ازمور انفو24 :
في إطار المسابقة الوطنية حول موضوع الهجرة التي نظمتها اعدادية المصب بأزمور بتأطير من الاستاذ البوعناني أنس أستاذ التربية التشكيلية والأستاذ عبداللطيف البيدوري اختارت ازمور انفو24 هذا الموضوع لما يكتسيه من أهمية كبيرة بخصوص الهجرة. للتلميذة نزهة الحسن بن عدنان.
في صبيحة يوم بارد من ايام يناير 2011 م ، أغارت طائرات حربية تابعة للنظام السوري على مدينتنا درعة محدثة أصواتا صاخبة ، فقد ألقت هذه الطائرات صواريخ كبيرة قيل إنها كيماوية سامة وقاتلة ، عشنا حالات رهيبة من الخوف والهلع ، وبعد يومين جاءنا خبر موت إبن عمي أبي شاكر مقتولا على يد ما يسمونهم القناصة.
الاستقرار في بلدك والاستمرار في مزاولة حياتك الآمنة الجميلة بين أفراد أسرتك شيء جميل ومن حق أي طفل ، أن تاتي الهجرة فجأة وتغيير كل شيء أمر صعب وغير مألوف أن تتقبله وفي نفس الوقت لا مفر منه عندما ينعدم الأمان وينتشر الخوف والدمار من حولك ، حيث تصبح حائرا بين قوات مستبدة ظالمة وبين جيش منفصل عن هذه القوات من جراء ما عناه من ظلم واستبداد وعندما تفوح رائحة الموت في الأزقة ويصبح منظر الجثت أمامك شيء مألوف لا يؤثر فيك من كثرة انتشار خبر الوفيات واستشهاد الشباب والأطفال وحتى كبار السن لم يسلموا من طلقات غادرة غير معروف من وراءها.في ظل كل هذا يصبح النوم معدوما والخوف منتشر والقلق دائما من حولك.
تصبح ألفاظك محسوبة عليك بين جيرانك وأهلك فيأتي القرار بالرحيل وترك كل شيء وراء ظهرك والبحث عن الأمان والسلام …..
في أحد أيام شهر ماي سنة 2011م قررت امي بالموافقة من أبي أن ندخل إلى بلدها المغرب كزيارة لا نعلم مدتها ولم نكن نتخيل انها ستستمر كل هذه السنين بعيدا عن أبي.
فبدأت امي بمساعدة ابي بحزم حقائبنا فلم نأخذ معنا شيئا يذكر لأن الأوضاع كانت جد خطيرة ولكي لا يثير شكوك المسؤولين في المطار أننا فارون وخائفون مما يحدث في سوريا.
انتهى كل شيء سريعا وجاء وقت السفر وودعنا أهلنا ورفاقنا بسرعة لم نكن نعرف شيئا فقط كنت أرى من حين لآخر امي تمسح دموعا تنزل من عينيها وكذلك ابي.
كان المطار يبعد مسافة 100 كلمتر عن بيتنا وتعرضنا لتفتيش مكرر من قوات النظام وقاموا باستجواب امي وأبي وسألوهما عن سبب السفر، وقالت بأن جدتي طريحة الفراش ويجب علينا الذهاب لرؤيتها ثم العودة ونظروا في حقائبنا فلم يجدوا الكثير واقتنعوا بذلك ، وبالفعل وصلنا إلى المطار وودعنا ابي. لن أنسى دموعه وكيف كان يضم كل واحد منا ويبكي ، كنا هذه أول مرة نبتعد فيها عنه ودخلنا إلى مكان يقومون فيه بمنحك الموافقة لمغادرة أرض الوطن وهناك توترت امي حين طرحوا عليها أسئلة عن لماذا وكيف ومتى وو؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟!!!!!!…….
أمي كانت امرأة صامدة وقوية ترد بكل ثقة ولم تتأثر بطريقتهم في طرح الأسئلة فشجاعتها توجت بحصولنا على موافقة الخروج وبعد مرور بضع دقائق كنا في الطائرة وكان ذلك آخر يوم نرى فيه وجه والدي لقد اشتقت إليه كثيرا وتمنيت لو كان معنا كي يكون بجانبنا ، لقد اشتقت لرائحة تراب وطني واناسه الطيبين ولهجتهم الحلوة.التي افتقدتها وتأقلمت هنا ببلدي الثاني المغرب ، فأمي منحتنا الجنسية المغربية مما جعلنا نحس بأننا مواطنين مغاربة ، وهي الآن تعمل من أجلنا تحولت من ربة بيت فأصبحت الآن تعمل خارج البيت لتوفر ما نحتاج إليه.
أحبها كثيرا وأقدرها ، تحملت الكثير من أجلنا ولا زلت أتمنى أن اعوضها عن كل ما قاسته عن أجلنا ونحن الان نعيش مع هذه الأم الرائعة المناضلة المجاهدة والتي لا يقل نضالها عن أبي الذي يناضل هو الاخر في تحمل الحرب ومعاناته بعيدا عن فلدة اكباده هم الآن شباب في العشرين وأربع بنات متقاربات في العمر .هي صديقة واخت قبل أن تكون أما أراها مرارا تبكي في الخفاء واسألها فتقول لا شيء يا حبيبتي مجرد دموع عابرة وسوف اتحسن فيا ليتني أستطيع أن أعيد تلك الابتسامة التي لم تكن تفارق وجهها عندما كنا جميعا في سوريا. فمتى سنعود؟ .
إلى حدود اليوم لا ندري انا واخوتي وأمي هل نحن عدنا إلى المغرب بشكل نهائي وننتظر عودة أب لا ندري هل سيعود أم لا أو ننتظر عودتنا إلى مسقط رأسنا سوريا إلى أجل غير مسمى ……؟ .
ملحوظة: نقلنا نص الموضوع كما كتبته الطفلة نزهة الحسن بن عدنان 13 سنة من السنة الثانية اعدادي المصب بأزمور.
صور المشاركين والمشاركات في المسابقة.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=26501