرا…
أما المثير للاستغراب، فهو أنه برغم كل هذه الخيبات والاختلالات، فإن رجلا اسمه عبد الله غلام لم يتردد في أن يتحول إلى حائط صد، بعد أن “اختار” الفهري الهروب، أما الثمن فبلا شك يعرفه المقربون ومن يدورون في محيط الجامعة.
جمال اسطيفي(المساء)
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=5632