أزمور أنفو24 المتابعة:جمال اسطيفي “المساء” عدد 2562
عندما فاز فريق ريال مدريد بلقب عصبة الأبطال الأوروبية لكرة القدم، كانت فرحة الجمهور المغربي كبيرة جدا، ذلك أن الفريق الملكي الذي يتمتع بشعبية جارفة بالمغرب، سيشارك في منافسات “الموندياليتو” وسيلهب حماس الجماهير المغربية، كما أن الفرصة ستكون سانحة لعشاق “المرينغي” لمتابعة نجوم الفريق عن قرب وخصوصا البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ظل على امتداد سنوات عديدة يقدم أداء كبيرا يخطف الأنظار.
حل موعد “الموندياليتو” وجاء الريال إلى المغرب وحظي الفريق باستقبال “جنوني” تفاعلت معه إدارة الريال ورئيسها فلورونتينيو بيريز الذي فتح أبواب ملعب التداريب أمام الجمهور المغربي ليتابع الفريق عن قرب.
في مباراة نصف النهائي حظي الريال باستقبال حاشد، وبتشجيع وحضور جماهيري كبير، بل إن الفريق لم يسبق في تاريخه وفي مباراة رسمية أن ملأ ملعبا خارج سانتياغو بيرنابيو بجماهير من خارج إسبانيا تشجع الفريق لوحده.
هيأ الجمهور تيفو يتغني باللقب العاشر لعصبة الأبطال الذي حاز عليه الفريق، ويتغنى بنجمه كريستيانو رونالدو، لكن المفاجأة أنه في الوقت الذي تفاعل فيه بعض لاعبي الريال من قبيل راموس وبيبي وكاسياس مع الحماس الجماهيري المغربي، فإن رونالدو بدا كالصخرة، جافا بدون مشاعر، ولم يكلف نفسه حتى عناء تحية الجمهور الحاضر، أما في المنطقة المختلطة للصحفيين فإن “نجم” الريال كان يسير مخفورا بأربعة حراس أمن، وكأن الصحفيين سيختطفونه، وعندما تحدث نطق بكلمة واحدة، وضرب موعدا للصحفيين يوم السبت، أي بعد مباراة النهائي.
في المباراة النهائية عاد رونالدو ليصنع الحدث من جديد، ليس بأدائه فالفتى كان دون المستوى المعروف عليه، ولكن بعجرفته، فرغم أن الجمهور هيأ تيفو ثاني لكريستيانو فإن اللاعب بدا أنه في عالم آخر، دون أن يكترث بالمجهود الذي تم بذله ولا بالحماس الجماهيري لعشاق الريال، أما لكي تكتمل الحلة أكثر فإن رونالدو تحاشى السلام على ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي، لأن الأخير سبق أن أدلى بتصريح قال فيه إن رونالدو لا يستحق الكرة الذهبية وأنه يجب أن يفوز بها لاعب من المنتخب الألماني المتوج بكأس العالم، ثم تحاشى في مرة ثانية السلام على ولي العهد، قبل أن يثير انتباهه جوزيف سيب بلاتير رئيس الاتحاد الدولي”فيفا” إلى الأمر، هذا مع العلم أنه كان أول من غادر ملعب مراكش بعد المباراة النهائية، دون أن يدلي بأي تصريح.
هذا هو رونالدو الذي انتظره عشاق الريال بالمغرب بشغف كبير، فإذا به يبادل الحب بالجفاء، والاهتمام باللامبالاة، لكن ذلك ليس مشكلة رونالدو فقط، ولكنه مشكلتنا نحن المغاربة الذين نعطي لبعض من لا يستحقون اهتماما أكبر، كأننا نعشق تعذيب الذات.
إذا كان هذا هو رونالدو الريال، فليذهب هذا اللاعب إلى الجحيم، فلربما لا يعرف هذا البرتغالي أنه مر من هذا البلد نجوم كبار زاروه وكانوا في قمة التواضع، ومع ذلك فإننا نتساءل عن الصورة التي يسوقها عن المغرب كل من الملحن العالمي ريدوان والبطل بدر هاري لهذا “النجم” الذي أفل بالمغرب.
الرياضة أخلاق وتواضع قبل كل شيء..
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=13386