“شوهة” حفل الافتتاح

المتابعة: جمال اصطيفي
حجب الفوز الذي حققه فريق الرجاء في افتتاح كأس العالم للأندية المقامة بمدينتي أكادير ومراكش، بعض العيوب التنظيمية التي شهدتها المباراة الأولى، وأبرزها حفل الافتتاح الباهت الذي بدل أن يقدم صورة براقة عن المغرب وعاداته وتقاليده، فإنه قدم صورة سخيفة عنه، وبدا أننا في حضرة “الحلايقية” مع كل الاحترام لما يقدمونه، بدل أن نكون في حضرة افتتاح حدث اسمه كأس العالم للأندية صرف المغرب من أجل تنظيمه الملايير ليروج لنفسه، وليقدم صورة جذابة عنه.
المثير أن وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين وبدل أن يقول: “اللهم إن هذا منكر” بخصوص “شوهة” حفل الافتتاح، فإن الرجل اختار الهجوم بدل الدفاع، وهو يؤكد أن من لم يرقه حفل الافتتاح، يتنكر لعادات وتقاليد وتراث بلده، ولم يبق لأوزين إلا أن ينزع الجنسية المغربية عن منتقدي فقرات حفل الافتتاح.
إن التراث سيدي الوزير يعكس المستوى الحضاري للشعوب، إنه يمثل الجذور، وبلا شك فمن المهم الحفاظ عليه وتطويره، لكن من الضروري تقديمه في حلة جيدة، ووفق رؤية فيها الكثير من الإبداع وليس الكثير من الانحطاط، الذي يكشف جهل من أنيطت بهم المسوؤلية، وكيف أنهم في ذيل قائمة من يهتمون بالتراث ومن يريدون تحويله إلى مجرد فلكلور و”بهرجة” بلا معنى.
إن تراث المغرب غني، وفيه الشفوي والمكتوب والمعمار وغيره، وكان من الممكن في العشر دقائق التي استغرقها حفل الافتتاح، أن نكشف للعالم كيف أن المغرب هو مزيج من الروافد التي تجمع الأمازيغي بالعربي بالصحراوي بالإفريقي بالأندلسي، وأن ذلك ما يشكل في النهاية هوية الإنسان المغربي، بدل أن يتم اختصار التراث في “الشيخات”، وفي أشياء سخيفة.
لقد قلنا في العديد من المرات إنه إذا أسندت الأمور لغير أهلها فانتظر الساعة، وبالتأكيد فإن هذا ما يجري اليوم في مغربنا السعيد، فالكثيرون ممن يتسابقون على كراسي المسؤولية، لا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية فقط.
المساء