أزمور أنفو24 المتابعة:جمال اسطيفي صحيفة “المساء” عدد 2601
خيبة وأمل.. إنهما العنوانين العريضين للعقوبات التي أصدرها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” في حق المنتخب الوطني بحرمانه من المشاركة في دورتي 2017 و2019، مع تسليط عقوبة مالية ثقيلة على جامعة الكرة، تقضي بأدائها لغرامة مالية تصل إلى 10 ملايير سنتيم.
خيبة.. لأنه على المستوى الرياضي سيكون من الصعب تقبل غياب المنتخب الوطني عن ثلاث دورات لكأس إفريقيا، 2015 و2017و2019، ذلك أنه بمثابة قرار إعدام لجيل كروي قد لا يحصل على فرصة المشاركة في كأس كروية يرتبط بها المغاربة كثيرا ولها سحر خاص في نفوسهم، ويراهنون على العودة القوية لمنافساتها.
أمل.. لأن العقوبات وبرغم قساوتها في حق المنتخب الوطني الأول، إلا أنها لم تشمل الفئات الصغرى من منتخب أولمبي وشبان وفتيان ونسوي، وفرق مشاركة في الكؤوس الإفريقية، مما يعني أن عجلة الكرة ستواصل الدوران، مع أن إمكانية تخفيف العقوبة تظل واردة إلى حين عقد مؤتمر الاتحاد الإفريقي في أبريل المقبل بالقاهرة، خصوصا إذا عرف القائمون على الشأن الكروي كيف يتفاوضون ويعملون في الكواليس دون تعنت أو شد للحبل.
لقد ربط المغرب طلبه تأجيل تنظيم كأس إفريقيا للأمم والذي اعتبره قرارا سياديا بحسب محمد أوزين وزير الشباب والرياضة المقال بتفشي وباء إيبولا، معتبرا إياه قوة قاهرة، بيد أن تنظيم غينيا الاستوائية للكأس الإفريقية وانحسار الوباء، ضرب في مقتل ذريعة “القوة القاهرة”، ثم إن الحديث عن أن عقوبات “الكاف” لم تكن متوقعة، هو من قبيل الضحك على الذقون، فقد كان متوقعا أن تعاقب “الكاف” المغرب وتحرمه من المشاركة في دورتين على الأقل، بل إن الجامعة كانت تخشى حتى تنظيم مباريات ودية للمنتخب الوطني الأول، لأنه لم يكن مقبولا رياضيا على الأقل أن تعلن الحكومة عبر الوزير أوزين، وفي الوقت بدل الضائع أنها لن تنظم “الكان” دون تشاور حقيقي مع “الكاف”، وفي وقت كان رهان حياتو كبيرا على إحداث نقلة نوعية في كأس إفريقيا بتنظيمها في المغرب.
وإذا كنا نناقش اليوم العقوبات التي أصدرتها “الكاف”، في حق الكرة المغربية، فإنه لابد من مناقشة قرار المغرب القاضي بتأجيل تنظيم “الكان”، والطريقة التي تفاوضت بها الحكومة، والتي ارتكبت خلالها أخطاء قاتلة، وبدل أن نوجه أصابع الاتهام نحو حياتو فقط ونمسح فيه أخطاءنا، علينا أن نوجهها أيضا صوب هؤلاء الذين وضعوا المنتخب الوطني في هذه “الورطة” والذين أبانوا عن عجز كبير في معالجة الملفات وفي التحرك في الكواليس، قبل أن نستفيق اليوم على وقع مطرقة عقوبات “الكاف”.
العقوبات ليست نهاية العالم بكل تأكيد، لكن الأهم هو استيعاب الدروس وترتيب الأوراق، أما أن يحاول القائمون على الشأن الكروي الدخول في شد للحبل مع حياتو بخصوص العقوبات، فإنهم بلا شك سيكونون كمن يفتعل معركة من معارك “دون كيشوط” عندما كان يركب “صهوة” حماره المتهالك ويحمل ذراعه الصدئة ويلوح بسيفه الخشبي، قبل أن يجد أن طواحين الهواء العملاقة قد اقتلعته ورمته على الأرض ليرتطم بالحقيقة المرة.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=14349